
تقع جبال المرجة ضمن اقليم ولاية سعيدة في جزئها الغربي الذي يجمعها بسيدي بلعباس من حيث التقسيم المنبثق عن مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956، يفصل الطريق الوطني رقم 92 الحدود الوهمية بين المنطقتين الخامسة التابعة لسيدي بلعباس والسادسة الممثلة في سعيدة ومعسكر.
ومن حيث التقسيم الاداري فالمرجة تقع ضمن نطاق الخامسة التي تبدأ برج حمام، مرورا بمرحوم، مولاي العربي، سيدي أمبارك التابعة لعين الحجر، جزء من دوي ثابت وسيدي بوبكر إلى غاية منطقة بوريش نحو فريعينة، هونت وسفيزف الى حاسي زهانة، مما يجعل حوالي ستة بلديات من ولاية سعيدة الحالية كانت تابعة للمنطقة الخامسة .وبدأت معركة المرجة بتاريخ 13 اكتوبر من سنة 1958 وامتد حصار المنطقة لما يقارب أسبوعين، هي إحدى أكبر المعارك التي شهدتها هذه الفترة من تاريخ الجزائر، حسب شهادة المجاهد وعضو جيش التحرير بوطالب لعرج الذي لا زال على قيد الحياة والذي كان أحد أفراد الكتيبة الثانية من المنطقة السادسة التي انطلقت من منطقة اللبة بالحساسنة نحو مراكز تافرنت، ومرزوق بوشيخي والشنن بدوار دوي ثابت فلم تلبث ليلة 12 اكتوبر 1958 أن تحركت قوة عسكرية استعمارية بهذه المنطقة تشير المعلومات انها قوة خاصة للمخابرات الفرنسية كانت في حالة بحث لتحديد جيش التحرير في إطار حملة الجنرال جيل التي جيش لها قوات هائلة، حيث و بعد تناول العشاء انتقلت الكتيبة من منطقة دوي ثابت وقطعت الطريق المعروف حاليا برقم 92 الفاصل بين المنطقتين السادسة والخامسة إلى عين المرجة عبر قافلة عسكرية كانت متمركزة قبل بزوغ فجر يوم 13 اكتوبر 1958، ولم تكن القوة الموجودة بمركز المنطقة الخامسة على دراية بحلول كتيبة السادسة الى نفس المركز، ويضيف سي لعرج بوطالب أنه بحلول زوال ذلك اليوم اكتشفت القوات الجوية وجود حركة بتلك الغابة، عبر عنها المجاهد المرحوم علي كافي في شهادته انها اكتشفتها بسبب دخان الديوانة وهي حراسة المركز التي لم تكن على دراية بوجود استطلاع فرنسي للمنطقة، حيث باشرت القوات الاستعمارية محاولتها مداهمة المكان وقد انقسمت الكتيبة الثانية إلى فصائل قاد إحداها الشهيد البطل موكيل عامر المدعو النمر حيث التحق الثوار بقمم الجبال ودخلوا في اشتباك مباشر مع فيلق الاول للفيف الأجنبي تحت قيادة العقيد بروتيي المشكل من النخبة الخاصة للمظليين، أما الفصيلة الثانية تحت قيادة ناجي فتمكنت من الخروج من قلب المعركة عن طريق منطقة الحجيرة والثالثة التابعة لنفس الكتيبة تحت قيادة باعلي وبلخوجة احمد المدعو موطني فدخلت في مكان آخر في اشتباك بواسطة التغطية التي قام بها الشهيد مقلالي الجيلالي الذي كان يحمل رشاشا ثقيلا وبعد نفاذ ذخيرته ذبح حيا من طرف هذه القوة الاستعمارية التي استعمل سلاحها الجوي كل انواع القنابل المحرمة منها النبالم عن طريق طائرات بـ 26. وعن الخسائر فقد شهد جيش التحرير حسب نفس الشاهد سقوط 65 شهيدا من الكتيبة الثانية و25 شهيدا من المسبلين الذين رافقوهم من جبل تافرنت وبقية مراكز المنطقة السادسة، أما بالنسبة للمنطقة الخامسة فقد استشهد سي عبد الهادي قائد المنطقة الخامسة ونائبه سي خير الدين القروجي “اسمه الحقيقي بن عمير سليمان”، ومجموعة الحراسة المرافقة لهم، حيث أكد الأمين الولائي للمجاهدين بسيدي بلعباس سي احمد نوال الذي كانت كتيبته متمركزة بجبل الحديد غير البعيد عن المرجة أنهم التحقوا ليلا بعين المكان و قاموا بدفن ما يفوق 35 شهيدا منهم قائدي المنطقة، وقد أكد ضابط جيش التحرير سي الصديق أو سي معروف ايت طيب بالمنطقة الخامسة الذي كان مع محمد بلحاج طيبي العربي بمركز السمومة انه بعد التحاقهم بعين المكان بعد رحيل القوات الاستعمارية عثروا على ما يفوق تسعين جثة مفحمة بالنبالم للشهداء وهو رقم مقارب لشهادة الجنرال قاجيت في كتابه حول الكومندو جورج أن عدد الجثث المعثور عليها للمجاهدين بعد عملية المسح كان 85 وهو عدد متقارب مع شهادة لعرج بوطالب لكن دون إضافة 35 اي 120شهيدا، أما السجل الذهبي للمجاهدين لولاية سعيدة في صفحته 30 فيؤكد أن عدد شهداء معركة المرجة 147 شهيدا، وعن خسائر المستعمر وقواته المستقدمة من كل الجهات تحت قيادة مباشرة الجنرال جيل ففاقت سبع مائة قتيل والتي لم يفصح عنها الاستعمار، وقد كانت معركة المرجة تحولا كبيرا في استراتيجية فرنسا الاستعمارية الحربية التي عينت العقيد السفاح بيجار ونائبه جورج قائد لمنطقة سعيدة الساخنة التي جعلت من ثورة التحرير هي الأخرى تغير من تكتيكها عن طريق خطط الرائد المجدوب ومصطفى مولاي بالمنطقة السادسة، وطاهر موسطاش وآخرين بالخامسة وجعل التاريخ من معركة المرجة التي لم تأخذ حقها الاعلامي اكبر معركة بالغرب الجزائري .
ب. فيشاخ