تكنولوجيا

هل ستصمد الصحافة الورقية أمام الصحافة الإلكترونية ؟

في ظل التحولات التي يعرفها القطاع بظهور الرقمنة

تواصل الصحافة المكتوبة كفاحها للصمود في الساحة الإعلامية الجزائرية، في ظل ما أضحت تشهده هذه الأخيرة من تحولات فرضها بالخصوص التطور التكنولوجي وإقتحام الرقمنة للمجال، ما يستوجب عليها -وفق تصريحات مختصين- التأقلم والتكيف مع ما هو واقع وكذا إستغلال المميزات التي تتيحها الرقمنة لضمان الإستمرارية في ظل تلقص عدد الصحف التي كانت مطروحة أمام القراء مؤخرا لأسباب مختلفة. ويؤكد دكاترة في تخصصات ذات صلة بقطاع الإعلام والإتصال، على أهمية تجاوز التضارب الحاصل بين الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية والنظر لهذه الأخيرة على أنها تهديد للأولى، على إعتبار أن الأمر يتوقف بدرجة أولى على مدى تقديمهما لمحتوى راقي وهادف يلبي إنشغالات الموطنين، مشددين في نفس الوقت على ضرورة إستفادة الصحافة المكتوبة مما يتيحه التطور التكنولوجي اليوم لتسجيل قفزة نوعية في الساحة الإعلامية.

الصحافة المكتوبة توجد اليوم في وضعية حرجة

يرى بعض الأستاذة في علوم الإعلام والإتصال أن الصحافة المكتوبة توجد اليوم في وضعية حرجة، وأنه مع الوضع الحالي الوطني والدولي وكذا مع وجود إشكال في إقتناء الورق الذي إرتفع سعره في ظل النزاعات الدولية، سيتأثر حتما مستقبل الصحافة الورقية، ولكن بغض النظر عن الجانب اللوجيستيكي، الصحافة المكتوبة توجد الآن تحت ضغط الصحافة الإلكترونية وكذلك شبكات التواصل الاجتماعي. وفي ذات السياق،إنّ تقلص تواجد الصحافة المكتوبة في الساحة الإعلامية في ظل الهجرة الجماعية للقراء لاسيما عنصر الشباب إلى كل ما هو إلكتروني سواء كان عبر شاشات الكمبيوتر أو التلفاز أو الهاتف وما شابه ذلك من وسائل تحمل في طياتها أخبار ومواضيع. وعليه حسب أرائهم، لا ينتظر غياب وإختفاء الصحافة المكتوبة في الجزائر، إذ ستبقي بوجود صحافة راقية تقدم مواضيع ومحتويات هادفة وتعبر وتلبي إنشغالات المواطن، موضحا أن مستقبل الصحافة الورقية في ظل الرقمنة مرتبط بما تقدمه، إذن، لا خوف على مستقبل الصحافة المكتوبة إذا تمسكت بالجانب الحواري والتفاعلي مع المواطن، ولبت إنشغالاته وفسحت له المجال لتعبير عن رأيه في هذه الفضاءات. كما أنّ بقاء وإستمرار هذا النوع من الإعلام، يستلزم إدخال الرقمنة في عمله لتحسين أدائه وتفعيل ميزة التفاعل مع القراء، وأن يواكب التطور الحاصل بتوظيف وإستعمال تقنيات جديدة في العمل الصحفي بدلا عن الورقة والقلم. وعليه، فعلى الصحافة المكتوبة التكيف مع الإعلام الرقمي بإدخال آليات العمل سواء كان الكومبيوتر أو الهاتف أو شبكات التواصل الإجتماعي، وكذلك العمل عن بعد وعدم الإكتفاء بالحضور الجسدي، وسر النجاح هو التفاعل والتواصل وفي نفس الوقت المحتويات الهادفة والمعبرة عن إنشغالات المواطن.

ق.ح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى