كان للطاقم الإداري لمصلحة التراث التاريخي والثقافي لمديرية المجاهدين وذوي الحقوق لولاية تلمسان، موعد لقاء تسجيل حي لشهادة “تلي لخضر” ابن الشهيد تلي محمد” إبن عبد السلام ومعطى الله يامنة، والمولود ببني وارسوس بتاريخ 13 أكتوبر 1931م.
الشهيد “تلي محمد” لبى نداء الثورة التحريرية وهو في أوج ريعان شبابه، التحق بصفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني خلال سنة 1956م، وأسندت إليه القيادة الثورية مهام جمع الأموال والاتصالات، فجعل من منزله العائلي مركزا لإطعام الثوار، ومن خلال حركة نشاطه، مما دفع أحد العملاء أن يشي به لرفاقه العملاء الخونة، فترصدوه بمنزله، وأخضعوه للتعذيب الشديد بمنزله وأمام ابنه “تلي محمد”، فقرر هؤلاء الخونة تصفيته بإطلاق النار عليه بعين المكان، فأضحى شهيدا وعمره لا يتجاوز سن الـ 27 عاما، فترك أطفاله الأربعة رفقة أرملته وحيدة، فتكفل الثوار المجاهدين بإعالتها وأولادها، وصانوا عائلة الشهيد وأوفوا بالعهد. الثورة التحريرية الجزائرية، شكلت تنظيما اجتماعيا قويا يقوم بالرعاية الكاملة لعائلات الشهداء، بفضل سياسة حكيمة تتكفل بكل ضحايا استبداد العدو الفرنسي وشبكة خيانة العملاء. وهذه الرواية واحدة من أوجه المآسي الأليمة التي واجهتها الثورة الجزائرية من أعمال الخيانة.
عمر بكاي
