روبرتاج

المجاهدة مرابط ميمونة التي زرعت الرعب في جنود فرنسا

قادت معارك كبيرة في منطقة تلاغ بسيدي بلعباس وتعرضت إلى إصابات  متعددة

 مرابط ميمونة من مواليد 1923 عرش اولاد صرور، المجاهدة الرمز الصنديدة، التي لقنت العدو الفرنسي دروسا في الوطنية، ورصدت فرنسا مكافآت كبيرة لمن يدلهم على مكان تواجدها أو يلقي عليها القبض، كافحت وناضلت من اجل الجزائر إلى غاية تحقيق النصر.

هي زوجة دريسي الهبيل، والدة – الحبيب دريسي – صاحب المقهى بوسط المدينة (الهبيل دريسي ولد الحاج الزنيدي) هذه الشخصية المعروفة جدا خلال سنوات (1928- 1940) ببلدية البيوض وبالضبط بمنطقة العاقر حسب شهادة كبار المنطقة كان صاحب مال وجاه، امتلك 3 آبار سخرها لأهل البدو المجاورين للمكان الذي كان يقيم فيه، بالإضافة إلى عدد كبير من رؤوس الماشية والأبقار والخيل التي كان يمتلكها.

وبسبب التصحر والجفاف الذي ضرب المنطقة واشتداد المضايقات التي كان يتعرض لها من طرف القوات الفرنسية وكثرة التحقيقات معه، نزحت العائلة نحو منطقة تلاغ بولاية بلعباس، أين قادت عائلة الهبيل بجميع أبنائها الكفاح ضد المستعمر الفرنسي، وما سهل مهمتها أكثر أنها استعملت أموالها في شراء السلاح ودعم فرق المجاهدين.

تلبية لنداء الواجب

وبعد سماع المستعمر الفرنسي بتحركات العائلة تدخلت فرنسا بجنودها وتم تجريد العائلة من أموالها ومصادرة رؤوس الماشية، وغيرها من الوسائل التي كانت ملك للعائلة.

وتلبية لنداء الواجب حملت مرابط ميمونة السلاح والتحقت بجبال منطقة سيدي بلعباس وتحركت في غابات منطقة تلاغ الخطيرة، كانت جنبا إلى جنب مع ثوار المنطقة، حيث زرعت الرعب في صفوف جنود فرنسا، قادت معارك ضارية تعرضت إلى عدة إصابات منها معركة سنة 1958 التي قادتها مع مجاهدي المنطقة حيث تعرضت إلى تهشيم يدها، ورغم الإصابة الخطيرة ونزيفها إلا أنها فضلت مواصلة الاشتباك.

بعد الاستقلال رجعت إلى مسقط رأسها بحي لرادجي (ابن باديس) إلى غاية وافتها سنة 2002، أسست اكبر مؤسسة في سيدي بلعباس، حيث كان يقع مقرها في وسط المدينة كانت تتعامل مع وزارة الدفاع الوطني في كل ما له علاقة بمادة “الباش” خيم عسكرية أغطية خاصة بالسيارات… الخ.

وكان يسير هذه المؤسسة الرائدة ابنها الحبيب دريسي، وخلال العشرية السوداء بعدما نجت العائلة في أكثر من مرة من كمائن الإرهابيين، حيث أصبح الحبيب دريسي ابنها مستهدف الشخص المطلوب رقم واحد عند قادة الإرهاب التي حاولت اغتياله في أكثر من 11 محاولة، وأمام التهديدات المتعددة التي تلقاها اضطر لغلق المصنع والرجوع إلى المشرية.

بقلم: الدكتور. إبراهيم سلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى