ثمانية أيام مرت على طوفان الأقصى الذي أبان للعالم أن الحرية تؤخذ ولا تعطى، وما أخذ بالقوة لن يسترجع إلى بالقوة، وان أطفال إنتفاضة بالأمس أصبحوا رجالا اليوم، وواجهوا الاحتلال الصهيوني بل تغلغلوا إلى عقر داره وفعلوا به الأباطيل وأكدوا بطلان فرضية الجيش الذي لا يقهر بل وتجاوزا المنطقة المنية التي ظل الصهاينة يتغنون بها منذ عقود. ومرة أخرى قام الصهاينة بالإنتقام من سكان في قطاع غزة بألاف القنابل منها الفوسفورية المحرمة دوليا، بل وأكثر من ذلك فرض حصار شامل (الماء، الغذاء، الغاز والكهرباء) وأبانت للجمع مدى همجية الصهاينة ووحشيتها بعد ان سارعت ألتها الإعلامية بتشويه الحقائق لتتحول إلى ضحية، وما قامت به من تدمير للبنية التحتية في قطاع غزة وقتل الأطفال والنساء والشيوخ على أنه دفاع على النفس، اعتبرت هجومات كتائب القسام إرهابا، وذلك بتواطئ أمريكا والعديد من الدول الإوربية التي بصمتها منحتها صكا على بياض لتواصل مجازرها ضد الفلسطينيين، وما فعله الرئيس الأمريكي جو بايدن ما هو إلا انعكاس للتواطئ الصارخ والفاضح للبيت الأبيض مع بني صهيون ودعمهم المطلق لمواصلة الإبادة الجماعية للشعب الأعزل أما عن القادة العرب المطبعين الخونة فإن طوفان الأقصى زلزل عروشهم وكشف إلى أي مدى خيانتهم وهوانهم ومذلتهم، بل وأكد لهم بأنه لا مجال للتهدئة مقابل المال، ولا مفاوضات من أجل السلام، وان خيبتهم كانت أعظم حين توهموا أنّ الكيان الصهيوني سيمنحهم الأمن والبقاء على كراسيهم. إن طوفان الأقصى اعطى شحنة إنتفاضة للشعوب العربية التي خرجت عن بكرة ابيها في مسيرات ضخمة مساندة للقضية الفلسطينية وصفع حكامها المطبعين. فهل سيكون طوفان الأقصى قد يكون المسمار الأخير الذي يدق في نعش الوجود الصهيوني على أرض فلسطين.
بقلم: رامـي الـحـاج