
انطلقت أشغال القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز في الجزائر بحضور رؤساء دول وحكومات، في ظروف استثنائية، لما تعيشه الساحة العالمية من مشاكل وفوضى، وتغيرات جيواستراتيجية دولية، تتحول فيها القوى العالمية، وتغير النزام العالمي من أحادي القطب إلى متعدد الأقطاب، بمركز الاتفاقيات الدولية “عبد اللطيف رحال”.
ويعتبر منتدى الدول المصدرة للغاز، فضاء دوليا مهما، فهو يجمع الدول المصدرة للغاز في العالم، والذين يشكلون معا 70 في المئة من احتياطيات الغاز العالمية المؤكدة، وأكثر من 40 في المئة من الإنتاج المسوق، و47 في المئة من الصادرات عبر الأنابيب، وما يفوق نصف صادرات الغاز الطبيعي المسال على المستوى العالمي. فهو يضم 12 عضوا دائما، وهم الجزائر، بوليفيا، مصر، غينيا الاستوائية، إيران، ليبيا، نيجيريا، قطر، روسيا، ترينيداد وتوباغو، الإمارات العربية المتحدة وفنزويلا، إلى جانب 7 أعضاء مراقبين، هم أنغولا، أذربيجان، العراق، ماليزيا، موريتانيا، موزمبيق، وَبيرو.
حيث وصل المشاركون في قمة الجزائر تباعا، يتقدمهم 10 رؤساء دول، بالإضافة إلى 9 وزراء طاقة وسفيرين وأمين عام وزارة الاقتصاد لدولة ماليزيا. كما ستعرف القمة حضور رئيس بوليفيا “لويس آرسي”، الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي”، رئيس المجلس الرئاسي الليبي “محمد يونس المنفي” وأمير قطر “الشيخ تميم بن حمد آل ثاني”، بالإضافة إلى رئيس العراق “عبد اللطيف جمال رشيد”، رئيس موريتانيا “محمد ولد الشيخ الغزواني”، رئيس الموزمبيق “فيليب جاسينتو نيوسي”، رئيس فنزويليا “نيكولاس مادورو” ورئيس السنغال “ماكي سال”، بالإضافة إلى رئيس تونس “قيس سعيد”. فيما سيمثل دولة ماليزيا الأمين العام لوزارة الطاقة، على أن يمثل باقي الدول المشاركة وزراء الطاقة، باستثناء الإمارات والبيرو، اللتين سيتم تمثيلهما عن طريق السفيرين الخاصين بهما.
موريتانيا تنضم رسميا إلى المنتدى، والسينغال تتقدم بالطلب
وتعرف قمة الجزائر، عديد المفاجآت التي من شأنها تقديم الإضافة إلى المنتدى، عبر توسيع العضوية.
وفي هذا الشأن، فقد كشف الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز “محمد حامل”، عن انضمام “موريتانيا” كعضو دائم في المنتدى، بعدما كانت عضوا مراقبا، خلال اجتماع مجلس وزراء دول المنتدى في دورته الـ25، المنعقدة اليوم 10 أكتوبر 2023 في “مالابو”، عاصمة غينيا الاستوائية. بينما قدمت “السنغال” طلبا رسميا للانضمام كعضو مراقب، وهو ما يعكس توسع التمثيل الإفريقي داخل هذا المنتدى وتوسيع عدد الدول المنتجة داخله.
وفي هذا الإطار، أكد وزير البترول والمعادن والطاقة الموريتاني “ناني ولد أشروقه”، سعي بلاده إلى تطوير خبرتها داخل المنتدى بالتنسيق مع باقي الأعضاء، مثمنا استحداث معهد الغاز، والدور الذي ستعلبه للجزائر لتفعيل هذا المعهد بما يخدم تطوير استغلال الغاز. فيما نقل وزير الطاقة السنيغالي تحيات الرئيس السنغالي، قائلا: “نحن مقتنعون بالتعاون مع بلد غازي من أجل رفع تصدير هذه المادة الهامة”. حيث سيكون التواجد الكبير للدول الافريقية داخل المنتدى، انعكاسا إيجابيا على القارة الافريقية، ويحولها إلى قوة ضاغطة وفاعلة في سوق الغاز منافسة لمنظمة “أوبك” في ظل التحولات الجيوسياسة، حيث تلعب الدول الأعضاء في منتدى البلدان المصدرة للغاز دورا بارزا في مشهد الطاقة، وتمثل مجتمعة 70 بالمائة، من احتياطيات الغاز الطبيعي العالمية و42 بالمائة من الغاز الطبيعي المسوق.
يذكر أن وثيقة “إعلان الجزائر” ستقدم الكثير من المزايا بعدما تم مناقشتها وإثراءها، بخصوص رؤية الدول الأعضاء حول إشكالية التحول الطاقوي، من منظور دور الغاز الطبيعي بوصفه “محوري” في تنمية الاقتصاد العالمي.
الجزائر تحتضن مقر معهد أبحاث الغاز التابع للمنتدى
شهد يوم الجمعة، تدشين “معهد أبحاث الغاز” التابع للمنتدى، بالجزائر العاصمة، هذا الصرح الذي سيشكل أداة رئيسية لتحفيز التعاون العلمي، في ميادين البحث والابتكار التكنولوجي، من أجل تطوير صناعة الغاز الطبيعي، لاسيما من خلال المشاريع ذات الأولوية المشتركة التي تهدف إلى بناء أنظمة طاقوية مرنة ومستدامة.
وفي هذا الإطار، ذكر “محمد عرقاب” وزير الطاقة والمناجم، أن الحكومة الجزائرية عملت بناء على توجيهات رئيس الجمهورية، بكل عزمٍ وتفانٍ بغية إنجاح هذه القمة، وتمكين قادة الدول أعضاء المنتدى من مناقشة أهم القضايا المرتبطة بالتعاون في مجال تطوير ودعم دور الغاز الطبيعي في تحقيق الرفاهية لبلداننا والمساهمة في تحقيق الأمن الطاقوي العالمي. مردفا أن هذا الاجتماع يأتي في سياق تغيرات جيوسياسية وهيكلية كبيرة، تشهدها أسواق الطاقة خاصة الغاز، مما يُوجب دراسة ومعالجة القضايا الرئيسية، التي من بينها التحول التدريجي إلى اقتصاد عالمي يعتمد على مصادر طاقة نظيفة، من أجل مواجهة التغير المناخي الذي يمثل تحديا وفرصة في نفس الوقت.”
واختتم “عرقاب” كلمته بأن الاجتماع الوزاري، سيكون ثريا ومثمرا من خلال المواضيع والنقاشات التي سوف يتناولها، والتي مما لا شك فيه أنها سوف تعزز التعاون والتشاور المشترك لتحقيق التقدم والرخاء لجميع بلدان المننتدى.
وزراء الطاقة يرافعون لجعل المنتدى منصة فعالا
وخلال اجتماع وزراء الطاقة يوم الجمعة، أجمعوا على ضرورة تفعيل المنتدى، وجعله منصة لمناقشة كل يحدث في مجال الطاقة، خاصة سوق الغاز.
حيث أكد “نيكولاي شولجينوف”، وزير الطاقة الروسي، أن بلاده عملت بجدية بخصوص إثراء إعلان الجزائر، مؤكدا أهمية الإعلان المنتظر في لقاء القادة غدا من حيث التنسيق حول البنية التحتية للغاز وكيفية حمايتها. كما تطرق الوزير الروسي إلى أهمية النقاش الذي يفتح خلال أشغال اجتماع منتدى الدول المصدرة للغاز، ويتناول مسألة تطوير سياسة المنتدى وانضمام دول جديدة للهيئة الطاقوية. مذكرا بأن العلاقات التي تجمع بلاده مع بالجزائر متينة، ويساهم في توطيدها التعاون في مجال الطاقة. فيما دعا وزير البترول والطاقات السنغالي، “أنطوان فيليكس أبدولاي ديوم”، دول المنتدى إلى التقارب مع بلاده التي قدمت طلبا رسميا للانضمام إليه، ودعمها في خلق صناعة غازية، لاسيما وأن السنغال تعد من البلدان التي ستدخل إنتاج المحروقات قريبا، وهي ترغب في الاستلهام من خبرة دول المنتدى في الصناعة الغازية. بينما أكد “طارق الملا”، وزير البترول والثروات المعدنية المصري، أن المنتدى يعتبر منصة هامة للعمل الجماعي، من أجل تسهيل الانتقال الطاقوي. وأضاف الوزير أن العالم يشهد تحولات جذرية على جميع الأصعدة، وهو ما يستدعي تثمين ثروات بلدان المنتدى. في ذات السياق، ذكر وزير الطاقة والصناعات الطاقوية لترينيداد وتوباغو، “ستيوارت يونغ”، بأهمية العمل على أخذ قرارات مشتركة من شأنها أن تدفع بالصناعة الغازية والمحافظة على ثروات البلدان، لافتا إلى أن أي قرار يتخذ سيؤثر على الأجيال المقبلة. مرافعا من أجل دعم الدول النامية على تطوير قطاع الطاقة وتمكينها من استغلال ثرواتها، مشيرا إلى أهمية اتفاقيات التعاون جنوب-جنوب في المجال الطاقوي. في الوقت الذي ذكر وزير البترول والمعادن والطاقة الموريتاني، “ناني ولد أشروقه”، إلى أن بلاده تسيير نحو استغلال مواردها الطبيعية وعلى رأسها الغاز، لافتا إلى أهمية التعاون بين دول المنتدى للعمل على خلق صناعة طاقوية قوية. بينما ثمنت إنشاء معهد البحوث في الغاز بالجزائر، وتأمل في العمل على تعاون متميز ومستمر، من شأنه أن يسمح لبلدان المنتدى باستغلال أمثل لطاقة الغاز. من جهة أخرى، أكد وزير النفط الإيراني “جواد أوجي”، على مكانة الغاز الطبيعي كمورد حيوي مستدام، مبرزا دوره الهام في الانتقال الطاقوي في العالم، و داعيا إلى زيادة الاستثمارات الموجهة لاستكشاف وتطوير هذا المورد.
أما الأمين العام لوزارة البترول والغاز الليبية، خليفة عبد الصادق، فأكد على التزام بلاده بأهداف المنتدى كمنصة فاعلة للدول الأعضاء في التعاون والتنسيق في القضايا المتعلقة بالغاز الطبيعي، وأنها تشجع تبادل وجهات النظر في هذا المجال، مشيدا بالدور الهام الذي سيلعبه معهد البحوث في الغاز، في تثمين هذا المورد كطاقة نظيفة تساهم في تحول طاقوي عادل.
“سوناطراك” تفتك جائزة منتدى الدول المصدرة للغاز
افتك مجمع “سوناطراك” الجزائرية، جائزة منتدى الدول المصدرة للغاز، وتسلمها الرئيس المدير العام “رشيد حشيشي”، ممثلا عن المجمع.
حيث عادت الجائزة إلى المجمع، نظير مساهمة سوناطراك الفعالة في مجال تطوير صناعة الغاز الطبيعي، وكونه رائدا في الصناعة الغازية، لاسيما الغاز الطبيعي المميع، بعد إختتام أعمال الإجتماع الوزاري الإستثنائي التحضري للقمة السابعة للمنتدى. وجاء اختيار مجمع سوناطراك من بين عدة ملفات ترشح لشركات وشخصيات فاعلة في مجال صناعة الغاز والتابعة لمختلف الدول الأعضاء في المنتدى حسب معايير يعتمدها المنتدى. وعقب هذا التتويج، عبر “حشيشي” عن امتنانه بهذه الجائزة الفخرية المسلمة لسوناطراك، وعلى اختيار المؤسسة لتتفرد من بين نظيراتها من الشركات التابعة للبلدان الأعضاء بتسلم هذه الجائزة الفخرية التي تعبر على تميز سوناطراك، مجددا التزام سوناطراك المتواصل للعمل على تطوير الصناعة الغازية، وسعيها المستمر لتعزيز تواجدها في الأسواق العالمية، عبر الاستثمار في البحث والابتكار والاستدامة، مضيفا أن هذا التكريم يعد حافزا لمجمع سوناطراك لمزيد من التعاون والنجاحات المشتركة في المستقبل.
يذكر أن مراسم التكريم عرفت منح جائزة للسيد “علي حاشد”، الذي تقلد عدة مناصب على مستوى شركة سوناطراك ووزارة الطاقة والمناجم، منها نائب الرئيس المدير العام لسوناطراك مكلفا بنشاط التسويق لعدة سنوات، وقد خدمات جليلة للمنتدى.
عبير. ص