الحدث

تواصل أعمال القمة العربية والقضية الفلسطينية على رأس الأولويات

قمة الجزائر ليومها الثاني

استأنف القادة العرب بالجزائر، يوم أمس، اجتماعاتهم في إطار الدورة الـ31 للقمة العربية التي انطلقت أمس الثلاثاء لمناقشة ملفات أزمات المنطقة وقضايا اقتصادية.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمة له، التمسك بمبادرة السلام العربية التي تقوم على حل الدولتين، مشيرًا إلى أنّها تكفل قيام دولة فلسطينية على حدود 1967.

من جهته، توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القادة العرب، متطلعا إلى دعمهم لحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ومنع نقل سفارات الدول إلى القدس، وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أعطى خلال كلمته في افتتاح أعمال القمة التوجهات العامة لنقاشات مؤتمر القادة.

وأكد الرئيس تبون، إن القضية الفلسطينية تبقى على رأس الأولويات بدعم صمود الفلسطينيين والدفاع عن حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، كما دعا إلى إلى ضرورة الإسراع في القيام بإصلاحات جذرية عميقة وشاملة لمنظومة العمل العربي المشترك.

السيسي: لنبذ أي محاولة لتوفير غطاء سياسي للإرهاب

وفي كلمته أمام القادة العرب، اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن تدخل أطراف خارجية في شؤوننا عبر تغذية النزاعات يهدد أمننا القومي، داعيًا إلى تبني مقاربة شاملة لتعزيز قدراتنا الجماعية لمواجهة مختلف الأزمات.

ودعا الرئيس المصري كذلك، إلى تبني مقاربة مشتركة لتكريس مفهوم الأمة العربية الواحدة ومفهوم دولة المواطنة، مشددا على أن ضمان وحدة قوة الصف العربي خطوة أساسية تستند على مبادئ غير قابلة للمساومة واحترام سيادة دولنا.

وفيما رأى السيسي، أن الاستقطاب الدولي باتت له تبعات سلبية على التناول الدولي لأزماتنا العربية، شدد على جوب نبذ أي محاولة لتوفير غطاء سياسي للإرهاب، وإذ لفت إلى أن قدرتنا على العمل الجماعي لاسترجاع الحقوق الفلسطينية تبقى المعيار الحقيقي لمدى تماسكنا، اعتبر أن المبادرة العربية للسلام تكفل قيام دولة فلسطينية على حدود 1967، مضيفا نحن متمسكون بمبادرة السلام العربية التي تقوم على حل الدولتين.

وطلب الرئيس المصري، دعم القادة العرب لمساعي القاهرة في ليبيا بهدف إجراء الانتخابات بعيدًا عن التدخلات الخارجية وخروج القوات الأجنبية، كما جدد التأكيد على ضرورة الاستمرار في حث إثيوبيا على التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة.

وختم كلمته، بدعوة الشعوب العربية إلى أن تثق في أمتها وفي حرص مصر على تماسك الكيان العربي.

محمود عباس: إسرائيل تبطش بنا ولا أحد يقول لها كفى

من جهته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تنقية الأجواء العربية لمواجهة التحديات التي تواجههنا كأمة عربية، وفيما اعتبر أن مؤتمر لم الشمل لتحقيق المصالحة الفلسطينية في الجزائر يسعى لتوحيد الصف الفلسطيني، توجه بالشكر إلى الجزائر والدول العربية التي تساهم في تهيئة الأجواء لتحقيق المصالحة الفلسطينية.

وحذر الرئيس الفلسطيني من إسرائيل تتصرف كدولة فوق القانون مستندة إلى صمت دولي بعيدا عن أي مساءلة أو محاسبة، وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تواصل فرض سياسة الأمر الواقع عبر الاستيطان وإرهاب الفلسطينيين وتهجيرهم.

وإذ لفت إلى أن الاحتلال يصر على تقويض حل الدولتين ويتصرف فوق القانون في ظل الصمت الدولي، شدد على أن إسرائيل تمارس تدميرًا ممنهجا لحل الدولتين، ولم تترك لنا خيارًا سوى إعادة النظر في مجمل العلاقة معها.

