تكنولوجيا

الأمم المتحدة تدعو إلى تطوير التشريعات والقوانين

قصد تحديد المسؤولية في الذكاء الاصطناعي

إنّ تحديد المسؤولية في الذكاء الاصطناعي يعد أمرًا معقدًا للغاية. ففي حالة حدوث ‘خطأ أو تسبب الذكاء الاصطناعي في أضرار، من يكون مسؤولًا؟ هل هو المطور الذي بنى النظام أو الشركة التي استخدمته؟ أو ربما الذكاء الاصطناعي نفسه؟ هذه أسئلة يجب البحث عن إجابات لها. وفقًا لتقرير أصدرته منظمة الأمم المتحدة، فإن 80 بالمائة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تتجه نحو تطوير تشريعات وقوانين لتحديد المسؤولية في استخدام الذكاء الاصطناعي. في منطقة الشرق الأوسط، توجد الإمارات العربية المتحدة في مقدمة هذا الحركة، حيث أعلنت عن إطلاق هيئة وطنية للذكاء الاصطناعي تهدف إلى وضع قواعد وقوانين للذكاء الاصطناعي تتضمن تحديد المسؤوليات. توزيع المسؤولية في حلول الأعمال التكنولوجية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي يعتبر تحديا كبيرا. ليس فقط لأنه يتطلب نهجا يجمع بين العديد من الأطراف المعنية، بل لأن كل فرد أو جهة لديها مخاطر ورهانات مختلفة. المطورون، الذين يصممون ويبرمجون أنظمة الذكاء الاصطناعي، يحملون مسؤولية كبيرة في تحديد كيفية تفاعل هذه الأنظمة مع البيانات واتخاذ القرارات. على الجانب الآخر، المستخدمون، سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات، يتوقعون أن تكون النتائج التي يحصلون عليها من الذكاء الاصطناعي دقيقة وموثوقة.
الإرشادات الخاصة بتضمين المسؤولية في تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي يجب أن توفر إطارا لتوعية جميع الأطراف المعنية بالمخاطر المحتملة وكيفية التعامل معها. هذا يشمل معرفة القدرات والقيود المحتملة للذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن أن يؤثر على النتائج النهائية. ومن الضروري أيضا ضمان أن المستخدمين النهائيين، من الأفراد إلى الشركات الكبرى، يفهمون النتائج المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي. من الأمور البسيطة مثل فهم كيف يمكن لتطبيق تنبؤات الطقس أن يؤثر على خططهم اليومية، إلى الأمور الأكثر تعقيدا مثل فهم كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر على الاستراتيجيات التجارية والقرارات الهامة. في المجمل، توزيع المسؤولية في الذكاء الاصطناعي يتطلب مناحثة مستمرة ومرنة بين جميع الأطراف المعنية. هذا يشمل مزيد من التعلم، التنسيق والتفاهم المشترك، لضمان أن كل فرد أو جهة معنية تفهم دورها وتلتزم بالأخلاق والمبادئ الراسخة.
في النهاية، ليس هناك حل سحري يمكنه حل كل مشكلات المسؤولية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. ولكن من خلال الحوار المستمر والتطور التكنولوجي، يمكننا التوصل إلى إجابات أفضل وأكثر فهمًا لهذه التحديات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى