الحدث

إطلاق مشاريع ذات بعد استراتيجي

رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون يخص باستقبال شعبي حاشد بولاية تندوف

خص رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، باستقبال شعبي حاشد من قبل أعيان ومواطني ولاية تندوف بمناسبة زيارة العمل والتفقد التي يقوم بها الى هذه الولاية. وقد شهدت الشوارع الرئيسية المؤدية الى مقر الولاية توافدا لجموع كبيرة من المواطنين منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، رافعين الراية الوطنية وحاملين لافتات ترحب برئيس الجمهورية وتشيد بالأهمية الخاصة التي يوليها للولاية من خلال المشاريع التنموية الاستراتيجية التي حظيت بها، والتي من شأنها تعزيز مكانتها كولاية محورية.

فعلى مستوى شارع جيش التحرير الوطني، قام رئيس الجمهورية بمصافحة عدد من المواطنين، كما تبادل أطراف الحديث مع البعض منهم، حيث عبروا عن اعتزازهم بهذه الزيارة وعن دعمهم التام لمساعي رئيس الجمهورية في بناء الجزائر الجديدة، مشيدين بوفاء الرئيس تبون بوعوده والتزاماته أمام الشعب الجزائري.

وضع حجر الأساس لمصنع المعالجة الأولية لخام حديد غارا جبيلات

 كما أشرف رئيس الجمهورية، بولاية تندوف على وضع حجر الأساس لمشروع مصنع المعالجة الأولية لخام الحديد المستخرج من منجم غارا جبيلات. ويدخل المصنع ضمن إطار تثمين واستغلال المنجم الذي يعد من بين الأضخم في العالم من حيث الاحتياطيات إذ تقدر بنحو 3,5 مليار طن من خام الحديد فيما تبلغ قدرات إنتاجه 2 الى 3 مليون طن سنويا كمرحلة أولى (2022-2025).. بالمناسبة استمع رئيس الجمهورية، الى عرض حول منشآت معالجة خام الحديد وآخر حول مشروع مصنع المعالجة الأولية الذي يقام على مستوى ذات المنجم، حيث تم التنويه بقرار رئيس الجمهورية خلال اجتماع مجلس الوزراء شهر ماي من العام الفارط القاضي بالموافقة على إطلاق المرحلة الأولى لاستغلال المنجم. وأعطى رئيس الجمهورية إشارة انطلاق مصنع المعالجة، وتتمثل عملية المعالجة الاولية لخام الحديد في سحق وغربلة المادة الاولية المستخرجة والفصل الجاف، يليها التخزين ثم النقل، وفق الشروحات المقدمة التي اكدت ان الدراسات الخاصة بالمشروع سمحت بالوصول لطريقة مبتكرة للخروج بخام مركز “صالح للتسويق محليا ودوليا”. وستمكن التقنيات المستعملة في المعالجة من الوصول الى قيمة استرجاع الحديد الخام بنسبة 85 بالمائة بفضل عمليات الفصل المغناطيسي الجاف التي تسمح برفع نسبة الحديد مع تقليل نسبة الفوسفور الى 0,68 بالمائة. وستسمح نشاطات تطوير واستغلال المشروع المنجمي المهيكل والاستراتيجي ككل بخلق حركية اقتصادية كبرى ليس فقط في منطقة الجنوب الغربي للبلاد بل عبر كافة مناطق الوطن كونه سيساهم في تطوير القطاع المنجمي الوطني وتسريع مسعى تنويع الاقتصاد وترقية الصادرات خارج المحروقات. ومن المرتقب ان تصل طاقة المنجم، اعتبارا من 2026 والى آفاق 2040، الى ما بين 40 و50 مليون طن سنويا مع تشغيل الخط السككي المنجمي غارا جبيلات-بشار والذي سيمتد على طول 950 كلم. ويشرف على استغلال المنجم، الذي يندرج ضمن سياسة الدولة لبعث قطاع المناجم لتنويع الاقتصاد الوطني ودفع التصنيع، الشركة الوطنية للحديد والصلب (فيرال) التابعة للمجمع الصناعي المنجمي (سوناريم) بالشراكة مع الائتلاف الصيني (سي ام اش). ويتم نشاط تثمين واستغلال المنجم، الذي انطلق منذ اكثر من سنة، على مستوى المنطقة الغربية للمنجم التي تضم احتياطات قدرها 1,7 مليار طن، اي ما يفوق نصف الاحتياطي الاجمالي.

