الثـقــافــة

في غياب الدور التثقيفي للمكتبات

مـقـابـسـات

يطرح الحديث عن المكتبات عبر التراب الوطني أكثر من سؤال عن أوضاعها وماهيتها وهل تقوم فعلا بدورها في تثقيف المواطن؟، وهل تملك من الإمكانيات ما يساعدها على التأقلم مع جميع أشكال العصرنة والعولمة، لكن الواقع أثبت العكس بأن الكثير من المكتبات لازالت تسير وفق النمط التقليدي الكلاسيكي وتفتقد للإعلام الآلي والأنترنت ولم تضف لرصيدها كتبا جديدة منذ سنوات بحجة انعدام الغلاف المالي، فيما حول البعض منها إلى أماكن مفضلة للعشاق والمواعيد الغرامية أو لبيع الكتب والمجلات ذات الطابع الترويجي لآخر صرخات الموضة، إلى جانب العطور والكتب الدينية والأشرطة والأقراص المضغوطة، فاكتسبت بذلك الطابع التجاري المحض أكثر منه التثقيفي. من جهتهم أصحاب المكتبات يطرحون جملة من المشاكل في معظمها متعلقة بسوق الكتاب الذي لم يستقر في ظل الاستيراد والتوزيع وأيضا الأسعار غير الثابتة والمرتفعة في غالب الأحيان ما يدفع بالكثير منهم للنفور من الكتاب، وعليه ظلوا يطالبون بسياسة وطنية للكتاب من خلالها يتم تحديد نوعية العناوين وفقا لمقاييس معينة يتم على ضوئها وضع الأسعار حتى يتم التفريق بين مكتبات الواجهة و الترويج للعناوين التي لا يستفيد منها المواطن الجزائري من جهة، والمكتبات التي لازالت محافظة على الأهداف التي أنشئت من أجلها. من جهتها تفتقر معظم البلديات إلى المكتبات في المراكز الثقافية ودور الشباب التي لا تحتوي إلا على جناح خاص بالمطالعة وإعارة الكتب القديمة لم يعد يستجيب لمتطلبات المرحلة و التحولات التكنولوجية العلمية خاصة افتقارها للأنترنت فيما أصبح روادها قليلون بالنظر لما آلت إليها من تدهور حتى البلديات لم تعد تقتني الكتب أو تدعم هذه الفضاءات الثقافية والمراكز ماليا، وعليه فقدت وظيفتها وأصبحت مجرد قاعات للمطالعة أو إن صح القول بذلك.حتى النشاطات الثقافية أصبحت شبه منعدمة وعليه فقد الفعل الثقافي المرجو من قبل هذه المكتبات مكانة فيها وطغت السهرات والحفلات بل إن العديد منها يتحول صيفا إلى فضاءات للأفراح والأعراس والولائم دون أن يحرك المسؤولين ساكنا بل أحيانا يحدث هذا بإيعاز وتشجيع منهم. في ظل تدهور المكتبات التي أصبحت مهددة بالزوال تماما مثل المطالعة و تبقى قاعات و مقاهي الأنترنت البديل لهؤلاء المثقفين خاصة والمواطنين عامة، حيث إزداد الإقبال عليها لما تمنحه من خدمات لا تكلف صاحبها قاعات كبيرة وعشرات الرفوف واقتناء شبه دوري للكتب والمجلات رغم أنه بوسع المكتبة أن تحتوي كل هذا ووشات أخرى للسينما والمسرح والفنون التشكيلية وأدب الطفل إستكمالا لدورها الثقافي وحفاظا على المطالعة والمقروئية.

بقلم: أبو سارة   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى