تكنولوجيا

هل سيفرض نفسه على المناضلين في الأحزاب، والناخبين؟

تأثير الذكاء الإصطناعي على السياسة

لم تسلم السياسة من تأثير الذكاء الاصطناعي بحيث أصبحت مجالا خصبا من خلاله يمكنه فرض الأفكار وتطويرها وفرضها على الآخرين (مناضلين في الأحزاب، مواطنين ناخبين) على حد سواء.

يحدث هذا وسط مخاوف كبيرة من محاولة فرض محتوى مزيف ومخادع وضلل باستخدام الذكاء الاصطناعي وقد تؤثر سلبا على العملية الد بل وحتى في نزاهة العمليات الانتخابية. ويزداد التخوف أكثر حين يستعمل السياسيون بمساعدة الخبراء على “شات جي بي تي”، الذي يضمّ مئات الملايين من المستخدمين، بل ويعتمدون عليه اعتمادا مطلقا في اختيار أنواع النصوص وصياغة القوانين حسب الطلب. وفي هذا السياق، يؤكد خبراء بأن الخطابات التي يمكن أن يمنحها الذكاء الاصطناعي على السياسيين غالبا ما تتعرض مع الأيديولوجيات السياسية التقليدية، لأنه غير مؤهل للتكيف مع التحولات السياسية وطموحات الأحزاب وتطلعات المترشحين للانتخابات. شيء مهم لا يجب إغفاله عندما يلتجئ السياسيون للذكاء الاصطناعي، فهو ليس مؤهلا لإصدار الحكام المسبقة ولا يمكنه أبدا استيعاب المفاهيم العميقة والدلالات الواسعة والغايات الطموحة للأحزاب مهما تنوعت مشاربها وأطيافها (اشتراكية، ليبيرالية، إسلاموية، يمينية، الرأسمالية..ألخ) لأنه يعتبرها فقط مجرد ثقافة لا غير عكس الأحزاب، وهذا ما يًفقده القدرة على إظهار حقيقة التنافس الذي تحمله  برامجها. كما أن تأثير الذكاء الصناعي في مجال السياسة أخذ جدلا واسعا في العالم، على غرار الصين التي دعا رئيسها شي جين بينغ لإدراج الذكاء الاصطناعي في السياسة الخارجية لبلده واستخدامه في تعزيز الدبلوماسية، بل لدرجة إخضاع أدواته لإجراءات تدقيق أمني في مدى التزام محتوياتها القيم الاشتراكية الأساسية وعدم مساسها بأمن الدولة. بحيث من السهل جدا على الذكاء الاصطناعي إنتاج مضمون لناخبين في أمس الحاجة لمعرفة معلومات سياسية معينة خلال الأزمات السياسية، بهدف مساندة مرشحين معينين أو التعاطف معهم قصد اجتذاب المواطنين للتصويت عليهم

مـحـمـد الأمـيـن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى