
تبذل الدولة الجزائرية جهودا مُعتبرة من أجل إرساء قواعد صلبة للذكاء الاصطناعي كعلم قائم بذاته ووفق التكنولوجية الحديثة في كل القطاعات الحيوية في البلاد، وبالتالي استغلال كل المعارف والتقنيات لتطور الاقتصاد وتحقيق الرفاهية للمواطنين.
وعليه تم تفعيل المجلس العلمي للذكاء الاصطناعي منذ أكثر من سنة ك هيئة استشارية ذات طابع علمي، توضع لدى وزيري التعليم العالي والبحث العلمي والمعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، ويتولى المجلس عدة مهام منها إجراء تشخيص للإمكانيات البشرية والمادية المتوفرة في مجال الذكاء الاصطناعي واقتراح مخطط تكوين ورصد فرص التعاون الدولي في الذكاء الاصطناعي، بحيث تضم في صفوفها كفاءات جزائرية ونخبة في المهجر، الغاية منها تحقيق أهداف محددة على المدى (القريب والمتوسط والبعيد) تتمثل أساسا في الاستراتيجية القطاعية المشتركة لتطوير بيئة الذكاء الاصطناعي بنشر استخداماته في مختلف الميادين على غرار (التعليم والصناعة والاقتصاد)، وتزامن ذلك مع إنشاء عدة هياكل لتكوين الطلبة في مجال الذكاء الاصطناعي على غرار إنشاء مدرسة عليا للذكاء الاصطناعي ومدرسة عليا للرياضيات، فضلاً عن وجود أكثر من 50 مؤسسة جامعية تكون في هذا المجال و20 مخبر بحث للذكاء الاصطناعي و30 مخبراً آخر للرياضيات. ولعلنا لا نجافي الحقيقة لو قلنا بأنّمساهمة النخبة الوطنية بالخارج في عضوية هذا المجلس من علماء وخبراء كان له الأثر الكبير من اجل اكتساب التجارب والخبرات والمهارات وبالتالي العمل المشترك لتحقيق الأهداف المنشود. كما أنّ المجلس العلمي للذكاء الاصطناعي في حدّ ذاته يعبّر عن الإرادة السياسية للدولة الجزائرية واهتمامها الباغ بكل ما يتعلّقُ بالذكاء الاصطناعي، وعليه فقد بات واضحا ضرورة إعادة النظر في كل برامج التكوين وتحيينها. كما أنّ المجلس العلمي للذكاء الاصطناعي ينتظر منه أن يقدم إضافة كبيرة وحقيقية لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي ولباقي القطاعات الاقتصادية الأخرى للولوج بسلاسة للذكاء الاصطناعي واستخدامه بما يسمح له القانون وبما ينفع باقي القطاعات الاقتصادية. لم تقف الدولة الجزائرية عند هذا الحد، حيث كشف رئيس اللجنة الوطنية لمتابعة الابتكار وحاضنة الأعمال الجامعية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي البروفسور أحمد مير، أن الذكاء الاصطناعي ينتشر بوتيرة كبيرة واسعة تزامنا مع العديد من التطبيقات والمنصات، حيث أصبحت الجزائر تواكب هذه التحولات الجديدة من خلال عديد الاستراتيجيات أهمها تلك المنتهجة من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمتمثلة في إطلاق 2023/2024 سنة الذكاء الاصطناعي وإدخال الذكاء الاصطناعي على المنظومة التعليمية في الوسط الجامعي. كما أنّ تنصيب 17 دار للذكاء الاصطناعي على مستوى مختلف الجامعات الجزائرية دورها نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي ومعالجة المعلومات الحديثة الخاصة به حيث تم تخصيص عدة أيام دراسية على مستوى دور الذكاء الاصطناعي. وكشف أيضا، أن الجامعات الجزائرية تزخر بالعديد من الطاقات البشرية مشيرا إلى التواصل الدائم مع الطلبة الباحثين حاملي الأفكار المبتكرة من مختلف أنحاء الوطن خاصة أولئك الذين شرفوا الجامعة الجزائرية في مختلف المسابقات الدولية.
بقلم: هــشــام رمــزي