الجهوي‎محطات

“الحايك”، رمز الأناقة والهوية ونضال المرأة الجزائرية

شهر التراث:

يعتبر “الحايك”، لباس تقليدي خاصا بالمرأة الجزائرية، يحمل قصة طويلة من الأناقة، والهوية، والنضال. فمنذ قرون، كان الحايك رمزاً للأناقة والعفة والهوية للمرأة الجزائرية. ورغم مرور الزمن والتغييرات الاجتماعية، لا يزال الحايك يحتفظ بمكانته كرمز للهوية الجزائرية ونضال المرأة. وقد فرض “الحايك” نفسه طيلة قرون مضت كلباس يعكس هوية المرأة الجزائرية وعلامة مميزة لها ولحشمتها ولنضالها أيضا في سبيل استقلال الجزائر، فهو قطعة واحدة بلون أبيض أو مائل للأصفر أو أسود تغطي جسد المرأة بالكامل سترا لها، وهناك أنواع وأسماء مختلفة لهذا الزى العريق وطرق متنوعة لارتدائه، تعكس قطعة الحايك، التي تغطي جسم المرأة بالكامل، الحشمة والعفة والهوية. وتعتبر جزءاً لا يتجزأ من تراث المرأة الجزائرية، حيث كانت ترتديه النساء كعلامة على استقلالهن وكتعبير عن هويتهن. ومن اللافت أن الحايك كان جزءاً من الاستعمار الفرنسي، حيث استخدمته المجاهدات كوسيلة للنضال، حيث كانت تحمل تحته القنابل والأسلحة، يشير الباحثون إلى أصول مختلفة لظهور الحايك في الجزائر، سواء كانت في الفترة العثمانية أو بعد سقوط الأندلس. ومع ذلك، تم تطويره وتعزيزه بعناصر جزائرية أصيلة، مما منحه روحاً جزائرية خالصة. ومع ذلك، يلاحظ الباحثون أن استخدام الحايك قد تراجع في السنوات الأخيرة، حيث أصبح يرتديه عدد قليل من النساء فقط أو في المناسبات الخاصة مثل الأعراس. ومع ذلك، لا يزال للحايك دوره الثقافي والاجتماعي الهام في المجتمع الجزائري. تبرز أهمية الحايك في السينما الجزائرية أيضا، حيث عُرض فيلم “معركة الجزائر” الذي أبرز دور الحايك كرمز للهوية الوطنية وللمقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، بالنظر إلى أهمية الحايك كجزء من التراث الوطني، يجب علينا الحفاظ عليه وتقديره كرمز للهوية الجزائرية وللنضال المستمر من أجل الحرية والاستقلال.

مريم/ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى