تسعى، الجزائر في إتجاه تعزيز شبكة الإمداد بالغاز بإنجاز مشروع أنبوب جديد عابر للصحراء، وهذا لأجل رفع قدراتها في مجال التموين تلبية لمتطلبات شراكائها داخل سوق المحروقات، في هذا الصدد جاءت زيارة وزير الخارجية النيجري جيفري أونياما الذي إلتقى أول أمس، نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، لتؤكد إلتزام البلدين على تنفيذ المشاريع الهيكلية التي تم إطلاقها بشكل مشترك بما فيها إنجاز أنبوب الغاز العابر الصحراء الجزائر، لاغوس.
يحدث هذا، في وقت كان فيه القائمين على قطاع الطاقة، قد أكدوا بأن الجزائر ستبقى وفية لكل الإلتزامات التي أبرمتها مع شراكائها في مجال الإمداد بالغاز وخاصة في ظل الإختلالات التي أفرزها التدخل الروسي على أوكرانيا لدواع وصفتها موسكو بالأمنية، ليزداد الطلب على هذه المادة الحيوية وخاصة داخل المعسكر الغربي الذي تمثله أقطار في مصاف الدول العظمى على غرار ألمانيا، بريطانيا وفرنسا التي سارعت خلال الأشهر الأخيرة إلى الإقتصاد في الطاقة بإطفاء الأضواء ليلا على أبرز الساحات والمعالم إستعدادا لشتاء من المنتظر أن يكون أقسى برودة على القارة العجوز منذ عقود.
و أمام هذه المستجدات الإقلمية والدولية التي أحدثتها الصراعات والحروب، تحولت فيه أنظار عدة دول في أوروبا نحو الجزائر بحثا عن مصدر بديل لتغطية العجز المسجل في التموين بالغاز وخاصة بعد التذبذب الحاصل في الأنابيب التي تربط روسيا بالقارة العجوز، في ذات السباق ناقش منتدى الأعمال الثاني بين الجزاىر والإتحاد الأوروبي حول الغاز الطبيعي والذي جرت فعالياته مطلع الشهر المنصرم بالمدرسة العليا للفندقة بعين البنيان أفاق الشراكة بين الجزائر ودول الإتحاد الأوروبي.
قبل أن يؤكد الحاضرون في المنتدى الذي إنعقد برئاسة مشتركة بين وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب ومفوضة الإتحاد الأوروبي للطاقة كادري سيمسون، بأن العمل جار في إتجاه تجسيد خطة مشتركة في إطار التعاون الثنائي من خلال برمجة كل مشاريع التعاون الطاقوي وفقا لبرنامج زمني يتفق عليه الطرفان، إلى جانب هذا تم تناول كيفية تطوير العلاقات في مجال الغاز و الإستكشافات بما في ذلك تدعيم البرامج الجزائرية من خلال شركة سوناطراك.
ولعل ما شجع أكثر على ضرورة سعي الجزاىر في إتجاه توسيع شبكة الإمداد بالغاز هو تسجيلها ل 11 إكتشافا جديدا في مجال النفط والغاز عبر التراب الجزائري، منها 9 إكتشافات جاءت بمجهودات فرق مؤسسة سوناطراك، فيما تم تحقيق إكتشافين إثنين بالتعاون مع شركة إيني الإيطالية، في وقت شرعت فيه سونطراك بالتعاون مع الشريك الإيطالي في إنتاج ما معدله مليون متر مكعب يوميا بالحقل الغازي الكائن ضمن منطقة جنوب حوض بركين،
في وقت تتطلع فيه شركة سوناطراك إلى إنتاج نحو 4 ألاف برميل من السوائل المصاحبة له، فيما من المنتظر أن يبلغ إنتاج الغاز بالحقل المذكور إلى مليوني متر مكعب من الغاز قبل نهاية السنة الجارية، الخطوة التي من شأنها المساهمة في رفع القدرات الإنتاجية للجزائر في المستقبل القريب وبالتالي تمكينها من تلبية متطلبات السوق الأوروبية في مجال النفط والغاز.
بقلم: يحيى عزواو