
أسدل الستار عن الأنتخابات الرئاسية أول أمس، حيث تميزت بالتنظيم المحكم وسدتها الروح الأخوية وفي أجواء جد حسنة، صنع كل الجزائرية عرسا وطنيا بامتياز. حيث تم غلق مكاتب الاقتراع في تمام الثامنة مساء على المستوى الوطني والشروع مباشرة في عملية فرز الأصوات بحضور ممثلي المترشحين الثلاثة لهذا الاستحقاق.
وعليه أعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، عن معدل نسبة المشاركة في الانتخابات والتي بلغت 48.03 بالمائة داخل الوطن، و19.54 بالمائة خارج الوطن عند غلق مكاتب الاقتراع في حدود الساعة 20:00. وأضاف مستطردا بأنّ التأخر الذي حصل في الإعلان عن نسبة المشاركة راجع بالأساس إلى عدم تلقي المعلومات المتعلقة بعملية التصويت في كل من تمنراست وبشار بسبب الفيضانات التي عرفتها الولايتان. مشيرا في السياق ذاته وأوضح بأنّ “المعطيات الجزئية سيتم الإعلان عنها بعد وصول المحاضر الولائية بداية من فجر اليوم الأحد (أمس)، ليتم بعد ذلك الإعلان عن النتائج المؤقتة قبل إرسال الملف كاملا إلى المحكمة الدستورية”. في السياق ذاته فإنّ أغلب محاضر الفرز على مستوى عديد ولايات الوطن قد أشارت إلى تقدم المترشح الحر عبد المجيد تبون، على منافسيه يوسف أوشيش وعبد العالي حساني شريف.
تـرقـب وتـسـاؤلات
وعليه يبقى الترقب سيد الموقف وأنظار الشارع الجزائري متجهة صوب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات وما ستصرح به أو تصدره من بيانات جديدة بخصوص تداعيات الإنتخابات الرئاسية ومن هو الرئيس المقبل للدولة الجزائرية. هذا الترقب الذي يحمل الكثير من التساؤلات والتأويلات والإحتمالات، ورغم كل الندوات واللقاءات التي احتضنها العديد ن القنوات الفضائية إلا انها لم تقنع فضول الجزائريين والجزائريات ولم تقم لهم أجوبة شافية وكافية لتساؤلاتهم، بحيث معظم هذه الدوات اتسمت بالخطاب التقليدي والكلاسيكي الذي ألف المواطنون سماعه في كل محطة إنتخابية ولم يرتق أصحابه بعد على مستوى تطلعات الشعب الجزائري من جهتة والتحولات المتسارعة في البلاد من جهة، وغالبا ما كانت المداخلات مجرد كلام أو حشو في الكلام ولغط سياسوي بعيد كل البعد عن ما كان ينتظره منهم المشاهد لتنويره أكثر وإبعاد عنه كل الشكوك والظنون التي لا يزال المتربصين بالوطن يزرعونها في نفسه. إلى إشعار آخر يبقى الجزائريون يترقبون وينتظرون ويضربون أخماسا في أسداس عمن يكون الرئيس الذي سيدخل قصر المرادية لخمسة أعوام القادمة.
16 محضر تركيز نتائج التصويت تصل المحكمة الدستورية
المحكمة الدستورية تسلم محاضر التصويت للولايات
في سياق ذي صلة، إستقبلت صبيحة أمس الأحد المحكمة الدستورية محاضر تركيز نتائج التصويت في الإنتخابات الرئاسية لمختلف ولايات الوطن، حيث وأوضح رئيس ديوان المحكمة الدستورية السيد صام إلياس، في تصريح صحفي، أن “مرحلة استلام محاضر تركيز نتائج التصويت التي انطلقت اليوم تستمر إلى غاية 72 ساعة كأقصى حد” وفي ذات السياق إستطرد قائلا:” إن المحكمة الدستورية ستدرس في هذه المرحلة جميع المحاضر بما فيها أوراق ملغاة، وكالات، أوراق متنازع فيها وغيرها من الأمور التي تخص العملية الانتخابية”. وقال في شرحه لطريقة إيداع المحاضر، قال:” بعد أن تودع اللجان الولائية محاضر تركيز نتائج التصويت، تودعها في ظرف مشمع لدى أمانة ضبط المحكمة الدستورية مقابل وصل استلام، كما تُسلم نسخة أصلية فورا إلى رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات وإلى المترحشين للانتخابات أو الممثل القانوني لكل مترشح. كما كشف على أنه على مستوى المحكمة الدستورية:” ندرس كل هذه المحاضر وندقق فيها ونجري المقارنات والمطابقات التي يتطلبها الأمر، إما عن طريق معاينات مادية أو عن طريق دراسة ومعالجة إلكترونية آلية، عبر تطبيقة دقيقة تمر عليها كل النتائج”. واسترسل قائلا:” بعد إعلان السلطة المستقلة للانتخابات النتائج الأولية يأتي بعدها دور المحكمة الدستورية لتعلن عن النتائج النهائية وهذا في ظرف 10 أيام كأقصى تقدير من تاريخ استيلام المحكمة الدستورية للمحاضر”.
للإشارة، افتتحت مراكز الاقتراع، أول أمس أبوابها، أمام 24 مليون جزائري، للتصويت بالانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها 3 مرشحين. وهم مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش. والمترشح الحر عبد المجيد تبون. بالإضافة كذلك إلى مرشح حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني شريف. وأحصت الهيئة الناخبة تحصي24.351.551 مسجل من بينهم 23.486.061 ناخب داخل الوطن. موزعين على 47 بالمائة نساء و53 بالمائة رجال. فيما بلغت نسبة المسجلين أقل من 40 سنة 36 بالمائة. كما = رخصت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات لجميع منسقي المندوبيات الولائية وبعد الاطلاع على طلباتهم. بتأخير توقيت غلق مكاتب التصويت بكل الولايات عبر التراب الوطني إلى غاية الساعة الثامنة مساء.
هـشـام رمـزي