وتوجه الرئيس الفلسطيني إلى القادة العرب بالقول، نتطلع إلى دعم عربي وإصدار قرار من القمة بتشكيل لجنة وزارية للتحرك على المستوى الدولي لفضح سلطات الاحتلال، مضيفا بدعمكم يمكننا الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ومنع نقل سفارات الدول إلى القدس.

وفيما لاحظ عباس، أن الفلسطنيين لا يتمتعون بأي حماية وإسرائيل تبطش بنا ولا أحد يقول لها كفى، صرح نتطلع لتشكيل لجنة قانونية لمتابعة الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا جراء إصدار بريطانيا وعد بلفور، وشدد على أن الشعب الفلسطيني ينتظر من أشقائه تفعيل قرارات القمم العربية السابقة بشأن الدعم المالي لموازنة دولة فلسطين.

ونبّه عباس، إلى أن الفلسطينيين يتعرّضون لأشرس حملة إسرائيلية لتهويد القدس والأقصى وإعادة بناء الهيكل المزعوم، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال والداعمين لها أنفقوا عشرات المليارات خلال السنوات الماضية لتهويد القدس.

وطلب الرئيس الفلسطيني دعوة الأزهر والفاتيكان والمرجعيات الدينية لحضور مؤتمر القدس مطلع العام المقبل في القاهرة، كما تمنّى لدولة قطر النجاح في تنظيم كأس العالم لكرة القدم والتي تقام لأول مرة في دولة عربية شقيقة.

الرئيس العراقي: وحدتنا عامل حاسم في دحر الإرهاب

وفي كلمته، أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد أن التغييرات الحاصلة في بعض بلداننا تؤكد أهمية القمة للخروج بقرارات لتقدير خطورة اللحظة وتحقيق تفاهم بناء.

وتطرق رشيد إلى القضية الفلسطينية، حيث لفت إلى أن الشعب الفلسطيني ما زال في صدارة اهتماماتنا، مضيفا نحن متمسكون بقيام الدولة الفلسطينية وندين إجراءات الاحتلال، وفيما أمل من القمة تنقية الأجواء وتعزيز العمل العربي المشترك، تمنى استمرار المحادثات السياسية بين الأطراف السورية لإنهاء الأزمة التي يعاني منها الأشقاء.

ودعا الرئيس العراقي أطراف النزاع في اليمن إلى الحوار لإيجاد حل يحافظ على وحدة أراضيهم، كما أكد دعمه جهود تحقيق المصالحة في ليبيا وإنهاء العنف وتحقيق الاستقرار السياسي في السودان.

وشدد ذات المتحدث، على أن وحدة العراقيين كانت عاملًا حاسمًا في دحر الإرهاب، مشيرا إلى أن بلدنا يحرص اليوم ليكون مصدر الاستقرار في المحيط الإقليمي والدولي بعد دحر الإرهاب، كما دعا إلى تطوير التفاهم بين تركيا وإيران بخصوص مشكلة مياه أزمة النهرين بعد انخفاض منسوبهما.

القضية الفلسطينية في كلمتي رئيسي موريتانيا وجيبوتي

أما الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، فلفت إلى أن القمة تنعقد في ظرف استثنائي في ظل انتشار التطرف والعنف والإرهاب والحرب في أوكرانيا، وأشار إلى أن استضافة قطر لكأس العالم تشكل نموذجًا لتعزيز الحضور العربي في الأحداث والفعاليات الدولية الكبرى.

وفي السياق، دعا الرئيس الموريتاني إلى تكثيف التنسيق في محاربة الإرهاب ونبذ الفرقة والتعصب الطائفي وما يهدد استقرار عالمنا العربي.

وتطرق إلى القضية الفلسطينية، حيث لفت إلى أنها تمر بظرف صعب بفعل تجاهل المبادرة العربية وكل القرارات الدولية، وإذ أكد التمسك بإقامة دولة فلسطينية، قال إنه يستبشر خيرا بتوقيع اتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية برعاية الجزائر.

وحضرت القضية الفلسطينية كذلك في كلمة رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلي الذي رحّب باتفاق الفصائل الفلسطينية في الجزائر وترسيخ المشروع الوطني لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، كما دعا رئيس جيبوتي الليبيين للانخراط في حوار شامل، مجدّدًا أهمية الوصول إلى تسوية سياسية لإنهاء الأزمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى