
يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال عملية “الفجر الصادق” ضد حركة الجهاد الإسلامي، اغتالت فيها القيادي البارز تيسير الجعبري في واحدة من الغارات.
وأطلقت طائرة حربية بدون طيار صاروخًا واحدًا تجاه أرض زراعية في منطقة الزنة شرق بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس، ما أدى إلى استشهاد المواطن تميم غسان حجازي، وإصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة.
وترتفع حصيلة عدد الشهداء إلى 11 فلسطينيًا، بينهم طفلة 5 أعوام وسيدة، فيما أصيب 80 آخرون، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وزعم رئيس حكومة إسرائيل يائير لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس، بأن العملية التي قام بها جيش الاحتلال في قطاع غزة تهدف إلى إزالة تهديد ملموس على مواطني إسرائيل، بدورها، ردّت المقاومة بإطلاق رشقات من الصواريخ دوّت على أثرها صفارات الإنذار في الأراضي المحتلة، بعدما شددت على أن كل الخيارات مفتوحة أمامها.
وحمّلت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات العدوان الذي بدأته على قطاع غزة، وقالت الغرفة المشتركة إن العدو يُخطئ التقدير، ورد المقاومة قادم وبالطريقة التي تُحددها قيادة المقاومة، كما أعلنت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، إطلاق أكثر من 100 صاروخ على إسرائيل، ردًا على قصف مواقع تتبع لها في غزة.
في غضون ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت اعتقال 19 عنصرًا من حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، بينما يشن ضربات على أهداف عسكرية في غزة.
وجاء في بيان للجيش أن الجنود وعناصر من جهاز الأمن الداخلي “شين بيت” نفذوا عمليات في عدة مواقع في الضفة الغربية لإلقاء القبض على عناصر من حركة الجهاد الإسلامي، وأفاد بأن من بين 20 شخصا اعتقلوا خلال عمليات الدهم 19 هم عناصر في الجهاد الإسلامي.
استشهاد مسنة فلسطينية وإصابة طفلة بجروح متوسطة في غزة
أفاد المصدر، عن استشهاد مسنة فلسطينية وإصابة طفلة بجروح متوسطة في غارة إسرائيلية غرب بيت حانون شمالي قطاع غزة.
كما أكد المصدر، عن تعرض منزل لأحد المستوطنين في سديروت لقصف مباشر بصواريخ المقاومة الفلسطينية، دون وقوع إصابات.
إسرائيل تلوح بالتوسع برا وجوا ومواصلة العدوان على غزة
على وقع العدوان المتواصل على غزة، وجه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، بمواصلة الهجمات ضد حركة الجهاد الإسلامي بالقطاع، فيما لوح متحدث باسم الجيش بالتوسع برا وجوا، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: أجرى وزير الدفاع بيني غانتس تقييمًا للوضع بمشاركة مسؤولين عسكريين، وأضافت وجّه غانتس بمواصلة الجهود الهجومية ضد حركة الجهاد الإسلامي، مع التشديد على إجراءات لإحباط إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل.
من جهتها، نقلت قناة “كان” الرسمية عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد “ران كوخاف” قوله، نحن في حملة مركزة ضد الجهاد الإسلامي، وسنواصل الهجمات واسعة النطاق من البر والجو، وأضاف كوخاف، إذا احتجنا إلى التوسع برًا وجوًا أو بأي وسيلة أخرى، سنفعل ذلك، ولن يُهدد أحد أو يُقيد، لا غلاف غزة -المناطق الإسرائيلية المحيطة بالقطاع-، ولا أي مدينة أو مواطن.
في المقابل، تواصل حركة الجهاد الإسلامي إطلاق صواريخ على المناطق الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، وأفادت “كان” أن صافرات الإنذار دوّت مجددًا، في مستوطنات “سديروت” و”إيبيم” و”نير عام”.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، أن إطلاق هذه الصواريخ وقذائف الهاون يأتي في إطار ردها على العملية العسكرية التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة وتسببت بمقتل 12 فلسطينيًا بينهم طفلة.
