
يشهد بنك التنمية المحلية لرهن المجوهرات بوسط المدينة، طوابير لا متناهية تبدأ من الساعات الأولى من الصباح إلى غاية الساعة الثانية والنصف مساءا، من أجل الظفر بمكان يضمن لهن الحصول على الأموال مقابل رهن مصوغاتهن. أمهات توافدن من مختلف الولايات المجاورة في أوقات مبكرة، خوفا من الضغط والفوضى، سيما خلال الأسبوع الاول من الشهر الفضيل. تلك الأمهات اللائي أجبرن على رهن مجوهراتهن، واقتناء ما يلزمهن من مواد غذائية خلال الشهر الفضيل، كما أكدت لنا عددا منهن، القادمات من ولايات مجاورة كولاية “عين تموشنت ومعسكر”، أما الأخريات فقد أجبرتهن الظروف على التنقل للبنك من أجل الحصول على المال لاقتناء ملابس العيد لأطفالهن، وهذا ما يتكرر كل مناسبة نتيجة تدني المستوى المعيشي والدخل الضعيف، الذي لا يكفيهم لقضاء شهر رمضان كاملا، مقابل الغلاء المحسوس في أغلب المواد الغذائية الأساسية، الأمر الذي حتم عليهن التوجه إلى بنك التنمية المحلية، لرهن المجوهرات بدل الكريدي أو ما شابه ذلك، على حد تعبير إحدى الأمهات، التي عبرت لنا عن مدى معاناتها وعدم قدرتها وكيف حتمت عليها ظروفها المتدنية لرهن ما تبقى لها من صيغة، لاقتناء كسوة العيد لابنيها، حالات أخرى أجبرتها الظروف للتنقل وانتظار أدوارهن لأكثر من ثلاثة ساعات، من أجل حصولهن على المال لإدخال الفرحة إلى بيوتهن واقتناء ملابس العيد لأبنائهن. وخلال الجولة الخفيفة التي قادتنا إلى البنك سالف الذكر، تصادفنا مع أم قادمة من ولاية غليزان، لم يغمض لها جفن طول الليل، وهي تنتظر فتح البنك وقضاء حاجاتها والعودة إلى ولايتها، خلال الصبيحة، خوفا من عدم ظفرها بمكان يضمن حصولها على الأموال، التي هي بحاجة ماسة إليها.
والغريب في الأمر، هو أن الطوابير تبدأ من الساعة الخامسة صباحا، أي قبيل صلاة الصبح، دون التحدث عن الشجارات والفوضى الناجمة عن تلك الطوابير، والتي أضحت تزعج القاطنين بمحاذاة البنك، الذين قدموا في العديد من المرات شكاوي ولكن دون جدوى من ذلك.
ريمة. ب