إعداد: مـولـود.م
عرف قطاع النقل بولاية مستغانم “نقلة نوعية هائلة” وتحولا حقيقيا في السنوات الأخيرة، من خلال إنجازات هامة ومشاريع عديدة في طور الإنجاز، مما أسهم في دفع ديناميكية الاقتصاد المحلي والوطني على وجه عام، حيث تم إنجاز عدد من المشاريع وأخرى في طور الإنجاز بهدف جعل هذا القطاع أكثر كفاءة وفعالية للإسهام في التنمية الاقتصادية للولاية، بعدما عانى القطاع لعقود من الزمن من ركود رهيب وضعه خارج الخدمة وفوت فرصة ثمينة على الاقتصاد الوطني.
اليوم، وبفضل الإرادة السياسية للدولة التي وضعت قطاع النقل على رأس أولويات الإنعاش الاقتصادي، وكذا جهود السلطات المركزية والولائية، يسترجع القطاع مكانته المأمولة بما يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وعززت شبكة الربط الداخلي والخارجي للمنطقة، بإطلاق مشاريع إصلاح وتطوير البنى التحتية الخاصة بالنقل كالمطارات والموانئ والسكك الحديدية واستكمال المنظومة اللوجستية لتحقيق مقاربة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى الحرص على تجديد وتعزيز الأسطول البحري والجوي والبري، فضلا عن تبني أنظمة إلكترونية حديثة سهلت إجراءات التخليص الجمركي ومتابعة حركة البضائع وقلصت زمن الانتظار، وحسنت كفاءة العمليات وذلك على مستوى الميناء. بالنسبة للنقل بالسكك الحديدية، فثمة جهود بذلت لبعث بعض الخطوط التي كانت متوقفة لعدة سنوات مع تحديث شبكة النقل بالسكك الحديدية سواء على مستويات الخطوط أو البنية التحتية.
واللافت، أن ارتباط قطاع النقل بالحركية الاقتصادية خاصة بعد الانبعاث الذي حدث في مجال الفلاحة والزراعة والذي تطلب العناية بوسائل النقل المختلفة، وأن هذه النظرة الشاملة التي سطرها برنامج رئيس الجمهورية، وعكف على تطبيقها بدأت تؤتي ثمارها.
القاعدة الجوية بصيادة تدخل حيز الخدمة بعد إهمال طويل
بعدما ظلت مهملة لأحقاب طويلة، ها هي القاعدة الجوية لصيادة ترى النور خلال هذا العام نتيجة أشغال تهيئة هذا المرفق الجوي، التي جرت في ظرف قياسي وأصبحت عملية، حيث تكمن مهمة هذه القاعدة في المرحلة الأولى في تدعيم قدرات ولايات غرب الوطن في مجال مكافحة حرائق الغابات وذلك باستخدام طائرات الإطفاء (سرب من 6 طائرات).
أما في المرحلة الثانية والثالثة للمشروع الذي سيتم إنجازه في غضون ثلاث سنوات (2024-2026) فستعرف تطوير للمرافق والوظائف الأساسية للمنشأة، ولاسيما ما يتعلق بمستودعات الصيانة (صيانة الطائرات) ومركز العمليات (المدنية)، وجناح المحاكاة المخصص للتكوين على المستوى الإقليمي، بالموازاة مع توسع النشاطات لتشمل الإجلاء الصحي والطيران الزراعي ومختلف الاستخدامات المدنية للطائرات المسيرة.
تمديد عدد رحلات الخط البحري من مستغانم إلى فالنسيا
تقرر تمديد عدد الرحلات للخط البحري مستغانم – فالنسيا الإسبانية إلى 3 رحلات أسبوعيا، بعدما كانت مقتصرة سابقا على رحلة واحدة في الأسبوع، وقد دخل القرار حيز الخدمة خلال هذا الشهر، وتم تخصيص أيام الجمعة والأحد والثلاثاء للرحلات، وتأتي هذه الخطوة ضمن نطاق التحضير لموسم الاصطياف لهذا العام.
ولدى تطرقه لحصيلة نقل المسافرين في الـ 5 أشهر الأولى من هذا العام، فقد كشف “رياض بومدين” أنه تم تسجيل 7897 مسافرا دخلوا ميناء مستغانم خلال الفترة الممتدة ما بين أول جانفي 2024 إلى غاية 31 ماي الفارط، رفقة 3861 سيارة و6465 آخرين خرجوا من الميناء باتجاه فالنسيا مع 2881 مركبة.
وتوقع المتحدث أن يرتفع عدد المسافرين القادمين إلى مستغانم خلال هذا الموسم وإلى غاية نهاية السنة، واستدل في قوله بإحصاء أزيد من 13 ألف شخص سجلوا أنفسهم في رحلات خلال شهر جويلية القادم، لافتا إلى أن الخط البحري يسمح بنقل ما بين 500 إلى 600 شخص في رحلة واحدة.