إسرائيل: هاجمنا 3 مواقع عسكرية لـ “الجهاد” بغزة
ويواصل الجيش الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي، شن سلسلة من الغارات على قطاع غزة، إذ زعم أنه شن هجومًا جديدًا على 3 مواقع عسكرية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي بقطاع غزة، فيما قصفت الحركة مدنًا وسط إسرائيل، لتدخل خط النار لأول مرة خلال المواجهة الحالية.
وصرح الجيش، قبل وقت قصير هاجم مقاتلو وحدة إيغوز -وحدة استطلاع خاصة- موقعًا عسكريًا لتنظيم الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، كما هاجم الجيش بواسطة مروحيات حربية، ثلاثة مواقع عسكرية لتنظيم الجهاد، وأضاف يواصل الجيش الإسرائيلي قصف أهداف في قطاع غزة في هذا الوقت.
في المقابل، أفاد المصدر، عن تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي غارة جديدة استهدفت مبنى سكنيًا مؤلفًا من 5 طوابق غربي مدينة غزة.
في سياق متصل، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بدوي صافرات الإنذار في مدينة “موديعين” ومستوطنة “بيت حشمونائي” وسط البلاد، لتدخل بذلك على خط النار لأول مرة خلال المواجهة الحالية.
وأفادت أيضا، بإصابة جنديين إسرائيليين بجروح طفيفة خلال تعاملهما مع قذيفة هاون سقطت في وقت سابق وانفجرت في كيبوتس في “المجلس الإقليمي أشكول”، بعدما أصابت إسرائيلي آخر لدى سقوطها في وقت سابق.
كما اندلع حريق بالقرب من مستوطنة “سديروت” نتيجة سقوط شظايا صاروخية. ولم تقع إصابات وتم إخماد الحريق في وقت قصير، بحسب المصدر ذاته.
وحتى الآن، تم إطلاق أكثر من 180 صاروخًا على إسرائيل، معظمها على مستوطنات “غلاف غزة” المحاذية والقريبة من القطاع، أسقطت منظومة “القبة الحديدية” المضادة للصواريخ 95 بالمائة منها.
قصف مدن إسرائيلية بينها تل أبيب بـ60 صاروخا
بدورها، أعلنت سرايا القدس الجناح المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي، عن إطلاق 60 صاروخًا، على مدن وأهداف إسرائيلية.
وقالت سرايا القدس، ضمن عملية وحدة الساحات تم قصف تل أبيب ومطار بن غوريون وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت بـ60 صاروخًا.
وأردفت، أن هذه الصواريخ تأتي ضمن عملية الرد على العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الثاني على التوالي، مضيفة أن القتال مستمر.
حالة طوارئ في إسرائيل
وباستدعاء 25 ألف جندي من قوات الاحتياط وتسخير اللواء 36 ولواء جولاني ولواء المدرعات، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حالة الطوارئ مع بدء عملياتها العسكرية في قطاع غزة، تحت اسم “الفجر الصادق”.
وبدأت تداعيات العملية على الداخل الإسرائيلي مع تعليمات الجيش لمستوطني غلاف غزة، بالبقاء في الملاجئ تخوفًا من إطلاق رشقات صاروخية من القطاع، كما تم تحويل حركة الطائرات الإسرائيلية في مطار بن غوريون إلى الشمال مع إعلان مختلف البلديات في الداخل فتح أبواب الملاجئ.
من جهتها، دفعت شرطة الاحتلال بتعزيزات في داخل الخط الأخضر وضعت 10 سرايا احتياط في وضع الجاهزية القصوى.
من ناحيتها، حذرت هيئة البث الإسرائيلية من قصف صاروخي مكثف باتجاه بلدة سديروت والمستوطنات المحيط بغزة، وتحدثت عن إلغاء جميع الأنشطة التعليمية على مسافة 80 كليومترًا من القطاع.
ودعا رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد الإسرائيليين للالتزام بالتعليمات، مؤكدًا أن العملية العسكرية ستسمر إذا لزم الأمر، ويأتي ذلك وسط مخاوف داخلية من تكرار مشاهد ماي 2021، عندما تم اختراق القبة الحديدية الإسرائيلية بأكثر من ألف صاروخ فلسطيني.