الثـقــافــة

ملتقى للفنانين والمثقفين إبان الاستدمار الفرنسي

مقهى ولد لمسيلي بالمدينة الجديدة وهران

كانت مقهى ولد لمسلي بساحة الطحطاحة بالمدينة الجديدة وهران بروادها وزبائنها مكانا لنسج خيوط التكامل والتفاعل بين الكلمة واللحن والأداء من جهة، والمغني والشاعر والملحن من جهة أخرى، وفي هذا الفضاء الرحب ذكريات الأمس لا زالت تسكن تلافيف ذاكرة شيوخ اليوم حيث كانوا يومئذ يلتقون بالعناصر الفنية أمثال الشيخ الخالدين، الشيخ حمادة وأحمد صابر عنصر المدينة الجديدة المدلل فنيا والبارز اجتماعيا.

لقد كانت المقهى عبارة عن نادي شعبي للفنانين بحيث كانت لها مكانة لها مكانة خاصة في النفوس المحبة للفن الشعبي والعاشقة لطرب البدوي الأصيل وبشكل خاص الشيخ الخالدي الذي كان يعطي لها أهمية خاصة بالجلوس فيها، من جهته المطرب الكبير أحمد صابر كان لا يفصل مكتبه عن هذه المقهى إلا خطوات معدودة، وكان العقيد أحمد فواتير ولد لمسيلي قد فتح نافذة للحديث عن حبه امحمد ولد لمسيلي المتوفى في سنة 1955، وعن والده يوسف الذي واصل الرحلة خلفا للجد الراحل.

المقهى بقيت مكانا للتسلية وناديا مفضلا لشيوخ الفن من الكبار وحتى الصغار إلى غاية سنة 1972 حيث تحولت المقهى المشهورة إلى محل تجاري لبيع الملابس، لكن صور الذكريات لا زالت منقوشة فية تلافيف ذاكرة من يبقى من هؤلاء الشيوخ، إنه القديم الغالي والنفيس في قلب كل من عاش ذلك الزمن الجميل، مثل تلك المرأة التي كانت واقفة وقالت يومها كنت طفلة صغيرة أزاول دراستي وكانت للمدينة الجديدة نكتها الشعبية الخاصة.

الحفيد أحمد فواتير ولد لمسيلي ولد سنة 1959 يقول: اتذكر جيدا أحمد صابر، كنت صبيا ألعب بجوار مكتبه الذي يحمل لافتة كاتب عمومي مزدوج وهو كما ترى يحكي ذكريات أحمد صابر 1937- 1971 وزميله عاشوري محمد، والآن تحول كل شيء وتغير الحال وذهب الثنائي المذكور والآن والزميل بشير العرجاني المولود بسعيدة سنة 1944 الثنائي اللاحق السابق تعمل بنفس المكتب وبعد هنيمة يضيف قائلا: رغم أنني ولدت أنا وأبي بالطحطاحة الجوهرة الشعبية للمدينة الجديدة إلا أنني أشعر وكأنني غريب من هذا الحي كل شيء تغير، والتغيير لم يناسبني لسبب أو لآخر كنت أفضل أن تبقى المقهى على ما هي عليه الشيوخ الاسطوانات واللقاءات ولكن لا شيء يبقى على حاله رغم أن كل هذا التغيير المتمثل في تحول مقهى اللقاء ولد لمليسي (جدي) إلى محل لبيع الملابس، فإن الناس يقولون عن تجديد مكان اللقاء تلتقي بجوار مقهى ولد لمسيلي في هذه المقهى كانت مشهورة لكن اليوم لا تزل فيه فقط مجموعة من صور الأمس الراحل: الحفيد عاشق الفن وقد أشار إلى انه يحب إلى استماع أغاني الفنانين أمثال عبد الرحمان جلطي، مليكة مداح، والشاب مامي

أكد لنا الكثير بأن المدينة الجديدة تغيرت كثيرا حيث مس تجديد بعض المباني وإزالة البعض ناهيك عن رحيل السكان بعد إقامة طويلة وقدوم آخرين لا علاقة لهم بالمكان تجمعهم غاية واحدة هي امتلاك محلات تجارية، ويقول محدثنا مستطردا في هذا المحل أكون مع الزميل أحمد فواتيح لسيلي، ثنائي يخلق الثنائية الراحل أحمد صابر الفنان وزميله عاشوري محمد، نمارس نفس الوظيفة وهي خدمة الناس بكتابة رسائلهم فاللافتة تؤكد ذلك، وفي هذه المقهى التي أصبحت أثرا بعد عين كنت أشرف فنجانين من القهوة أيام الجلوس على الحصير.

محمد الأمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى