روبرتاج

المناطق الحدودية بولاية تلمسان

تفشي ظاهرة سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي 

يبدو أن السلطات المختصة لولاية تلمسان لم تتمكن حتى الآن من وضع حدّ نهائي لظاهرة سرقة أغطية فوهات الصرف الصحي والمطري، التي لم يمر طويلا على وضعها في إطار مشروع تأهيل قنوات الصرف الصحي.

 حيث تشن شبكة المتخصصة عمليات واسعة للسطو على تجهيزات حيوية مخصصة للمنشآت العامة، تطال على وجه الخصوص أغطية بالوعات الصرف الصحي والماء الشروب والكهرباء والهاتف، فضلا عن الأسلاك النحاسية، بحيث أننا لا نزال نسمع يوميا عبر شكاوى المواطنين عن وجود عدة حالات لهذه السرقة المنتشرة والمتفشية مؤخرا وبشكل ملفت للنظر بالمناطق المعزولة لبلديات الولاية.

 إذ تعمد هذه الشبكات إلى اقتلاع الأغطية الحديدية من مكانها خاصة بالنسبة لتلك الموجودة في مواقع خلفية أو غير مأهولة التي لا زالت في طور التهيئة، وذلك بغرض بيعها والانتفاع من ثمنها، مما يجعل عدد الشوارع والأزقة تبدو خالية تماما من هذه التجهيزات وتنجم عنها مشاكل متعددة نتيجة هذه الوضعية التي تتحول إلى حفر تصطاد المارة والسيارات، مؤدية بذلك إلى تدهور حركة السير ليلا بسبب انعدام رؤية الفتحات التي تم تجريد أغطيتها من قبل “مافـيا” سرقة النفايات الحديدية، كما أسمتها الجهات المختصة التي استغلت انعدام الإنارة العمومية لسرقة العديد من أغطية البالوعات من مختلف المسالك، مما جعل معظم الممرات تشكل خطرا على الراجلين ومستعملي الطريق ليلا، وتهدد حياة الأطفال وتعرقل أنشطتهم وتحول دون تمكينهم من اللعب خوفا من السقوط بداخلها، خاصة وأن قطر حفر البالوعات كافي لسقوط شخص ما، وقد يؤدي به إلى الموت أيضا، وخاصة إذا تعلق الأمر بطفل وحفرة بعمق أمتار أو حتى انحراف مركبة، لاسيما أن عددا معتبرا منها متواجد على مستوى الطرقات الرئيسية والثانوية بالمدينة التي تعج بحركة سير هامة وأخرى قريبة من مؤسسات تربوية مثلما هو الحال مع الدخول المدرسي الحالي وأخرى عمومية وإدارات تعرف حركة معتبرة، ناهيك عن تعرّض المنطقة للفيضانات خلال فصل الشتاء نتيجة والنفايات والأتربة، التي قد تملأ البالوعات ومجاري الصرف، حيث يدفع أهالي سكان هذه الأحياء والتجمعات السكنية إلى محاولات لغلق تلك البالوعات عن طريق وضع أحجار عجلات مطاطية أو الخشب أو كتلة صخرية لغلقها أو أشياء أخرى لاتقاء شرّها ومن أجل تنبيه مستعملي الطريق حتى لا يقعوا في فخ غياب الأغطية الواقية للمجاري، وهذا إلى حين قيام المصالح التقنية بطريقة استعجالية بتركيب أغطية هذه البالوعات مجدّدا، وليست الأغطية الحديدية التي تغطي فوهات المجاري هي الوحيدة التي تتعرض للسرقة فحسب، فهناك أغطية الكهرباء والهاتف، فضلا عن الأسلاك النحاسية التي تمر عبر مسار البالوعات والتي يتم نهبها هي الأخرى، ما يطرح أيضا تبعات ومشاكل نتيجة قطع الكهرباء وخدمات الهاتف عن آلاف السكان، وأيضا أغطية شبكات تصريف الأمطار على جوانب الشوارع يزيد مخاطر نزعها في الفترة الحالية تزامنا وفصل الشتاء، أين تكثر التهاطلات المطرية والتي تنجر عنها سيول تملأ هذه الحفر الخاصة بالبالوعات، وقد تؤدي إلى غرق أشخاص لا سيما الأطفال، إذ يشير مصدر مسؤول من مديرية الري أن هناك بلاغات يتم تسلمها بين فترة وأخرى بتعرض تلك الأغطية للسرقة.

مقابل 05 ملايين سنتيم للغطاء الواحد

سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي أصبحت ظاهرة منتشرة لارتفاع سعـر الحديد الذي يتراوح ما بين 2000 و4000 دج للطن الواحد، وهذا ما أكده أحد المواطنين الذي يشتغل في جمع وإعادة بيع “خردة” الحديد مجدّدا.

تكلفة البالوعات ـ حسبه ـ مرتبطة بسعر الحديد في الأسواق العالمية، ومن ثم محليا، حيث تختلف أوزان الأغطية من حيث النوعية، فبعضها يتراوح بين 30 و50 كيلوغرام وهو ما يعني بلغة الأرقام أن سعر الغطاء الواحد لن يقل حاليا عن 50 ألف دينار وتجاوز 10 ملايين سنتيم للغطاء الواحد قبل تشديد الخناق على المهربين وبعضها الآخر يزيد وزنه على القنطار ومن ثمّ سعره يكون أكبر بكثير.

 مشيرا في سياق حديثه لـ “البديل” إلى أن اللص لا يجد أي عـناء في سرقة الغطاء، فكل ما يحتاجه هو قضيب حديدي لرفع الغطاء وسرقته، وبلغة الأرقام، فإن الكميات المسروقة بعدد من هذه البلديات خاصة منها التي تقع الحدود وفي مقدّمتهم بلدية مغنية وصلت إلى أكثر من 500 غطاء حديدي وبدرجات متفاوتة من بلدية لأخرى حسب التعداد السكاني وعدد الأحياء بكل ناحية والتي تكلف الخزينة العمومية مبالغا ضخمة لإعادة انجازها، حيث تستغل مافيا سرقة النفايات الحديدية الوقت المناسب في الفترة الليلية خاصة من فصل الشتاء ما بين منتصف الليل والى غاية الثالثة أو الرابعة صباحا، لا سيما في الأماكن وبعض الأزقة التي تنعدم فيها الإنارة العمومية لسرقة العديد من أغطية البالوعات من مختلف المسالك ومن ثم تنفيذ عملياتها الإجرامية، خاصة بالنسبة لتلك الموجودة في مواقع خلفية، أو تلك الأحياء التي لا زالت في طور التهيئة، وذلك بغرض بيعها والانتفاع من ثمنها.

وبعد تفاقم الظاهرة دعا العديد من المهندسين المختصين استبدال أغطية البالوعات بأخرى مصنوعة من الخرسانة للحدّ من ظاهرة السرقات التي استمرت وزادت في الفترة الأخيرة.   

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى