تكنولوجيا

الغاء النمط التقليدي للطالب والأستاذ معا

شات "جي بي تي 3" ولتعليم الجامعي

لم يترك الذكاء الصناعي مجالا إلا وكان له دورا بارزا فيه وبفضل تطبيقاته المتطورة والمثيرة للجدل، تمكن من تغييره وتطويره بل زحعله يتماشى مع التكنولوجيا الحديثة بعيدا عن النمطية والتقليدية.

لم يستثني الذكاء الإصطناعي المجال الأكاديمي وبشكل خاص التعليم الجامعي بوصفه إحدى السمات العلمية البارزة في الأبحاث العلمية، بل وقام بالكثير من التغييرات في أساليب التعلم، ولم يتدخل في أساليب التعليم لدى الطلاب فحسب بل حتى في طريقة التعليم لدى الأستاذة الجامعيين، بل أبعد من ذلك، حتى في الطريقة التي سيعتمدها هذا الأستاذ، لتقييم المقال ورصد الدرجات المناسبة في حال علم أن بعض الطلاب يستخدمون “جي بي تي.

إعادة التفكير في التدريس

وعليه بات واضحا أنه من الضرورة إعادة التفكير في التدريس والتقييم لدى الأستاذ الجامعي على ضوء التقدم التكنولوجي الذي نشهده على مستوى عالمي، بحيث أصبح الذكاء الإصطناعي يمكن أن تصبح أداة تساعد الطلاب على الغش، أو تكوين مساعد تدريس قوي، أو أداة للإبداع”. وتجدر الإشارة إلى الكثير من الطلاب لا يشعرون أنهم يغشون لأن إرشادات الطلاب في جامعتهم تقضي بعدم السماح لأي شخص آخر بقيام واجباتك الدراسية نيابة عنك والتقنية الجديدة ليست “شخصًا آخر” بل هو برنامج.  كما أن أهمية أداة المقال البحثي الجامعي، الذي كان الطريقة التي نعلم بها الطلاب كيفية البحث والتفكير والكتابة، لم يعد مفيدا بطريقته التقليدية مثل إعطاء اختبارات وواجبات منزلية أوأسئلة محددة تتضمن الجمع بين المعرفة عبر المجالات، لأن روبوت شات (جي بي تي 3) هو بصراحة أفضل من طالب في مرحلة ماجستير إدارة الأعمال وتوثيق الدروس.

 التكنولوجيا اللغوية

في ظل هذه التكنولوجيا اللغوية والمعلمين الذين يتلقونها غير مستعدين لمواجهة تداعيات هذه التكنولوجيا على النظام التعليمي، بحيث هناك صدام بين ذوي النزعة الإنسانية وخبراء التكنولوجيا لفترة طويلة، لأن علماء الإجتماع يؤكدون بأنّ المجتمعات الإنسانية والعلمية يشبهان المجتمعات القبلية التي تفقد الاتصال مع بعضها البعض، وكل طرف في معزل عن الاخر، بمعنى آخر هناك الافتقار إلى التفاهم، فلديهما صورة مشوهة غريبة عن بعضهم البعض. وعليه، يمكن الجزم بأنه في عالم التكنولوجيا الحديث، تظهر قيمة التعليم الإنساني، ولكن رغم القيمة الواضحة للتعليم الإنساني فإنه يشهد تدهورًا مستمرًا، حيث انتصرت العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وانهارت العلوم الإنسانية على مدار السنين العشر الماضية، وأصبح عدد الطلاب المسجلين في علوم الحاسوب الآن تقريبًا نفس عددهم في جميع العلوم الإنسانية مجتمعة. وعليه فإن برنامج (جي بي تي-3) إبتكر سلسلة جديدة من المشاكل غير المسبوقة بمعالجته للغة الطبيعية للعلوم الإنسانية الأكاديمية، حيث تقيّم أقسام العلوم الإنسانية طلابها الجامعيين على أساس مقالاتهم، ويتم منحهم الدكتوراه على أساس قدرات تكوين الأطروحة، مما يطرح تساؤلًا حول ما الذي ستؤدي له أتمتة كلتا العمليتين.

بقلم: مــحــمــد الأمــيــن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى