تشهد السنوات الأخيرة ارتفاعا محسوسا في نسب المصابين بداء السكر، نظرا لتعدد الأسباب والنظام الغذائي وظروف المعيشة عموما.
وفي هذا السياق، فقد بدأ مرض السكري يعرف انتشارا خطيرا بالنسبة لنوع “القدم السكري”، الذي غالبا ما يتجاهل المريض خطورة الإصابة به، وهو ما بعرضه إلى عملية البتر، التي تنطلق أحيانا من الأصبع الواحد لتصل حتى الفخذ، بعدما يكون المرض قد بدأ في الانتشار ومرحلة التصدي العلاجي المسبق قد فاتت الأوان.
وهو ما جعل الجهات الطبية، تقوم بحملات تحسيسية مواعيد فحص للكشف المبكر عن الإصابات، لاسيما انسداد الشرايين بالقدم السفلية الذي يمنع وصول الدم، وغالبا ما يصاب المريض بداء السكري بجروح حتى وإن كانت بسيطة، لكنها لا تشفى ويبقى الجرح مفتوحا، لأن الدم لا يصل ذلك الجزء المصاب أو المجروح، وهو ما يجعلها عرضة للتعفن ويصعب من شفائه، خاصة وأن النسب الإحصائية، تفيد بأن 80% من هؤلاء المصابين، يتهاونون ولا يتوجهون إلى الطبيب فور إصابتهم، بل يتركون الإصابة أو يضعون أدوية وينتظرون الشتاء والتئام الجرح مع الوقت، وهي الفترة القاتلة، لأنها حسب المختصين تصعب من العلاج، وتجبر الطبيب لاحقا على بتر ذلك الجزء الذي تعفن بتهاون من المريض.
حملة للكشف المبكر عن انسداد الشرايين بالقدم السكري بمدخل مستشفى ايسطو
ولأن الإصابة بمرض السكري منتشرة وبكثرة وبين مختلف فئات المواطنين، فإن الفحوصات الدورية ضرورية، والعمل على غرس ثقافة مراجعة الطبيب وإجراء التحاليل أصبح يفرض نفسه، فقد قامت المؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بوهران، بتنظيم حملة تحسيسية وحملة للكشف المبكر عن مرض انسداد الشرايين بالقدم السكري.
الحملة التي جهزت لها فريقا طبيا متخصصا ونصبته بمدخل المؤسسة الاستشفائية، مقابلا لجناح الاستعجالات، يسمح باستقبال المواطنين من أجل الرد على تساؤلاتهم فيما يخص مرض السكري، والقيام بفحوصات فورية للأشخاص المصابين بداء القدم السكري ومصابين بجروح.
الحملة التحسيسية تأتي لإعلام المواطنين والمرضى بكيفية الاعتناء بالإصابة، وكذا الاجراءات المطلوبة في حال تعرض الشخص الذي يعاني من داء القدم السكري إلى إصابات على مستوى القدم، من أجل إبعاده عن خطر بتر قدمه.
يذكر أن أهم نصيحة يركز عليها الأطباء المختصين في علاج داء السكري، هي ضرورة مراجعة الطبيب فور تعرض المريض بداء السكري لأية إصابة مهما كانت بسيطة، لأن التغاضي عنها قد يكون بداية لرحلة علاجية معقدة تنتهي ببتر القدم.
ميمي قلان