رئيس الجمهورية يؤكد على أهمية إنجاز مدينة منجمية بغارا جبيلات

  أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بولاية تندوف، على أهمية انجاز “مدينة منجمية” حول منجم غارا جبيلات، مشددا من جانب اخر على ضرورة الانطلاق الفوري في انجاز مركب الصلب ببشار. وخلال إشرافه على وضع حجر الاساس لمشروع مصنع المعالجة الأولية لخام الحديد المستخرج من منجم غارا جبيلات، أكد رئيس الجمهورية أنه يجب توفير كافة الخدمات والمرافق على غرار الكهرباء وشبكة المياه لقاعدة الحياة وللساكنة مستقبلا “في إطار مدينة منجمية، بأتم معنى الكلمة”. وحسب المجمع الصناعي المنجمي (سوناريم) فإن المشروع المندمج لمنجم غارا جبيلات، وعلاوة على مساهمته المرتقبة في خلق 25 ألف منصب عمل مباشر و125 ألف منصب غير مباشر، سيعرف تشييد مرافق سكنية واجتماعية، بما فيها تلك الخاصة بالمدينة المنجمية لغارا جبيلات. وبعد أن أكد بأن منجم غارا جبيلات الذي دخل حيز الاستغلال والتثمين منذ أزيد من سنة يفتح افاقا اقتصادية وتنموية “كبيرة” للجزائر، شدد الرئيس تبون على ضرورة الانطلاق “الفوري” في إنجاز مركب الصلب ببشار.

