الثـقــافــة

مضمون غنام (مجاهد محكوم عليه بالإعدام)

ضحينا بشبابنا من أجل الثورة و استقلال الجزائر

حاوره: جيلالي. ب

 

بخطى متثاقلة تملأها ذكريات الثورة وعذاب السجون في سجن وهران وسجون فرنسا أيت ذاق أبشع أنواع التعذيب يعود المجاهد مضمون غنام المدعو (كازينو)  لماضيه الثوري بين أزقة مدينة غليزان وجبال العناترة أين حارب المستعمر مع العديد من زملائه المجاهدين والشهداء الذين سقطوا في معركة الثورة المجيدة ومن أعدموا بالرصاص و الحرق حيا والمقصلة.

المحكوم عليه بالإعدام الذي لعب لفريق سريع غليزان في بداية الخمسينات قبل أن يلتحق بجميع أفراده بالثورة ملبيا نداء الوطن، إستقبل (البديل) في بيته الذي هو بمثابة متحف تاريخي يمجد ماضيه الثوري رجع بذكريات الماضي بأعين تملأها دموع الحزن تارة ودموع الفخر والإعتزاز تارة أخرىض

 

كيف هي أحوالك ؟

الحمد الله، مع التقدم في السن والمرض أحاول أن أقتل الروتين اليومي فبعد أن أستيقظ صباحا أتوجه إلى مطعم أخي المرحوم (حماني) بوسط المدينة أين ألتقي بزملاىي بمن بقوا على قيد الحياة، تم العودة للمنزل وأخد القيلولة والتجول في الفناء المنزلي محاطا بالأبناء والأحفاذ الي غاية صلاة العشاء فبعدها أخلد للنوم.

 

حدثنا عن نشاطك الثوري إبان الحقبة الإستعمارية ؟

قبل الإلتحاق بالجبال كنت منخرط في فريق (الغليزانية – La relzanaise) لكرة القدم وكان ذلك سنة 1950، هذا الفريق كان متكون من لاعبين إسبان كنا نشارك في بعض المقابلات في الجهة الغربية مثل تيارت، معسكر ووهران قبل أن ياتي قرار بالإبقاء على أربعة لاعبين فقط عرب وحيث تم اختياري مع (طرطاق محمد، حجيجي بوراس، وطرطاق أمحمد) في كل فريق فتم اختياري مع للبقاء في الفريق وبقيت معه إلى غاية 1956 سنة إلتحاقي بالمجاهدين أعالي جبل (العناترة).

 

تحولت من النشاط الرياضي للنشاط الثوري مباشرة، أليس كذلك؟

لا، كنت فدائي بمدينة غليزان وفي نفس الوقت لاعب في صفوف سريع غليزان، مع الشهيد (مصطفى بن نعمة) قمنا عمليتين فدائيتين في مدينة غليزان الأولى عملية (القرابة) أين أردنا القضاء على عميد شرطة والثانية على (حركي) أفشل عملية عسكرية فحكم عليه وکُلفت أنا و(مصطفى بن نعمة) للقضاء عليه.

 

 تؤكد أنه كان للرياضة تأثير على الثورة التحريرية ؟

أكيد فالنضال ليس فقط حمل السلاح أو الصعود للجبل، فكل شارك في الثورة حسب تخصصه، فهناك الشعراء، الأدباء، التجار، الأطباء والممرضين وكذا الرياضيين، الكل شارك في ثورتنا المجيدة.

 

هل استطعتم التوفيق بين الرياضة والكفاح المسلح ؟

كان صعبا نوعا ما حيث اضطررت للعمل في خليتي خفية على المتسق العام للجيش الذي كان أخي الأكبر (عباد مضمون) المعروف (بعابد كازينو)، كان لابد من السرية لأجل اجتناب الشكوك، فكنت أتدرب مع الفريق وفي نفس اليوم أقوم بالعمليات الفداىية أو نقل السلاح، أو المعلومات إلى غاية يوم التحاقي بالجيش في الجبل.

 

حدثنا كيف عن إلتحاقك بالجيش ؟

كنت أزاول مهامي كفدائي بمدينة غليزان ليأتي خبر إلقاء القبض على أخي الأكبر (عابد) حينها أدركت أنه تم الوشاية بي فقررت أن أتوجه للجبل وكان ذلك في الفاتح من أكتوبر 1956 حيث كنا مع (مصطفى بن نعمة وعمراني بن عودة) أول الفدائيين من منطقة غليزان مِن من التحق بالجبال وكان قد سبقنا الفدائي (كرالوة) وهو من مدينة (القلعة) وتوحهنا بالضبط إلى جبل (العناترة) مركز (بوخبزة عبد القادر) أين استقبلنا مسؤول الجهة (قرميط الناصر)، ليلتحق بنا في 12 جانفي 1957، 48 فدائي من مدينة غليزان وواصلنا الكفاح المسلح وكانت لنا عدة اشتباكات مع العدو أشهرها معركة (مناور) التي سحقنا فيها المستعمر مع سقوط فيها العديد من الشهداء أيضا لغاية القبض علي في جانفي 1960 وزج بي في السجن وحُكِم علي بالإعدام ليتم تحويلي مع بعض المجاهدين من سجن غليزان، إلى سجن مستغانم فسجن وهران تم ترحيلنا لسجون فرنسا حيث مكثت هنالك إلى أنتظر تنفيذ حكم الإعدام إلى غاية يوم الإستقلال.

 

حدثنا كيف تلقيتم خبر اسنقلال الجزائر ؟

أتذكر ذلك اليوم أين كنت في زنزانة مركز التعديب لتبدأ التهاليل وشعارات (تحيا الجزائر) و(الله يرحم الشهداء) تدوي في ذلك المركز، وبدأنا نغني الأناشيد الوطنية الممجدة للثورة المجيدة، ضنا منا أنه تم تحويل مسجون لتنفيذ الحكم بالإعدام، ليخبروننا أن الجزائر إفتكت الإستقلال، ليزداد حماسنا وترتفع أصواتنا فخرا أننا وصلنا لمبتغانا فإنهال علينا الحراس بالضرب المبرح. تم بعدها بأسابيع صدر قرار العفو عن المحكوم عليهم بالإعدام وتم الإفراج عنا، لألتحق مباشرة لوطني الحبيب ومدينتي العزيزة غليزان لأشارك فرحة الإستقلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى