تكبد الفلاحون لولاية تيارت على غرار الكثير من مناطق بولايات الوطن خسائر كبيرة، جراء الجفاف غير المسبوق، الذي ضرب البلاد، وذلك بالتزامن مع شح تسقط الأمطار.
الأمر الذي أدى إلى تراجع المحاصيل الزراعية من اصفرار الحبوب وحتى الخضر والفواكه، في وقت يُشعل فيه الغلاء جيوب الجزائريين. ويكابد الفلاحون مشقة الخروج بأخف الأضرار من تداعيات الجفاف الذي يضرب البلاد منذ سنتين، مما جعل هذا الموسم الأسوأ في تاريخ الفلاحة بالولاية والوطن ككل من حيث الخسائر، خاصة مع غلاء تكاليف الإنتاج ونقص مخزون السدود وانعدام حوكمة توزيع المياه، بالرغم أن هناك دعما حكوميا يراعي ظروف الفلاحين، حيث تمت عملية إحصاء الفلاحين المتضررين من الجفاف الموسم المنصرم 2022 /2023، تم منح البذور الموسم الحالي مجانا وتم إلا أن تم تخصيص مساحة 290 ألف هكتار لزراعة الحبوب بمختلف أصنافها، خلال الموسم الفلاحي 2023-2024. وأمام هذا الوضع، أقرت السلطات الولائية إجراءات مستعجلة نهاية نهاية فيفري الماضي من أجل التحكم في الموارد المائية، وفرضت نظام حصص ظرفيا لتزويد المياه الصالحة للشرب و حفر ابار اخرى لتزويد عاصمة الولاية، ومنعت استعمال المياه في ري الحدائق وغسل السيارات. في هذا السياق، فإن التغيرات المناخية أصبحت متطرفة إلى درجة أن الجفاف أصبح يتكرر كل سنة، وتسبب في تراجع حاد في مخزون السدود من المياه إلى نسبة 90%، مما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ المائية مع إقرار حلول مستعجلة لتزويد السكان بالماء الصالح. ولعل زيارة وزير الموارد المائية إلى تيارت نهاية شهر مارس المنصرم، والتي من خلالها اعتبر أن توفير المياه الصالحة للشرب من سلم الأولويات والإسراع في وضع حيز الخدمة لأربعة (4) آبار ارتوازية على مستوى حقل تجميع بمنطقة مينا ببلدية “ملاكو” لتدعيم التزويد بالمياه الشروب لبلدية عاصمة الولاية، وهو أحد الحلول الاستعجالية، لتحسين توزيع الماء قبل تنفيذ الحل المقترح على الوزارة من قبل السلطات المحلية لجلب المياه من منطقة عجرماية لتزويد سكان عدد من بلديات الجهة الشرقية ومدينة تيارت.
ج.غزالي