حلت أول أمس الذكرى الـ 75 لوعد بلفور المشؤوم، والشعب الفلسطيني يعيش أبشع المأساة والمعاناة منذ 75 سنة من الإحتلال الصهيوني، إبادة جماعية ومحرقة صهيونية نازية وجرائم ضد الإنسانية ومحاولة فرض التشريد وترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة منذ 82 يوما، تماما كما حدث منذ 75 سنة، وعادت ابريطانيا والمجتمع الدولي وعلى رأسها أمريكا لتذكر بأنهم لا يتخلون عن السرطان الذي زرعوه في جسد المة العربية والإسلامية بل يدعّمونه بالنفس والنفيس، وكأنّ التاريخ يعيد نفسه، بالمس باع الحكام العرب فلسطين وعلى رأسهم اللاشريف حسين وقد رفض من قبله السلطان عبد الحميد الثاني أن يعطي للصهاينة شبرا واحدا من أرض فلسطين بعدما ساوموه فكان مصيره عزله، واليوم حكام العرب المطبعين تركوا فلسطين لحما للكلاب تنهشها وجاؤوها اليوم يقايضونها، بأيديهم اليمنى يباركون الكيان الصهيوني ويدعمونه بالجنود والمواد الغذائية وحتى باليد العاملة لتعويض المستوطنين الذي إلتحقوا بالجيش المحتل، وباليد اليسرى يتباكون على القضية الفلسطينية في المحافل الدولية بل ويساهمون في المساعدات الإنسانية التي كشفت بعضها انها أكفان مخصصة للرجال وللنساء، كأنهم يقولون للفلسطينيين في غزة (موتوا ونضمن لهم جنائز لا مثيل لها). عادت الذكرى المشؤومة لوعد بلفور ليذكر أحرار العالم بأنّ قيام الكيان الصهيوني لم يكن إلا بالاحتلال وعلى سياسات الاستيطان والعدوان العسكري والتهجير القسري والتطهير العرقي ومصادرة الأرض وتدمير الممتلكات وتهويد مدينة القدس الشريفة. على المذابح التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة وفي عموم الأرض الفلسطينية المحتلة، وبارتكابه لمجازره الدموية وحربه التدميرية، مُخلفا الآلافا من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى المدنيين الأبرياء العزل، وخاصة الأطفال والنساء على مدى 75 سنة وليس منذ السابع السبع أكتوبر الماضيـ حيث أنّ الكيان الصهيوني وأمريكا والحلفاء يتهمون حركة (حماس) بأنها السبب فيما يحدث اليوم في قطاع غزة، وتناسوا بل وظنوا أنّ أحرار العالم أغبياء لهذه الدرجة لتصديق أكذوبتهم التي أول من صدّقها الحكام العرب المُطبعين، فهل كانت حركة (حماس) موجودة منذ 1948؟ أو حتى في الحروب التي واجها الصهاينة مع الغرب 1967 و1973 والتاريخ يشهد أن تأسيس حركة (حماس) كان فقط سنة 1987 على يد الشهيد أحمد ياسين، بل أن منظمة التحرير الفلسطينية في 28 أوت 1964 وصادق على الميثاق القومي للمنظمة وعلى نظامها الأساسي، وانتخب الشقيري رئيسا للجنتها التنفيذية التي كلف باختيار أعضائها. وجاء طوفان الأقصى ليس كبداية للصراع ولكن يلتحق بالمعارك السابقة لمقاومة الشعب الفلسطيني على مدى 75 سنة، لأنّ هذا الكيان الصهيوني قاتل بسبب (حماس) أو غير (حماس) كما يدعي اليوم. إنّ طوفان الأقصى أعطى درسا أخر بأنّ ما أُحذ بالقوّة سنة 1948 لا يُردُّ لإلا بالقوة وليس بالمفاوضات والتنازلات والمال مقابل التهدئة ومباركة التنسيق الأمني الذي اعتبره محمود عباس مُقدسا. وإن غدا لناظره قريب ، ألا نامت عين الجبناء.
بقلم: رامـي الـحـاج