الجهوي‎

12 ملبنة ترفع التحـدّي وتقـضي على أزمة الحليب في تلمسان

بعد أن كانت تستعين بسيدي بلعباس من أجل تغطية عجزها

12 ملبنة ترفع التحـدّي وتقـضي على أزمة الحليب في تلمسان

تعـدّ ولاية تلمسان من أهم المناطق الفلاحية المنتجة لمادة الحليب بالجهة الغربية، إذ عـرف إنتاج

الحليب تطورا ملحوظا، خاصة وأن تلمسان كانت تستعين بسيدي بلعباس من أجل تغطية عجزها من

مادة الحليب، لكن تطور إنتاجها من هذه المادة جاء كنتيجة لمخطط دقيق سمح لها بالخروج من أزمتها

التي كان يعكسها واقع المناطق النائية بفعل نقص هذه المادة الأكثر استهلاكا واستعمالا وسوء

التوزيع الحليب من جهة أخرى.

حيث كشفت مديرية التجارة أن الولاية حاليا لا تعرف أزمة حليب سواء حليب البقـر أو المدعم، إذ تحصي

الولاية حاليا مؤسسة “جيبلي” العمومية التي تنتج حليب الأكياس المدعـم و12 مؤسسة خاصة، منها

02 بمغنية و10 أخرى موزعة على مناطق أخرى بالولاية، حيث تعتبر ملبنة “النجاح” بمدينة مغنية من

المصانع النموذجية التي عرفت نموا متسارعا، حيث تتموقع ضمن المؤسسات الاقتصادية الجزائرية

التي تعتمد عليها السوق المحلية في إنتاج الحليب ومشتقاته، إذ جاءت الفكرة في سنة 1999، وتم

إنشاؤها من طرف “الحاج الرباحي” رحمه الله بمعية مجموعة من الشركاء في 16 أكتوبر 2002 في إطار

المخطط الوطني للتطوير (P.A.D.N) وشرعت في الإنتاج في أواخر شهر أكتوبر 2002.

مسيّــر الملبنـة السيد “جـديـد هــواري”

وحسب مسيّــر الملبنـة السيد “جـديـد هــواري” أن المؤسسة التي توظّف حاليا 47 عاملا دائما بمختلف

المجالات، في بداية تأسيسها كانت تنتج 1000 إلى 2000 لتر يومـيا، لترفع إنتاجها إلى 70 ألـف لتر من

حليب البقـر يوميا ســنـة 2013 و2014، وحاليا يوميا يتم توزيع 14 ألف إلى 15 ألف لتر ما بين حليب

مبستر كامل والحليب منزوع الدسم من قـبل 22 موزع لتوزيع الحليب، حيث تـقـوم المؤسسة باستقـبال

18 ألف إلى 19 ألف لتر يوميا من 04 مراكز لجمع الحليب و23 جامع للحليب.

هذا إلى جانب إنتاج أسبوعـيا كمية من اللبن تـقـدّر بــ 10 آلاف إلى 15 آلاف لتر وهذا استثناء يوم

الجمعة للإقـبال عليه من طرف المواطنين، إضافة إلى هذا يتم إنتاج نوعـين من الشربات ذات الأكياس

والقارورات والزبدة التقليدية البقـر طبيعية مائة بالمائة وبالطريقة التقليدية وهناك تقنيات وآلات

تستعمل في ذلك حتى تبقى الزبدة دائما محفوظة على الجودة كما هي لاتتغير، إضافة إلى ذلك

هناك منتوج الياروت المعلّب، كما تملك المؤسسة آلات خاصة بإنتاج الحليب المعـقم المعـلّب ولكن

لايتم ينتج حاليا بسبب قـلة الحليب.

إجراءات تحفـيزية لدعـم المنتجين لرفع إنتاج الحليب

المؤسسة حسب ذات المتحدّث مرّت خلال سنوات 2022، 2023، 2024 بأزمة مالية بسبب التأخر في

استلام الدعم الذي تمنحه الدولة للمنتجين، بعدما تم توقيفه لمدة عامين لإعادة النظر في السوق

المحلي لهذه المادة الأساسية من خلال مراقـبة الفلاحين ومراقـبتهم ومصداقية الشركات المنتجة

للحليب لأن هناك بعض الشركات كانت محل التحقيق يعني شفافـية تسيير أموال دعم الحليب.