ترامواي مستغانم يرى النور بعد 10 سنوات من التأخر
كان أكبر مشروع للنقل دخل الخدمة عام 2023 ، هو بدون شك ترامواي مستغانم الذي أعطى مشهدا جديدا على ساحة المدينة والذي شهد تأخرا كبيرا في الأشغال بلغت 10 سنوات قبل أن يتم تفعيل المشروع والإسراع في وتيرة الأشغال التي أتت أكلها، وتم تدشين وسيلة النقل العصرية هذه التي أسهمت في تدعيم حركية النقل بالولاية وعرفت إقبالا كبيرا من لدن السكان.
حيث وحسب إحصائيات مديرية النقل أنه تم تسجيل 7 ملايين راكب بالترامواي خلال العام الفارط في حين بلغ عدد المسافرين في شهر ماي المنقضي 2024، 360 ألف مسافر.
إعادة بعث خط سكك الحديدية بين مستغانم ـ حاسي مفسوخ
وفي مجال النقل بالسكك الحديدية، فقد تم في السنوات القليلة الماضية تفعيل خط النقل الرابط بين مستغانم والمحمدية بولاية معسكر، والذي كان متوقفا منذ 2019 قبل أن يتم إعادة بعثه في 2021 ، ومازال لحد الآن عمليا، حيث تم تسجيل 150 ألف راكب خلال السنة الماضية، مع إحصاء 24 ألف مسافر من أول يناير 2024 إلى 31 ماي من ذات العام.
في حين أن دراسة مشروع إعادة إحياء خط السكك الحديدية بين مستغانم وحاسي مفسوخ قد انتهت وتم الشروع في المرحلة الأولى من الإنجاز، وهو مشروع حرصت عليه السلطات الولائية على نفض الغبار عليه من أجل بعثه من جديد حتى يسهم في تعزيز حركة النقل بين الولاية والمناطق المجاورة، كما أنه ينتظر أن يدعم نشاط الميناء خاصة وأن الخط يمر عبره، كما ينتظر أن يتم إحياء مشروع خط النقل الرابط بين مستغانم وغليزان لاحقا.
تعزيز حظيرة “ايتوزا” بحافلات جديدة
وفي ما يخص النقل الخضري وشبه الحضري، فإنه سيتم حسب تصريحات مدير النقل تعزيز حظيرة الحافلات الزرقاء بعدد آخر جديد ومن خلالها تدعيم عدد من الخطوط شبه الحضرية حتى البعيدة منها أبرزها بخير الدين وحاسي ماماش.
وقد أسهمت المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري بمستغانم في نقل أزيد من 7 ملايين راكب العام الفارط.
مدير النقل لمستغانم: “ورشات أغلقت وأخرى فتحت”
أكد مدير النقل “رياض بومدين” أن هناك ورشات تم غلقها على غرار ورشة الترامواي ومطار صيادة وأخرى فتحت في صورة خط السكك الحديدية بين مستغانم وحاسي مفسوخ وهو ما يدل حسبه أن قطاع النقل بمستغانم في نشاط دؤوب.
وذكر من جانب آخر، أنه تم تبني مخطط نقل جديد متعلق بموسم الاصطياف، والذي قال بأنه تقرر تفعليه لأول مرة بمستغانم منذ أحقاب طويلة، والذي يتمثل أساسا في إحداث تغييرات على بعض الخطوط وتمديد أوقات عدد من وسائل النقل على غرار الترامواي وحافلات المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري حتى يتم تقديم خدمة نوعية للسكان والأمر ـ حسبه ـ لا يقتصر على عاصمة الولاية فحسب، وإنما على عدد من المناطق الأخرى.
ولمح المسؤول الأول على جهاز النقل بالولاية أنه لو يتم تطبيق 50 في المائة من توصيات مخطط النقل سيتحقق النجاح، مشيرا أنه يتوقع أن يتم تجسيد 80 في المائة من هذا المخطط خلال السنتين القادمتين.
وأشار المدير في سياق آخر، أنه تقرر تخصيص 371 رخصة استغلال للحافلات الراغبة في العمل عبر خطوط كل شواطئ الولاية، وأبرز “بومدين”، أنه تم القيام بتفعيل إداري لانتقاء الأكفأ من الناقلين مع إخضاع السائقين والقابضين إلى تكوين، في عملية تعد سابقة أولى من نوعها على المستوى الوطن.
للإشارة، فإن عدد الحافلات التي تتوفر تنشط على مستوى مدينة مستغانم يقدر بـ 98 وحدة ناهيك عن 271 مركبة تضمن النقل شبه الحضري، ما بين البلديات و204 حافلات تعمل بالخطوط الريفية و244 مركبة تنشط ما بين الولايات و2281 رخصة مستغلة لسيارات الأجرة مقسمة وفق أنماط.
