
ـ المنتخب الجزائري مع بيتكوفيتش لم يعد كتابا مفتوحا، بل هو كتاب يجب قراءة صفحاته، والتمعن في مفرداته.
ـ المراكز الأساسية أصبحت غالية في تشكيلة “محاربي الصحراء“
يركز الناخب الوطني “فلاديمير بيتكوفيتش” الذي ظهرت لمسته خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة في المباراة الثانية أمام ليبيريا، على الموعد المقبل للخضر، ويعتبر الفوز على الطوغو ذهابًا وإيابًا ضروريٌّ جدًّا لحسم التأهل مبكرًا إلى الكان، وبالتالي استغلال المباراتين المتبقيتين لتصحيح الأخطاء تحسبًا لقادم المواعيد، على غرار تصفيات كأس العالم 2026 التي تُسْتَأنَف شهر مارس المقبل ثم بعدها نهائيات كأس أمم إفريقيا نهاية 2025.
وأكدت مصادر إعلامية متطابقة أن المدير الفني لمنتخب الجزائر “فلاديمير بيتكوفيتش” وضع شرطًا للاعبيه قبل تربص شهر أكتوبر المقبل، للاستمرار في الحضور ضمن خياراته النهائية، خاصةً في ظل بروز العديد من الأسماء في الفترة الأخيرة بعيدًا عن الأسماء التي اعتادت عليها الجماهير الجزائرية لسنوات.
وكان المنتخب الجزائري سجل نتيجتين إيجابيتين خلال شهر سبتمبر بمناسبة مواجهتي غينيا الاستوائية وليبيريا في افتتاح تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025.
وظهر المنتخب الجزائري أنه لم يعد كتابا مفتوحا لدى المنافسين، هي حقيقة تجلت بوضوح في مباراة “الخضر” ضد ليبيريا، وذلك بفضل المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش الذي وضع لمسته الخاصة، وأضاف أشياء لم تكن تظهر في فريقه من قبل. “محاربو الصحراء” لم يكتفوا باللعب بحماس وإرادة كعادتهم فقط أمام “النجوم الوحيدة”، بل أنهم قدموا طبقا كرويا شهيا، فاتورته كانت فوزهم في العاصمة الليبيرية مونروفيا بثلاثية نظيفة ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا2025
وظهر أن المنتخب دخل عهد كروي جديد مع بيتكوفيتش، وتخلى عن أفكاره التكتيكية القادمة والبالية بحذر شديد، لأن هذا الأمر يحتاج إلى تأكيد في قادم المباريات والمواعيد.
فالمدرب السويسري، تجاوز مشكلة الغيابات، لا سيما في خط الوسط، وتأقلم مع الظروف، ولم يشتك، بل تعامل مع الأدوات الموجودة بين يديه بمرونة تكتيكية سمحت له بالعودة بالنقاط الثلاث من ليبيريا. ولم يكن بيتكوفيتش شجاعا بتغيير الخطة فحسب، بل أن شجاعته ظهرت أيضا بمنحه الفرصة للظهير الأيمن “محمد فارسي” لاعب نادي كولومبوس كرو الأمريكي لخوض أول مباراة دولية له مع الخضر، وفي أدغال إفريقيا، وتحديدا في ليبيريا، ونجح اللاعب صاحب 24 عاما في رد جميل مدربه بتقديم أداء وصفته الجماهير الجزائرية بالجيد.
ويلعب زملاء “رامي بن سبعيني” ضد منتخب الطوغو شهر أكتوبر المقبل، في مواجهة مزدوجة ذهابًا بالجزائر ثم إيابًا بالعاصمة لومي، لحساب الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات كأس أمم إفريقيا2025 ، ويبحث “المحاربون” عن تأمين التأهل المبكر من خلال هاتين المباراتين.
وعرفت مباراتا غينيا الاستوائية وليبيريا العديد من الغيابات في صفوف منتخب الجزائر بداعي الإصابة، وفي مقدمتهم (ريان آيت نوري، محمد الأمين عمورة، هشام بوداوي، حسام عوار، رياض محرز وإسماعيل بن ناصر)، حيث غاب الثلاثي الأول عن كلتا المباراتين، في وقتٍ غاب فيه الثلاثي الثاني عن لقاء ليبيريا، ورغم ذلك نجح “بيتكوفيتش” في تقديم تشكيلة مثالية وقوّية.
وتحدث المدرب السويسري إلى لاعبيه بعد نهاية مباراة ليبيريا الأخيرة، ووضع شرطًا لهم بخصوص إمكانية استمرارهم ضمن خياراته والمشاركة بانتظام مع المنتخب الجزائري، وهو ما ربطه بمواصلة تألقهم والعمل بجدّية مع أنديتهم في الفترة المقبلة. وطلب بيتكوفيتش من زملاء “محمد فارسي” الاستمرار في العمل والتطور أكثر مع أنديتهم، لأنّه المعيار الوحيد الذي يضمن لهم البقاء في المنتخب الجزائري، على اعتبار أنه يراهن على اللاعبين الذين يلعبون ويتألقون باستمرار، مشيرا إلى أن المنافسة شديدة في المنتخب والأماكن ستكون غالية مستقبًلا.
وليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها “بيتكوفيتش” بهذه النبرة مع لاعبيه، إذ دائمًا ما كان يركز على عامل التألق مع الأندية كمعيار رئيس للاعبين، ليكونوا ضمن خياراته النهائية، فضلًا عن اعتماده على منح جميع اللاعبين الفرصة في كل مرة، ما يرفع من شدة التنافس على المراكز الأساسية في منتخب “محاربي الصحراء“.
وأكدت مواجهة ليبيريا الأخيرة بأن الأسماء التي كانت لفترة قريبة جدًّا أساسية دون منازع، مهددة بفقدان مكانتها والخضوع لمعيار المنافسة، بعد بروز العديد من الأسماء الواعدة في ظل غياب 6 لاعبين دفعة واحدة. وكشف العديد من اللاعبين في صورة جوان حجام وفارسي وآدم زرقان، عن إمكانات كبيرة تؤهلهم للاستمرار كلاعبين أساسيين، في وقت ظهر لاعبون يمكنهم القيام بأدوار قيادية، على غرار المتألق أمين غويري.
إذن يمكن القول مبدئيا وبحذر، أن المنتخب الجزائري مع “بيتكوفيتش” لم يعد كتابا مفتوحا، بل هو كتاب يجب قراءة صفحاته، والتمعن في مفرداته، والقيام بعملية تحليل بين سطوره لمعرفته جيدا والفوز عليه، وذلك في انتظار تأكيد هذا الأمر في قادم الاستحقاقات والمواعيد.
م/ش