
كلما حل فصل الصيف كثرت الأفراح والأعراس ولابد من تمهيدات وتحضيرات للحدث فهناك الخطبة، فالصداق حسب الشريعة الإسلامية يصبح ملكا للزوجة ولها كل الحق في التصرف فيه كما تشاء وهو بمثابة هدية لتقريب القلوب وليس ثمنا لشراء امرأة أو تعويضا لها، ولكن مع ذلك يبقى هذا المفهوم الخاطئ شائعا لدن الكثير من عامة الناس مما جعل الأمر أكثر تعقيدا ومن أجله فسدت الصفقة الرابحة كما يراها ويتصورها البعض. وعليه أصبح غلاء المهرسببا مباشرا في زيادة عدد العوانس ورغم ذلك فإن حواء ترى بأن كل شيء أصبح غالبا، فكيف ستجهز نفسها وتخرج من بيت أبيها لقد أصبح البعض يرى في غلاء المهر وسببا رئيسا في نفور الكثير من الشباب من الزواج وعزوفهم عنه خاصة وأن طلبات العروس أحيانا حسب بعض المناطق والعادات لا تكاد تعد أو تحصى وغالبا تواكب العصر وآخر صرخات الموضة ناهيك عن الابتعاد الكلي عن تقاليدنا الأصيلة. من جهة آخر نجد الفتاة قبل الخطبة وفي سن الزواج تعطي اهتماما بالغا للمهر الذي تطمح أن يقدم لها حين يتقدم شخص لخطبتها وبالتالي نجدها حيث يأتي اليوم الموعود تختار وتشترط شروطا غالبا ما تكون تعجيزية بل وتطلب مواصفات غريبة ويا للأسف فماذا لو نظرت كل فتاة إلى الواقع بعين البصيرة فمن أين يأتي الخاطب لها بأشياء تفوق طاقته ويحقق شروطها غالبا ما تكون تعجيزية إذا كان ميسور الحال وله دخل سهريه محدود.
إنها أحلام طالما خدعت الكثير من بنات اليوم وبها لكثرة تأثرهن بالأفلام والمسلسلات التي تعرضها القنوات الفضائية وأنه الجري وراء السراب الذي في نهاية المطاف تدرك بأنه مجرد خيط دخان يحدث كل هذا في غفلة البنت من أمرها وغرقها اللامتناهي صناعة فسيفساء مهرها الذي ظل مؤجلا ومعه العريس الذي قد لا يأتي ومعه تطول مرحلة عنوستها.
نور الهدى