
تتصاعد أهمية الرقمنة والتحوّل الرقمي كمحركين أساسيين لتقدم المجتمعات وازدهارها في عالم تكنولوجي متسارع التطور، تعد هاتان المفاهيم مترابطتين ولكنهما يختلفان في طبيعتهم ونطاق تأثيرهم، ولتفهم الفرق بينهما بوضوح، يجب أن نلقي نظرة عميقة على كل منهما وكيفية تأثيرهما على مختلف المجالات. كما يشير التحوّل الرقمي إلى عملية شاملة وشاملة لتحول المؤسسات والمنظمات والمجتمعات بشكل عام، من استخدام العمليات والخدمات التقليدية إلى استخدام التكنولوجيا الرقمية والتحول إلى العمليات الرقمية. يشمل التحوّل الرقمي تغييرًا جذريًا في كيفية توجيه الأعمال وتنظيمها وتنفيذها، بحيث يتم دمج التكنولوجيا الرقمية في جميع جوانب العمليات والخدمات.
هناك عدة عناصر رئيسية للتحوّل الرقمي، من بينها التكنولوجيا الرقمية،حيث تشمل تطبيقات الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، والإنترنت من الأشياء، والتحليل الضخم للبيانات، والذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي والواقع المعزز، وغيرها من التقنيات الرقمية. وثقافة التحوّل الرقمي،كما يشير إلى تغيير الثقافة التنظيمية والتطوير الشخصي للموظفين للتأقلم مع البيئة الرقمية واستخدام التكنولوجيا بفعالية. كما تشمل تحسين وتبسيط العمليات التشغيلية والإدارية باستخدام التكنولوجيا الرقمية المتمثلة في العمليات الرقمية، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة وتقليل التكلفة. والتجارب الرقمية، حيث تركز على توفير تجارب ممتازة للعملاء والمستخدمين باستخدام التكنولوجيا الرقمية، سواء كان ذلك في تقديم الخدمات أو المنتجات. على الجانب الآخر، تشير الرقمنة إلى عملية تحويل العمليات والأنشطة إلى شكل رقمي أو إلى استخدام التقنيات الرقمية في تطوير وتحسين العمليات الحالية. يتركز الرقمنة بشكل أساسي على استخدام التكنولوجيا الرقمية، كما تُعتبر الرقمنة مرحلة حيوية في رحلة التحول الرقمي، حيث تركز على تبني التقنيات الرقمية وتكاملها في مختلف الجوانب الحيوية للمؤسسات والمجتمعات. تسعى الرقمنة إلى تعزيز الكفاءة والفعالية من خلال تبني الحلول التقنية الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتحليل الضخم للبيانات والحوسبة السحابية والتشفير والتحسين المستمر.
كما تستخدم الرقمنة التقنيات الرقمية لتحسين العمليات الحالية، سواء كان ذلك في تسريع عمليات الإنتاج أو تبسيط الإجراءات الإدارية. حيث يُعزز التشغيل الرقمي من كفاءة المؤسسات من خلال استخدام الأتمتة والتحليلات والتحسين المستمر.
تشمل جهود الرقمنة تطوير أدوات الاتصال الرقمي ومنصات التعاون التي تساعد على تبادل المعلومات والتفاعل بين الفرق بسلاسة.
حيث يتيح الاتصال الرقمي تعزيز التفاعل بين الموظفين والعملاء والشركاء التجاريين، مما يساهم في تحسين تجربة العملاء.
كما تُمكّن الرقمنة المؤسسات من الوصول السهل والفعّال للمعلومات والموارد المختلفة، سواء كان ذلك عبر الإنترنت أو منصات التعليم عن بعد. كما يُعزّز الوصول الرقمي للمعرفة والموارد قدرة المؤسسات على اتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات وتنفيذ الإجراءات بشكل أكثر فعالية. تستخدم الرقمنة التقنيات الرقمية في توفير فرص التعلم والتطوير المستمر للموظفين والطلاب. وتشجع الرقمنة على اعتماد مناهج تعليمية تفاعلية ومبتكرة تستخدم الوسائط الرقمية لتعزيز عملية التعلم.
حيث يمثل للتحوّل الرقمي والرقمنة جزءًا حيويًا من تقدم المجتمعات وتطورها. يتطلب النجاح في هذا العصر التكنولوجي تبني الثقافة الرقمية والتحول نحو استخدام التقنيات الرقمية بشكل فعّال ومستدام. إن فهم الفرق بين الرقمنة والتحوّل الرقمي يساهم في توجيه الجهود وتحديد الأولويات لتحقيق التطور والازدهار في مختلف المجالات.