الجهوي‎

في غياب الجمعيات المدافعة عن حقوق البراءة بتلمسان

أطفال يستغلّون للعمل في الورشات والمطاعم

تشكّـل ظاهرة تشغيل الأطفال من القضايا الخطيرة التي لا تزال مطروحة في الواقع وبالرغم من أن منظمة العمل الدولية وضعت قوانينا صارمة للقضاء على الظاهرة، إلا أنه لا توجد متابعة حقيقية لترجمة هذه القوانين ميدانيا بحكم اختلاف المعطيات فعمالة الأطفال تؤثر على مستوى الالتحاق بالمدارس وترفع نسبتي والبطالة والتسرب المدرسي حسب المختصين، وتولد مشاكل اجتماعية كثيرة مثل الانحراف وهذا بعيدا عن عيون المدافعـين عن حقوق الطفل في المناسبات. 

بولاية بتلمسان، يستغل أطفال صغار في العمل بورشات ومطاعم ومحلات الهاتف فضلا عن الحمالة، إذ يستغلون في حمل أكياس وصناديق تفوق قدراتهم الجسمية، وحسب بعض الأولياء الذين التقتهم “الـبديل”، فإنه في كثير من الأحيان يفرض الوالدان على الطفل العمل في سن مبكرة وترك الدراسة من أجل تأمين مستقبله وتعلم الحرفة في ورشات الحدادة والنجارة والميكانيك والصناعة التقليدية وأعمال البناء…وغـيرها، إلى جانب الحمالة بالأسواق ويسود اعتقادهم أن تعلم “الصنعة” في إحدى هذه الورشات كفيل بتأمين مستقبل الطفل في ظل ارتفاع نسبة البطالة في صفوف المتعلمين، بل وفي صفوف الحاصلين على شهادات عليا في تخصصات علمية.

وفي جولة لنا بعـدة مناطق، وقفنا على هول الظاهرة ورأينا كيف تستغل البراءة في أعمال خطيرة على صحتها ومنهم الطفل “علي” البالغ من العمر 15 سنة العامل في ورشة لتصليح السيارات، حيث شجعه والده على الالتحاق بالورشة في سن الثالثة عشر من أجل أن يضمن مستقبله من خلال إتقان هذه الحرف والتشبع بأصولها في سن مبكرة، ويقول “علي” أنه يقوم بمساعدة الميكانيكي في عمله بحيث يمده بما يحتاج من أدوات وقطع غيار، كما يقوم بتركيب بعض الإطارات في انتظار أن يكلفه معلمه بعمل تركيب قطع أكبر حجما.

طفل آخر عمره لا يتجاوز الـ 17 سنة قال: “أتعلم يوميا أشياء جديدة في هذه الحرفة وأراقب المعلم حين يقوم بتركيب قطع وإصلاح محركات، وإلى جانب عملي الرئيسي يكلفني رب عملي  بأعمال التنظيف وتنظيم الورشة، كما أقوم بجلب طلباته من المقهى والمطعم مقابل راتب شهري قدره 8000 دج”، مؤكدا أنه ليس نادما على ترك الدراسة والعمل في ورشة تصليح لأنه يعمل في حرفة يحبها ويحلم بيوم يصبح فيه مالكا لورشة تصليح السيارات، ويعترف بأنه كان يغار من أقرانه الذين يمرون أمام الورشة في طريقهم إلى المدرسة ويراقبهم أثناء لعبهم في الحي حين يكون في مهمة توصيل الطلبات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى