الثـقــافــة

“كل زمن وله من يوقد مصابيح أرصفة الإبداع “

الشاعر العراقي، اديب داود الدراجي، يصرح لـ "الـبـديـل":

الشاعر العراقي اديب داود الدراجي من مواليد 1958 بمحافظة الناصرية بغداد، وهي في جنوب العراق، محافظة تمتاز عن باقي المحافظات باهتمامها البالغ بنشر الثقافة، لأنها تمتد جذورها الى الحضارات السومرية والاكادية، حيث واكبت وصنعت اكبر الفنانين والأدباء والشعراء في العراق.

الشاعر أديب داود الدراجي، يمتاز بقصلئده التي تقوله قبل ان يقولها ويذكها قبل أن تذكره، يكتب لكل ما هو جميل ولكل ما هو حزين لا زال يسكن قلبه ويدفعه لاختيار مناجزة الألم والمعاناة، ولو “الطفل” البريء لا يزال يسكنه كالشبح، إلا انه عاهد نفسه ان يكون وفيا لكل ما يؤمن به عن قناعة، ولعل العزلة اختارته قبل أن يحبذ الوحدة.

من أين تريد أن نبدأ؟

من اي طريق له عطر المحبة والسلام

 لو فتحت لك الأقواس ماذا تقول عن نفسك؟

ما أقول كانت لي أحلام جمة، وتورات اجنحتها في غيوم الظلام، حيث اردت ان اكون من كبار الموسيقيين لاني كنت عازف موسيقي على آلة الكلارنيت، وكنت مدرسا للموسيقى، ولكن الخطى ظلت واقفة ولا تسير، مكبلة بجوع الامنيات البعيدة المنال.

 تجربة أدبية وإبداعية رسخت في ذهنك الكثير، ما هو الأهم الذي لازال عالقا بذاكرتك؟

كان لي أخ أكبر مني سنا فيلسوف وأديب ومفكر معروف على مستوى الصروح الابداعية، اسمه إمير الدراجي، كان معلمي، ومعلم الشاعر السريالي، عقيل علي، والشاعر والكاتب الكبير كاظم جهاد، حيث توفى في الغرب، فظل عالقا بذاكرتي، ولا زلت أحلامي تريد منه الكثير من العلم والمعرفة ولكن الدهر أجهض ولادتها

 هل الشعر يكتبك ويقولك أم أنها فقط لحظة صدق أبدية؟

كان الشعر منذ الصبا، ولازال هو متنفسي الوحيد الذي أتنفس به آلامي ووحدتي وعزلتي، لازال هو الرفيق الوحيد الذي يؤنسني ويبكيني ويضحكني. لازال يتوالد في اخيلتي طفل جميل ينمو ويكبر ويشيخ، ولكنه طفلي المدلل.

 الفضاء الأدبي يفتقد إلى الحائط النقدي، ما الخلل برأيك؟

هو لم يكن هناك خلل، ولكن العطب في حبنا للانا، فترانا كلنا نحب ان يكون هو او هي، وليس ان يكون غيره، وهذه كارثة ادبية كبرى بحق الادب.

 هناك من يعتقد أن النشر والمهرجانات تصنع منه شاعرا أو أديبا، ما هو تعليقك؟

نعم إذا كان متمكنا في صقل ومتن القصيدة والأدب فلابد من الظهور والتألق، ووهج نور قناديله بدل الاخفاء.

هل صحيح مبدعونا على كثرتهم كسالى، لا يقرؤون؟

وكيف لمبدع لا يقرأ؟.. وكيف ينمي فكره؟.. اذا كان كذلك اذاً بقى في نفس الدائرة، يدور ولا يرتقي.

 الفضاء الثقافي في أمس الحاجة على مشروع ثقافي بديل، فما هو تصوركم لهذا المشروع؟

لابد من مشروعية البديل، لأن الروتين إذا بقى نفسه، فإنه قاتل ومستهلك للعقل دون فائدة، وسوف يغور ويندثر.

 بحكم تجربتك الأدبية، كيف ترى إبداعات الشباب؟.. وما النصيحة التي يمكنك تقديمها إليهم؟

أرى الابداعات قليلة ونادرة، حيث لازال اكثرهم يكتب بدون تطور ادراكي، مجر سطور تمر عليك وكانها (لغو) نصيحتي على الكاتب ان يقرأ اكثر مما يكتب حتى ينضج فكره، واذا نضج وتدلا لابد ان تقطف ثماره الناس.

 هناك من يكتب لنفسه، ولغيره، وللوطن، وهلم جرا.. أنت، لمن تكتب؟

أكتب لجرح وطني، لحزن بلدي، لذل الأطفال لغدر الزمان، لأمنياتي الهاربة، للامل الذابل، لليأس القانط، للحب، للظلم، لوحدتي لعزلتي عن الوجود

 ما هي أجمل ذكرى لا زالت عالقة بذهنك؟

هي الطفولة، حيث كنت لا أحس بالعري والجوع.

 وجوه تشتاق إلى رؤيتها بعد طول غياب، ممكن معرفة البعض منها؟

حبيبتي التي لم أحظ بالزواج منها.

 ما هو آخر نص قرأته فشد انتباهك وتمنيت لو كتبت مثله؟

ديوان من سبعينات القرن المنصرم للشاعر (كاظم جهاد) اسمه يجيئون أبصرهم

 هل أنت راضي عما قدمته في المجال الشعري؟

لا، لان هذا البحر عميق وكبير، ولايروي ظمأي، كلما شربت منه عطشت، وكلما اكتب ارى جديد لم اصله.

حاوره: رامـي الـحـاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى