
توج الملتقى الدولي الموسوم بـ “الطاقات المتجددة الأنظمة الطاقوية” بعدة توصيات هامة، تدعوا للاستغلال الأمثل للطاقات المتجددة، كما عرف هذا الملتقى الأول من نوعه تقديم عدة محاضرات عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، حيث شارك في هذه الفعاليات حوالي 15 دولة
تحت الرعاية السامية لمعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي البروفيسور كمال بداري، وبإشراف من والي ولاية النعامة ” لوناس بوزقزة”، انطلقت فعاليات الملتقى الدولي حول موضوع “الطاقات والأنظمة الطاقوية”، هذا اللقاء الذي حضره المندوب الجهوي لمجلس التجديد الاقتصادي وأعضاء المجلس الاقتصادي، مدير جامعة عين تموشنت ومدير المدرسة العليا بوهران ومدير المركز الجامعي مغنية ولاية تلمسان، حيث عرف هذا الملتقى الدولي إقبالا كبيرا وواسعا للباحثين من أساتذة وطلبة من مختلف المؤسسات الجامعية الوطنية والدولية بمشاركة 15 دولة في اللجنة العلمية و حضور 7 متحدثين شرفيين من مختلف الجامعات الدولية من استراليا، الدنمارك، فرنسا، كندا، إسبانيا، أمريكا والجزائر .
وخلال كلمته الترحيبية أكد رئيس الملتقى ” خثير توفيق” على أهمية الحدث، وأن معركة الجزائر القادمة متجهة نحو الاستغلال الأمثل للطاقات المتجددة، وأن مشاركة جميع الفاعلين في هذا المجال من داخل الجزائر وخارجها دليل على أولوية اهتمام أساتذة البحث العلمي بهذا الموضوع.
كما أشار البروفيسور صافي حبيب مدير المركز الجامعي إلى المكاسب التي تحققت بفضل تظافر جهود الجميع، وأن الجامعة انتقلت من مجال البحث النظري إلى مجال التطبيق المباشر في مجال الطاقات المتجددة والأنظمة الطاقوية وهو بمثابة الرهان المعول عليه.
من جهته والي ولاية النعامة ” بوزقزة لوناس” الذي أعطى إشارة انطلاقة هذه الفعاليات، فقد ثمن وأثنى على مساعي المركز الجامعي إلى الرفع من مستوى الطموحات بمثل هذه الملتقيات سواء كانت الدولية أو الوطنية عن طريق تعزيز وتقوية التفاعل بين القطاعين الخاص والعام والأكاديمي والصناعي والاقتصادي وتوجيه البحث إلى السوق وتعزيز التنمية المستدامة، باعتبارها فرصة للشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين لعرض منتوجاتهم وخدماتهم نظرا للمؤهلات والقدرات التي تمتلكها الولاية، وذلك في ظل التوجهات الجديدة لرئيس الجمهورية .
بداية الملتقى كان بجلسة علمية رئيسية من تقديم الدكتور علال بوزيد من جامعة تولوز بفرنسا بعنوان “ADREAM un batiment à Energie positive” ، حيث قام فيها بشرح أنظمة الشبكات الكهربائية Microgrids واستعمال الطاقات المتجددة بأنظمة جد متقدمة تم تطبيقها في جامعة تولوز من طرف طلبة دكتوراه في إطار مشاريع التوأمة بين جامعة تولوز وبعض الجامعات الإفريقية.
وبعدها مباشرة انطلقت عدة ورشات، وتقديم معرض أعمال الأساتذة بالملصقات، حيث كانت مواضيع البحث التي شارك فيها الباحثين ثرية ومتنوعة بين تخصصي الهندسة الكهربائية والميكانيكية على غرار الذكاء الاصطناعي في أنظمة الطاقة، طاقة الشمس وأنظمة الطاقة الشمسية الفوتوفولتائية، الآلات الحرارية ونقل الحرارة……..الخ.
كما عرف هذا الملتقى توقيع اتفاقيات تعاون علمي وأكاديمي مهمة في مجال الطاقات المتجددة والأنظمة الطاقوية وقعها البروفيسور صافي حبيب، مدير المركز الجامعي النعامة مع مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري Crea، من أجل تعزيز التعاون في مجالات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي.
كما تم التوقيع على اتفاقيات مع جامعة عين تيموشنت والمركز الجامعي مغنية، لتعزيز التبادل الأكاديمي والبحثي، والتبادل الطلابي وطلبة الدكتوراه بين المؤسسات الجامعية، هذا واستمرت الجلسات العلمية في الفترة المسائية والتي تخللتها مشاركة الأساتذة بأبحاثهم المقبولة في ورشتين الأولى مقدمة بتقديم حضوري والثانية عن طريق الملصقات”Posters”، حيث تناقش الباحثون في مختلف محاور الملتقى الدولي على غرار استعمال الذكاء الاصطناعي في مجال الطاقات المتجددة والأنظمة الطاقوية في مجال الهندسة الميكانيكية والشبكات الكهربائية و الشبكات القصيرة “Microgrids” والشبكات الكهربائية الذكية “Smart Grids”، وفي مجال الهندسة الكهربائية وأيضا تطرق الباحثون والخبراء لموضوع الهيدروجين الأخضر الذي توليه الدولة الجزائرية اهتماما كبيرا في السنوات الأخيرة بالإضافة للاستعمال الأمثل للطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
كما تخللت المشاركات مشاركتين عن بعد من تقديم البروفيسور فريدي بلادجبيرغ من جامعة البورغ بسويسرا والذي يعتبر أفضل باحث في مجال الطاقات المتجددة في العالم بتقنية التحاضر عن بعد، كما تمت دعوة الدكتور حسان لحلو من جامعة موناش بأستراليا، ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا الأمريكي MIT بتقنية التحاضر عن بعد استفاد منها الطلبة من داخل المركز الجامعي بالنعامة ومن خارجه.
وفي ختام هذا الملتقى الدولي أشاد البروفيسور صافي حبيب بالفعاليات التي تربط الجامعة بالواقع، والتي تسهم في تبادل الخبرات والمعرفة العلمية، مما يعزز التفاعل بين القطاعين الأكاديمي والصناعي والاقتصادي، ويوجه البحث والابتكارات نحو حلول عملية لاحتياجات السوق، ويعزز التنمية المستدامة. كما رأى أن هذه الفعاليات من شانها توفير فرصة للشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين لعرض منتوجاتهم وخدماتهم، خاصة في ظل التوجهات الجديدة لرئيس الجمهورية نحو الطاقات المتجددة كبديل آمن عن الثروة النفطية.
النعامة/ ابراهيم سلامي