
كشف البروفيسور، “حيرش كريم”، رئيس مصلحة جراحة الفك والوجه الترميم بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54 وهران، عن الوفاء بالوعد الذي قدمه لإدارة المؤسسة الاستشفائية على رأسها السيد المدير العام “بار رابح” خلال شهر ماي الفارط، بانطلاق في العمليات الجراحية لفائدة الأطفال الذين يعانون من التشوهات الخلقية التي كانت ترسل إلى دول أوروبية والتي كانت تكلفتها غالية جدا، حيث أكد أن فريقه الطبي قادر على التكفل بهذه الحالات بالتنسيق مع الفريق الطبي بمصلحة التخدير والإنعاش للأطفال، حيث تم برمجة 04 عمليات جراحية يستفيد منها أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 02 شهرين إلى 12 سنة، قادمين من مختلف ولايات الوطن على غرار بلعباس، باتنة، البيض، أدرار، وهذه الحالات المستعصية تعتبر من أخطر الحالات الاستعجالية للتشوه الخلقي من بينهم حالة ولدت بدون أنف، وحالة أخرى تملك أذن فوق الرأس وآخر يملك فكيين بالجهة السفلية.
حيث أكد البروفيسور “حيرش كريم” أن برنامج العمليات الجراحية الخاص بهذه الفئة هو نتاج للاتفاقية التي تم إبرامها خلال شهر ماي الفارط مع مستشفى تور، أين توجه فريق طبي من المؤسسة الاستشفائية خلال شهر جوان الفارط للتربص والتكوين في هذا النوع من العمليات الجراحية للتخفيف على المرضى وعائلاتهم عناء التنقل إلى الخارج من اجل تلقي العلاج اللازم، وهو الوعد الذي تم قطعه لإدارة المؤسسة من أجل السعي للتكفل الصحي بهذه الشريحة من المجتمع، والحالات التي تم برمجتها خلال هذا الشهر هي لأطفال ولدوا بتشوهات خلقية مختلفة بعضها وراثي وآخر لعدم الالتزام والتهاون بأخذ التلقيحات اللازمة خلال فترة الحمل، مضيفا أن أول عملية جراحية استفاد منها طفل يبلغ من العمر شهرين (02) ولد بتشوه خلقي على مستوى الوجه متمثل في انعدام تام للأنف، حيث كان يتنفس ويأكل من فمه فقط، إلى جانب تواجد الأذن اليسرى على مستوى الرأس، أين تم إخضاعه لكافة الفحوصات الطبية اللازمة والتحاليل الطبيبة، وكذا التصوير الإشعاعي للرأس من أجل القيام بتخطيط للعملية الجراحية وتداعياتها وأبعادها الإيجابية والسلبية قبل الانطلاق فيه وكيفية التعامل معها أيضا.
وخلال العملية الجراحية، تم الاستعانة بتقنية المنظار الجراحي من أجل فتح انسداد الأنف وتركيب أنبوب اصطناعي فوق الفم مكان الأنف وبعد شهرين من العملية الجراحية، سيتم نزعه بعد أن يتم بناء الأنسجة الذاتية وبعد مرور 05 سنوات سيتم إخضاعها لعملية جراحية تجميلية بزراعة ذاتية لعظم الأنف.
وفي ذات السياق، فإن هذه الحالات التي تم التكفل بها تعتبر حالات استعجالية ليتم التخطيط لبرنامج جراحي محكم مع بداية السنة الجديدة 2025 لباقي حالات التشوه الخلقي، وهذا تزامنا مع استحداث وسائل ومعدات الطبية اللازمة التي ستتدعم بها المصلحة مستقبلا لمواكبة التطورات الطبية في مجال الصحة خاصة في هذا التخصص.
كما أشار البروفيسور في حديثه إلى أن المصلحة خلال شهر ديسمبر القادم أيام 11و12و13 ، سيتم تنظيم مؤتمر دولي سيشارك فيها أطباء جراحين أجانب في ذات التخصص من أجل تبادل الخبرات المهنية وتطوير المهارات الجراحية في التكفل الصحي بحالات التشوه الخلقي، كما سيتوجه فريق طبي متكامل من داخل المؤسسة الاستشفائية على رأسهم البروفسور “حيرش” إلى المستشفى الفرنسي تورمن أجل التربص لمدة شهر كامل.
منصور.ج