تعد ولاية مستغانم منطقة فلاحية بنسبة 54 في المائة، وهي تضم زهاء 650 دوار بإقليمها، ما يستوجب بذل جهود كبيرة من أجل ضمان التغطية الصحية بها من خلال تخصيص إمكانات بشرية ومادية معتبرتين، وهو ما تسعى السلطات الولائية ومديرية الصحة والسكان إلى تجسيده سنويا، من حيث تخصيص برامج تنموية في هذا الإطار، لتحسين جودة الخدمات الصحية من جهة، وتقريب المؤسسات العلاجية من الساكنة من جهة أخرى .
وقد قامت يومية “البديـل” في هذا الصدد باستطلاع ميداني حول الظروف الصحية الموجودة على مستوى المناطق النائية، وقد تبين أن الغالبية منها لا تتوفر على قاعات للعلاج، ويضطر السكان إلى التنقل نحو الدواوير المجاورة التي توجد بها تلك الفضاءات طلبا للعلاج، على غرار قاطنو سكان بلدية عين النويصي. أما الأماكن التي تتوفر على قاعات للعلاج، فإنها غالبا ما تكون خالية من النشاط لأسباب عديدة منها عدم وجود أطباء مناوبين بها، وأخرى يوجد بها ممرضين فقط يقومون بتقديم علاجات أولية فقط للمرضى، فيما تشكو غالبية القاعات من عدم وجود المواد شبه الصيدلانية البسيطة والضرورية، لاسيما منها ضمادات للجروح، وهو العامل الذي يجعل من هذه القاعات مهجورة بسبب عدم تلبيتها للرغبات. وللقضاء على هذه المشاكل، تقوم المؤسسات العمومية للصحة الجوارية بمختلف دوائر الولاية، بتنظيم من حين لآخر قوافل طبية تجوب العديد من المناطق النائية، التي تخلو من الفضاءات الصحية.
وفي هذا الصدد، تؤكد مديرة المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بمستغانم، أنه يتم دوريا برمجة قوافل طبية، تشمل دواوير بلديات “عين النويصي وحاسي ماماش وفرناكة والحسيان وستيديا”، لاسيما في المناسبات الصحية على غرار أكتوبر الوردي والحملة الاستدراكية لتلقيح الأطفال ما دون الـ5 سنوات وغيرها، مضيفة أن هذه العملية عادت بالفائدة المرجوة على السكان، الذين استفادوا من مختلف عمليات التشخيص الطبي وكذا من الأدوية، وأشارت أنه في حال اكتشاف أمراض مستعصية يتم توجيه أصحابها إلى المؤسسات الاستشفائية المختصة للعلاج.
قافلة طبية تجوب دواوير دائرتي “حاسي ماماش وعين النويصي”
وبالإضافة إلى ذلك، لفتت المديرة إلى أنه تم في إطار تقريب الصحة من السكان بإعادة تأهيل العديد من قاعات العلاج في الفترة الأخيرة، منها تهيئة المركز الصحي “كحلالة” ببلدية الحسيان، والذي تم تزويده بجميع التجهيزات والعتاد الطبي وكمية من المواد الصيدلانية بهدف التكفل الأمثل بمرضى هذه المنطقة. إلى جانب ذلك، هناك حسب المتحدثة، قاعات للعلاج قيد التهيئة، منها تلك الموجودة بدوار “الكرايمية” ببلدية ستيديا. وذكرت أن هذه المجهودات تكمن في تذليل العقبات التي تعاني منها العديد من المناطق النائية، في مجال توفير الخدمات الصحية اللازمة لسكانها.
وفي هذا السياق، تم الأسبوع الفارط، تنظيم قافلة طبية متنقلة متعددة الاختصاصات لفائدة دواوير دائرتي “حاسي ماماش وعين النويصي”، وتمثلت في “دواير والمقطع وفرناكة وبلايدية وسيدي مجدوب والمعايزية”. وتهدف العملية حسب المنظمين، إلى إجراء فحوصات طبية مع تقديم إرشادات والنصائح والدعم النفسي.
وقد احتوت القافلة على عيادة متنقلة مزودة بغرفة الفحوصات الطبية لتشخيص وكرسي مخصصة لجراحة الأسنان، وقابلات للكشف على الحوامل والتحسيس حول سرطان، وممرضين ومساعدي تمريض لتقديم الإسعافات الأولية وكذا سيارة إسعاف مجهزة .
تهيئة 57 قاعة علاج
وقام الطاقم الطبي المرافق لها بإجراء العديد من الكشوفات لسكان المناطق المعنية، حيث مست كبار السن والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب تحسيس وتوعوية السكان حول مختلف الأمراض التي تنتشر في الوسط الريفي وسبل الوقاية منها .
هذا، وسبق أن قامت السلطات الولائية بتخصيص غلاف مالي يقدر بـ 15 مليار سنتيم لإعادة ترميم وتأهيل 57 قاعة علاج، في مختلف مناطق الظل بـ 28 بلدية، وتجهيزها بأحدث المستلزمات الطبية. وتهدف العملية في إطار تغطية هذه المرافق الصحية بمختلف الوسائل الضرورية لضمان تقديم الخدمات الصحية لفائدة سكان المناطق النائية، الذين عانوا طويلا من غياب التغطية الطبية من جهة، وعناء التنقل إلى المستشفيات الكبيرة بالدوائر والولاية من جهة أخرى.
مولود.م