
طرح الذكاء الاصطناعي الكثير من الإشكاليات التي معظمها تبلورت في مخاوف على الإنسان بشكل خاص، ولعل قطاع التعليم ليس إستثناء بل أصبح في الصميم، وعليه كثر الحديث عن مصير الأستاذ مستقبلا في ظل التحوّلات التكنولوجيا الحديثة وما يعرفه الذكاء الإصطناعي من تطوّرات مُتسارعة، ولعلّ الأمر هنا يتعلق بالتعليم الجامعي أي سيمُسّ مُباشرة الأستاذ الجامعي الذي قد يجد نفسه أمام حلقة قد لا يعرف لها مخرجًا.
من هذا المُنطلق أصبح التفكير بشكل جدّي في إيجاد تعريف جديد لدور الأستاذ الجامعي على ضوء المُستجدّات، وهل هو في هذه الحالة سيكون مُستعدًا للتكييف مع المُتغيّرات التي قد تفرضُ نفسها عليه من حيثُ لم يكن يحتسب؟ بل سيكون تحصيل حاصل للنظام الجامعي الذي حتما سيعرف بدوره زخما متسارعا من التحوُّلات.
من هنا سيكون الأستاذ الجامعي أمام مُنعطف كبير بل عليه أن يكسب التحدّي لمواكبة ما سيفرضُهُ الذكاء الإصطناعي من المُقرّرات والمناهج التعليمية الجامعية المُعاصرة، وبالتالي الإندماج والإنصهار في دوره “الجديد” بعيدا عن النمطية والكلاسيكية والطرق التقليدية. هذا عن الأستاذ العريق في المهنة، فماذا عن الأستاذ الجديد أي المتخرج حديثا؟ أكيد، يجب عليه أن يكون مُلمّا بتقنيات وأنظمة الذّكاء الإصطناعي وأن يكون في قلب المُستجدّات ومُسايرًا لأي جديد يطرأ، لأنّ هذا من شأنه أن تتكوّن لديه طريقة علمية واكاديمية حديثة في مناهج التدريس والتأطير وحتى الإشراف على مُذكران التخرج للطلبة الجامعيين، ومن هنا أيضا لن يجد صعوبة في في التحكّم في وظيفته خاصة وانه سيصبحُ مُصاحبا للذكاء الإصطناعي خاصة ما تعلّق بالمجالات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تكرارها وإعادتها.
قد يقول قائل بأنّ الإبداع والإبتكار من سيمة الإنسان وليس الآلة، أكيد في العددمن المجالات لكن ليس بصفةمُطلقة كما يقول الخُبراء والمُختصين الذين يرون أنّهُ يستوجبُ مُستقبلا على الأستاذ الجامعي إعداد البرامج وتصميم المهام وتسطير المشاريع التي سيكون أساسها التفكير التحليلي والنقدي. وعليه فيتعيّن حتمًا على الأستاذ الجامعي تأسيس بيئة يكون فيها الذكاء الاصطناعي مُستعملا بشكل كبير قصد لمساعدة طلابه في الولوج إلى المعلومة والحصول على الشروحات في لمح البصر وبفاعلية أكبر، لكن دون التفريط في مهمتهم المُتمثلة أيضا في التوجيه والإرشاد والتوجيه, كما على الأستاذ الجامعي أن يظل مرتبطا بكل المُتغيرات التي يعرفا النظام التعليمي الجامعي في عالم الذكاء الإصطناعي كي يتفيد باستمرار من المعلومات الجديدة وينمّي قدراته أكثر بالعلوم التي تعرف وتيرة مُتسارعة والتواصل مع أهل افختصاص كامثاله من الأساتذة الجامعيين والخبراء والمختصين في القطاع، وهذا ما يؤهّلهم ليكونوا في مُستوى ما سيواجهون في عالم الذكاء الإصطناعي.
بقلم: رامـي الـحـاج