رياضة

نهاية عقدة المظهر الأنثوي

ذهبية "إيمان خليف" تعيد إحياء الرياضة النسوية بالجزائر

بانتهاء المشاركة الجزائرية في أولمبياد باريس، وجب من الآن فتح نقاش واسع مع المختصين حول أسباب النجاح والإخفاق، نقاش يعود بالفائدة عن الرياضة الجزائرية ككل، ينتهي بوضع خارطة طريق للاهتمام أكثر بمختلف الرياضات وتشجيع إنشاء أندية في رياضات لا تمارس ببلادنا، فكم من بطل بيننا لم يجد الطريق معبد لإبراز مواهبه وما أكثرهم عبر ربوع وطننا الشاسع.

المادة الخام موجودة وفي جميع الاختصاصات، البداية تكون بالاهتمام بالرياضة المدرسية، باعتبارها خزان حقيقي للرياضة ومتابعة الرياضيين ودعمهم ماديا ومعنويا.

وكان حصاد الجزائر الذهبي عن طريق الملاكمة إيمان خليف، التي نالت أول لقب أولمبي ذهبي في تاريخ الملاكمة النسوية بالجزائر، عقب فوزها على منافستها الصينية يانغ ليو، في نهائي دورة الملاكمة لوزن 66 كيلوغراما، سهرة الجمعة.

وقطعت الملاكمة خليف مسارا طويلا قبل تتويجها في أولمبياد باريس 2024، تحدت فيه عقبات الجدل الذي أثير بشأن أهليتها الجنسية، في حين لقيت دعما خاصا من لدن اللجنة الأولمبية الدولية، التي أكدت على حقها في خوض منافسات دورة الملاكمة النسوية، وكذا الدعم العالمي في مواجهة الحملة التي استهدفتها خصوصا من قبل الإتحاد الدولي للملاكمة، كلها عوامل ساهمت في إصرارها على أن  تصعد منصة التتويج.

وأضافت إيمان خليف اسمها إلى سجل الرياضة النسوية في الجزائر الذي يحفل بسلسلة من الانتصارات، فقد سبق للعداءة حسيبة بولمرقة أن حصدت أول ذهبية في أولمبياد برشلونة الإسبانية 1992، بعد تألقها في سباق 1500 متر نساء، تليها العداءة نورية بنيدة مراح، التي حصدت ميدالية ذهبية في أولمبياد سيدني 2000، بعد فوزها بسباق 1500 متر نساء.

وعلى خلفية هذا الإنجاز الذي حققته الملاكمة إيمان تثار عدة تساؤلات بشأن مستقبل الرياضة النسوية في الجزائر، وما سيضيفه هذا التتويج بالذهبية الأولمبية لها.

وفي هذا السياق يرى الوزير  السابق للشباب والرياضة محمد علالو، أن الفوز الذي حققته الملاكمة إيمان خليف في أولمبياد باريس بعد جدل واسع حول أهليتها الجنسية، “سيكون حافزا قويا لباقي الفتيات والعنصر النسوي عموما من أجل الاندماج أكثر في الرياضة النسوية، بعد أن أصبح معظمها متاحا أمام المرأة”.

وتابع علالو قوله إن خليف “بمواجهتها المحتدمة لكل الذين وقفوا ضدها، والتي لم تؤثر على نفسيتها في تحقيق الفوز، تكون قد كسرت حاجز الخوف الذي يسبق خوض هذه التجربة” التي “طوت عقدة المظهر الأنثوي في الرياضة النسوية بالجزائر”.

في المقابل دعا المتحدث إلي تطوير الوسائل والمنشآت، والاستثمار في الإطارات الرياضية المختصة والطبية، باعتبار أن هذا الجانب أصبح أساسيا في الرياضات الفردية والجماعية”.

ومن جانبه يؤكد مدرب الملاكمة مصطفى بن ساعو، من خلال تجربته في النادي الرياضي الذي تدربت فيه إيمان خليف بولاية تيارت أن هذه الأخيرة “كتبت فعلا اسمها بحروف من ذهب في تاريخ الرياضة النسوية بالجزائر، ما سيشجع الأخريات للإقبال على باقي الرياضات والنشاطات ذات الصلة”.

وعن انعكاسات فوز إيمان خليف بالميدالية الذهبية الأولمبية على مستقبل الممارسة النسوية للملاكمة، يعتقد بن ساعو أن هذا الحدث يؤكد أولا أن الملاكمة النسوية “تسير في الطريق الصحيح، كما تشير ثانيا إلى أن هذا الانتصار سيفتح الباب واسعا أمام المزيد من النتائج الإيجابية، وتحقيق ألقاب رياضية أخرى مستقبلا”.

ودعا المتحدث السلطات إلى “المزيد من الاهتمام بالرياضة النسوية التي رفعت من رصيد البلاد في المحافل الدولية”، مشيرا إلى أن الأرضية “مهيأة على ضوء الفوز الذي حققته البطلة إيمان خليف”.

م/ش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى