
مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يبدأ الجزائريون في التفكير حول المكان والزمان المناسبين لقضاء العطلة.
ومن المتعارف عليه في البلاد، أن موسم الإجازة لدى العائلات ينطلق بعد الإعلان عن نتائج شهادة البكالوريا مباشرة (في حدود 20 جويلية هذا العام)، إذ تفضل معظم الأسر قضاء عطلتها مجتمعة مع أبنائها للاستمتاع وتكريم المتفوقين في الدراسة قبل العودة مع الدخول الاجتماعي في سبتمبر.
وأكد العديد من أصحاب وكالات السياحة، أن الوجهة المحلية متمثلة في ولايات مثل وهرانومستغانم (الغرب) وجيجل وسكيكدة (الشرق)، تشهد طلباً متزايداً من سنة إلى أخرى، خاصة منذ 2020 بموازاة بداية انتشار جائحة كورونا التي دفعت إلى التركيز على السياحة الداخلية.
في هذا الصدد، اعتبر رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر، (محمد الأمين. ب)، أن “اهتمام الجزائري بالمنتوج السياحي المحلي يعرف تزايداً مستمراً كل سنة”، مشيراً إلى فترة جائحة كورونا التي عرفت فيها السياحة الداخلية قفزة نوعية.
كما كشف أن “وكالات السياحة والأسفار برمجت لهذه السنة عدة برامج لتنشيط السياحة الداخلية”، موضحاً أن “ولاية وهران تتصدر المشهد السياحي بالنسبة للغرب الجزائري، فيما تحظى ولايات مثل جيجل وسكيكدة في الشرق بثقة العديد من الزبائن”، مؤكداً أنه “على كل حال تبقى 14 ولاية ساحلية على استعداد لاستقبال أبناء الجزائر لقضاء عطلتهم الصيفية”.
هذا الصيف في الجزائر تلقى روحك
يشار إلى أنه في 22 جوان الحالي، تم افتتاح موسم الاصطياف، وهو الموعد الذي تعمل السلطات الولائية لـ14 ولاية ساحلية على إنجاحه، من خلال استقبال الزوار والمصطافين في أحسن الأحوال وتهيئة جميع الظروف للتمتع بخدمات سياحية راقية.
وقبل ذلك، أطلق مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري بالتعاون مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية، مبادرة خاصة بموسم الاصطياف لـ2024 تحمل شعار “هذا الصيف في الجزائر تلقى روحك”.
فيما تهدف هذه المبادرة، حسب القائمين عليها، إلى الحفاظ على القدرة الشرائية للعائلات، من خلال إتاحة أسعار جذابة في الفنادق، إذ تشمل 1600 فندق ومجمع سياحي ومتنزه ترفيهي.
كذلك تحظى الجزائر بشريط ساحلي طويل يصل إلى 1600 كم، ويضم أكثر من 430 شاطئاً يسمح فيها السباحة، إضافة إلى المقومات الطبيعية والمنشآت الفندقية التي عرفت في السنوات الأخيرة ارتفاعاً في أعدادها مع اهتمام أفضل بالخدمات السياحية.
منازل مؤثثة قرب الشواطئ
وبينما تفضل العائلات الميسورة الحال الوجهة الخارجية كتونس وتركيا ومصر، يبقى عامل تخفيض أسعار الفنادق هذه السنة بفضل المبادرة السابق ذكرها، عاملاً مهماً في استقطاب الجزائريين الذين باتوا يتوجهون إلى ولايات مثل جيجل (شرق) التي تتمتع بشواطئ جميلة ومناظر طبيعية خلابة.
في حين يختار آخرون استئجار منازل مؤثثة قرب الشواطئ نظراً لأسعارها المنخفضة مقارنة بالفنادق من صنف 4 أو 5 نجوم، إذ يتراوح سعر هذه المنازل ما بين 5000 إلى 10000 دينار لليلة الواحدة، أي بين 20 و45 دولاراً، وتختلف من جهة لأخرى.
أفضل له مادياً
في هذا السياق، أكد صاحب وكالة للسياحة والأسفار، (زهير.م)، أنه “رغم التراجع الملحوظ للقدرة الشرائية، إلا أن الجزائري يفضل قضاء عطلته الصيفية داخل بلده لأنه أفضل له مادياً، فهو يطبق مقولة: “مرغم أخاك لا بطل”، مبرزاً طلباً متواصلاً على فنادق وهران التي تحظى برواج سياحي واسع، علاوة على سكيكدة وبجاية خلال هذا العام، كما أوضح أنهم كوكالة سياحية وضعوا برنامجاً لأصحاب الخدمات الاجتماعية لعمال التربية والصحة من أجل قضاء عطلتهم الصيفية في وهران.
أفراد الجالية الجزائرية بالخارج
من جانبه، اعتبر (عمر.ب)، وهو رب أسرة وموظف إداري، أن قضاء العطلة الصيفية “أمر حتمي” بالنسبة للعائلة بعد سنة كاملة من التعب والضغوط، مؤكداً تفضيله الوجهة الداخلية على التوجه خارج البلاد مع عائلته المكونة من 4 أفراد، مستحسناً استئجار منزل ولو لأسبوع، على الحجز في الفندق نظراً للأسعار المتباينة بينهما.
إلى ذلك تفضل أعداد كبيرة من أفراد الجالية الجزائرية بالخارج القدوم لقضاء عطلتها الصيفية في بلدها الأم أو ما يعرف بـ “عطلة البلاد”، وعادة ما يختار أغلبهم القدوم في أوت في عز الصيف، ما يساهم في إنعاش الحركة السياحية للبلاد.
ق.م/ الوكالات