وضع حجر الأساس لمشروع خط السكة الحديدية بشار-تندوف-غارا جبيلات

وفي سياق متصل، أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز خط السكة الحديدية بشار-تندوف-غارا جبيلات على مسافة 950 كلم، وذلك في إطار زيارة عمل وتفقد قام خلالها بتدشين ومعاينة عدد من المشاريع التنموية والحيوية بولاية تندوف. وشدد الرئيس تبون بالمناسبة على ضرورة احترام آجال إنجاز هذا المشروع الضخم المحددة بـ 30 شهراـ مؤكدا في ذات السياق أن مستقبل الجزائر مرتبط بمنجم غارا جبيلات الذي سيوفر، كما أضاف رئيس الجمهورية، 3 ملايير دولار “قيمة استيراد مادة الحديد”. وقال السيد تبون “هذا هو الإقتصاد الذي نريده، وهو مشروع يعطي نفس آخر للإقتصاد الوطني”. ويكتسي خط السكة الحديدية بشار /تندوف/غارا جبيلات أهمية بالغة باعتباره سيفتح آفاقا تنموية واعدة لتثمين الثروات المنجمية بالمنطقة، ويأتي ضمن ما يعرف بالخط المنجمي الغربي، وهو يعد مشروعا إستراتيجيا ضخما وبنية تحتية لتثمين واستغلال واحد من أكبر مناجم خام الحديد في العالم. ويشمل هذا الخط للسكة الحديدية مسافة 950 كلم من البنية التحتية للسكة الحديدية والتي ستشكل حلقة النقل الرئيسية نحو معامل التعدين ومنه باتجاه المناطق الصناعية والموانئ التي تغطيها الشبكة الوطنية للسكة الحديدية. ويعتبر امتدادا للرواق الغربي لخط السكة الحديدية وهران/بشار، والذي يمتد جنوبا من مدينة بشار مرورا بالعبادلة وحما قير وتبلبالة وحاسي خبي وأم العسل وتندوف وصولا إلى غارا جبيلات. ويعد هذا المشروع العملاق للسكة الحديدية حلقة الربط الرئيسية في سلسلة إنتاج الحديد والصلب في الجنوب الغربي للبلاد والذي سيسمح بنقل أكثر من 140 ألف طن يوميا من خام الحديد عبر ثماني قطارات في كل اتجاه بعد إطلاق مقطعه الأول الرابط بين بشار وحدودها مع ولاية بني عباس عبر مسافة 200 كلم. وتجري الأشغال حاليا على مستوى المقطع الثالث الذي سيربط مدينة تندوف ببلدية أم العسل على مسافة 175 كلم والتي أوكلت أشغال إنجازه إلى مجمع شركات عمومية وفي مقدمتها المؤسسة الوطنية للأشغال العمومية بمرافقة شركات وطنية أخرى، فيما يراقب ويتابع الأشغال مجمع مكاتب الدراسات العمومية، وفق القائمين على الإنجاز. وأجمع إطارات بقطاعات الطاقة والمناجم والأشغال العمومية والتجارة بولاية تندوف على أن هذا المشروع الذي سيربط منطقة غارا جبيلات (140 كلم جنوب تندوف) بولاية بشار سيساهم في تعزيز الحركية الإقتصادية من خلال نقل خام الحديد نحو مناطق التصنيع تجسيدا لتوجه الدولة الرامي إلى تثمين الثروات المنجمية بولاية تندوف التي تعتبر بوابة الجزائر نحو الغرب الإفريقي. وبالنسبة لقطاع الأشغال العمومية بولاية تندوف فإن هذا الخط من شأنه أن يقلل من تكلفة نقل المادة الخام من الحديد إنطلاقا من منجم غارا جبيلات نحو مختلف مناطق التصنيع، فضلا عن أهميته في الدفع بالحركة التنموية بالمنطقة وإنعاش الإقتصاد الوطني بشكل عام. وسيساهم هذا المشروع في التخفيف وبشكل فعال من الضغط المروري على الطريق الوطني رقم 50 الذي يعتبر بمثابة الشريان الوحيد الرابط بين تندوف وبشار ثم نحو ولايات شمال الوطن، حسب ذات المصدر. كما سينعكس مشروع السكة الحديدية بشار/تندوف/غارا جبيلات بشكل إيجابي على ذات المحور من خلال المحافظة على هذه المنشأة الطرقية وتقليص فاتورة صيانتها الدورية إلى جانب المساهمة في ترقية المبادلات التجارية مع دول الجوار الإفريقي. ومن جهتهم أبرز مسؤولو غرفة التجارة والصناعة “تفاقومت” بتندوف المزايا الإقتصادية التي سيوفرها المشروع للمنطقة، معتبرين أنه سيعود بالفائدة على سكان هذه الولاية وعلى المتعاملين الإقتصاديين والتجار من خلال تسهيل نقل البضائع بأقل التكاليف، فضلا عن تشجيع الإستثمار بهذه الولاية الحدودية. ويتوخى من هذا المشروع الإستراتيجي الذي تعول عليه الدولة في تدعيم الإقتصاد الوطني، ضمان وتأمين إمداد مصانع الصلب والحديد الوطنية بالمواد الخام وزيادة مداخيل الصادرات خارج المحروقات.

 رئيس الجمهورية يشرف على لقاء مع أعيان وممثلي المجتمع المدني بتندوف

 وفي سياق متصل، أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على لقاء مع أعيان وممثلي المجتمع المدني بتندوف، وذلك في إطار زيارة العمل والتفقد التي يقوم بها إلى هذه الولاية. وقد جرى اللقاء بحضور رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، بالإضافة إلى أعضاء الوفد الوزاري المرافق لرئيس الجمهورية في هذه الزيارة. وخلال هذا اللقاء الذي جرى بمقر الولاية، استمع رئيس الجمهورية باهتمام بالغ إلى انشغالات أعيان وممثلي المجتمع المدني بتندوف ومقترحاتهم بشأن مرافقة جهود الدولة في دفع حركة التنمية بالولاية في إطار بناء الجزائر الجديدة.

ق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى