انتشرت مع نهاية الموسم الدراسي الجاري بتيارت على غرار باقي ولايات الوطن، موضة جديدة في المؤسسات التعليمية من خلال ارتداء التلاميذ في مختلف الأطوار الدراسية لملابس التخرج في حفلات ختام السنة الدراسية، سواء تعلق الأمر بالطور الابتدائي والحضانة، وفي مشهد غير مألوف أخذ في الانتشار بعد أن كان محصورا إلى وقت قريب في الحرم الجامعي من خلال ارتدائه من طرف المتخرجين في أطوار “الماستر” و”الدكتوراه.
وكانت بعض المؤسسات التعليمية قد طلبت من الأولياء إحضار لباس التخرج لأبنائهم، وبتداول الصور مع انتشار عروض بيعه وكرائه، ظهرت بعض الأصوات المطالبة بوقف هذه الظاهرة الدخيلة حسبهم في الطور الابتدائي لأن الكثيرين لا يستطيعون توفيره لفلذات أكبادهم، ما يسبب لهم الكثير من الإحراج.
ويعتبر هذا الأمر ظاهرة تفشت بشكل مفاجئ وبدون سابق إشعار في كل ربوع الوطن، وهو ما فتح مجالا للنقاش بين الأولياء الذين انقسموا إلى من يساند هذه المبادرة “المبتدعة” كنوع من إضفاء المرح في أوساط التلاميذ وإلى من يرفض مثل هذه الأمور، التي قد تتحول إلى تقليد في السنوات القليلة القادمة ما يعني مصاريف جديدة قد تثقل كاهل الأولياء من ذوي الدخل الضعيف كل نهاية سنة خاصة بالنسبة للعائلات التي تضم عددا من “الأبناء” المتمدرسين.
وفي هذا السياق، أعرب الكثير من أولياء التلاميذ عن استيائهم من فرض هذا اللباس على أطفال في بداية مشوارهم الدراسي، مشيرين إلى أنه خلال حفل نهاية الدراسة طلب من التلاميذ الذين لم يحضروه الوقوف في آخر الصف، وهو ما آلمه كثيرا حسب تصريحاتهم.
وذهب البعض للقول بأنها عادة مكلفة ومرهقة لكاهل الأولياء ولا بد من إلغائه أو على الأقل تركه لتلاميذ المدارس الخاصة، وهو الرأي الذي خالفه الكثيرون ممن دعوا لإبقائه فقط للتخرج من الجامعة كي يحافظ على ميزته ويكون له معنى.
وقال بعض الأولياء إنهم اشتروا عن قناعة لباس التخرج لأبنائهم الذين أنهوا دراستهم التحضيرية في الروضة لأنهم يرون مظهرا لائقا بجميع طلبة العلم مهما كان مستواهم.
وأردفوا أن صور أطفال الروضات والابتدائيات بلباس التخرج، التي غزت الشبكات كانت في منتهى الروعة والجمال ومحفزة على طلب العلم وتحمل رسالة عميقة لمن يفهم معناها..
اختلفت الأقوال وتضاربت حول معرفة ما أصلهما، فيقول البعض: “إن الروب الأسود يرجع إلى القساوسة والرهبان في العصور الوسطى، حيث كانوا يمثلون رجال الدين للدولة، وكذلك كانوا يقومون بمهمة التدريس للطلاب، وعندما ينهى الطالب دراسته يصبح راهبا فيرتدى هذا الزي الموحد للكهنة والرهبان”.
أما عن القبعة فكانت تستخدم في القرنين الرابع والخامس لتمييز الفلاسفة والفنانين عن عامة الشعب، كما كان يستخدم العرب المسلمين في الأندلس هذه القبعة لوضع المصحف فوقها حتى يُطبّقوا قول الله تعالى: (وفوق كل ذي علم عليم).
ج.غزالي