
تزامنا مع الاحتفاء بيوم المجاهد المصادف لـ 20 أوت من كل سنة، كشف لـ “البديل” المراسل الصحفي والمصور الفوتوغرافي “شقرون عبد القادر” من ولاية تلمسان أنه بتاريخ يوم الثلاثاء 29 أوت 2017، تكون قد مرت 16 سنة كاملة على وفاة والده الحاج المجاهد “غوثي شقرون” عن عمر ناهز آنذاك 67 سنة في سنة 2008.
وذكر أن المرحوم الحاج المجاهد “غوثي شقرون” من مواليد 26 جانفي 1941 بمنطقة يبدر الدشرة التاريخية والثورية بمنطقة واد الشولي (الواد الأخضر حاليا) وبمرتفعات ولاية تلمسان الشرقية التي شهدت معارك طاحنة خلال فترة استعمار فرنسا للجزائر، من أسرة ثورية قدمت للجزائر شهداء ومجاهدين، وكان هو واحدا من كبار مجاهدي الولاية التاريخية الخامسة، فوالده “محمد بن محمد بن سنوسي بن شقرون”، كان من كبار أعيان المنطقة وحافظا لكتاب الله وكان مصلحا في المنطقة ومن أولي الأمر أيضا، استشهد في السنوات الأولى من الثورة التحريرية، كما استشهد أيضا أخوه الأكبر “عبد الكريم شقرون”.
التحق “غوثي شقرون” بصفوف جيش التحرير الوطني في أول سنة من اندلاعها عام 1954، إلا أن صغر سنه آنذاك جعل الثوار يستعينون به في مهام محددة إلى غاية عام 1958 ، أين كان مجاهدا كامل الحقوق والواجبات والتحق بالثورة أيضا أخوه “بن عبد الله” الذي تعرض لإصابات بليغة من جيش الاستعمار الفرنسي جعلته يختبئ عن الأنظار إلى غاية الاستقلال، وتعرضت عائلته ووالدته الحاجة “فاطنة الخلادية شقرون” وأخته “الزهرة رحمة الله عليها” وأخته الكبرى “الحاجة خديجة أرملة الشهيد عبد الرحيم” إلى أبشع أساليب التعذيب من السلطات الاستعمارية الفرنسية.
خاض وساهم الحاج والمجاهد “غوثي شقرون” المدعو “عبد القوي” في عدة معارك طاحنة قادها الثوار بمنطقة واد الشولي ضد الاستعمار الفرنسي، إلى غاية الاستقلال. ب
عد ذلك تقلد المرحوم مناصب إدارية هامة كانت بدايتها بمنصب إطار في الدرك الوطني بولاية وهران خلال السنوات الأولى من الاستقلال، قبل أن يلتحق بعدها بقطاع الغابات، أين كان إطارا ساميا وعمل بولاية معسكر، حيث استقر بمدينة بوحنيفية بولاية معسكر إلى غاية منتصف سنوات الثمانينات .
كرس المجاهد الراحل أكثر من 10 سنوات من آخر حياته لبناء وتشييد مسجد ببلدية الواد الأخضر التاريخية شرق ولاية تلمسان، وأسس الجمعية الدينية “مسجد سعد بن عبادة” والذي يعتبر حاليا واحدا من أحمل مساجد ولاية تلمسان إلى غاية وفاته في 29 أوت 2008 بعد مرض عضال والذي صادف آنذاك أخر يوم جمعة من شهر شعبان 1428 هجري، بعد أن تأثر كثيرا بآثار وانعكاسات التعذيب التي قامت بها سلطات الاحتلال الفرنسي ضده في الثورة التحريرية أثناء اعتقاله.
بكاي عمر