وبعد مرور هذه المرحلة والتي عرفت عملية ضبط وتنظيم سوق الحليب تم مباشرة إجراءات منح الدعم

للمعنيين من قبل مصالح مديرية الفلاحة تلمسان، حيث تم في ظرف 03 أشهر أو 04 أشهر تسديد 14

شهرا من مستحقات الدعم وهو مجهود كبير قامت به الدولة ممثلة في مصالح مديرية الفلاحة لولاية

تلمسان، ولم يتبق حاليا سوى 05 أشهر الأخيرة يعني منذ شهر جويلية 2024، وقد أعطى ـ حسبه ـ هذا

العم دفعا قويا للمؤسسة في الرفع من إنتاج كمية الحليب منذ بداية السنة الجارية 2025 والتي

ارتفعت من 04 آلاف إلى 05 آلاف لتر في الـيوم، كما ساهم أيضا في دفع المصاريف وأجور العمال

وكذا الضرائب وغـيرها من المستزمات اللازمة.

كما انعكس ايجابيا على الفلاحين من خلال إعطائهم دفعا قـويا لمباشرة العمل مجددا من خلال العودة

إلى تربية أبقار الحليب، إذ انخفض عدد المربين من 470 فلاح مربي للأبقار إلى 273 فلاح حاليا

معظمهم الذي كان يحوز على 20 بـقـرة أصبح ليده 10 بقـرات والذي كان يحوز على 10 بقـرات أصبح

لديه 06 بقـرات كل هذا ناتج عن ارتفاع أسعارها، وهناك فلاحين اضطروا بيع 120 بقـرة تم بيعها

ومعظم الفلاحين قاموا ببيع الأبقار الكبيرة في السن بأثمان منخفضة بسبب قلة إنتاجها للحليب، هذا

إلى جانب المشكل الرئيسي ثمن العلف الذي أصبح لايكفي دخله، إذ ارتـفـع سـعـر العـلـف في الأسواق

من 3500 دج إلى 7400 دج، مما انعكس ذلك إلى نقص كميات الحليب المنتجة عـبر جميع الملبنات

المتواجدة عبر تراب الولاية.

مساعي حثيثة للملبنة لرفع التحدّي في المجال الرقـمي

الـجـدير بالملاحظة للعام والخاص خلال السنة في هذا الجانب هو تكثيف جهود مختلف القطاعات

الوزارية، الجماعات المحلية، القطاعات السيادية، مختلف الهيئات السياسية الاقتصادية الاجتماعية

الثقافية…الخ  في تحول إلى الرقمنة، حيث سجلت العديد منها قفزة في مجال تسريع عملية الرقمنة

، منها رقمنة السجل الوطني للفلاحة بنسبة 100 بالمائة…الخ.

ومع التطور التكنولوجي الذي يشهد الاقـتصاد المحلي الجزائري تسعى ملبنة حلـيب النجاح بمغنية إلى

مواكبتها لهذا المسعى من خلال الرفع من التحديات في المجال الرقـمي واعتمادها على التقنيات

التكنولوجية الحديثة في مجال التسيير والإنتاج، بالإضافة إلى ذلك انفتاحها على الجامعة واستقبالها

للطلبة الباحثين وهذا ما يؤكد على أن هذه المؤسسة تسعى دائما للتطور والتقدم والتحسين عن

طريق الاستفادة من نتائج الأكاديمية والجامعية، خاصة وان أحد الأسباب الرئيسية في فشل وتأخر

مختلف المؤسسات والشركات الاقتصادية هو انعزالها عن الفضاءات الجامعية، وعدم وجود تكامل

وترابط بين البحوث والدراسات النظرية التي تجرى في المعاهد والجامعات وما هو ممارس فعلا في

المـيـدان.

فالدولة الجزائرية تواصل إستراتجيتها الطموحة في جعل الجزائر دولة رائدة في المؤسسات الناشئة

، بالتمويل والدعم، إذ عرف القطاع تطورا معتبرا خلال السنة خاصة، مع إشراك القطاع الخاص الذي تم

قدمت لهم تحفيزات مهمة، حيث تم تسخير الجهود للعمل على كسب النوعية وليس الكمية، كون أن

المؤسسات الناشئة تعتبر إحدى الركائز المهمة لاقتصاد المعرفة والذكاء وتحقيق النجاعة الاقتصادية

، ويظهر ذلك جليا في حث الرئيس في كل مناسبة على ضرورة ايلاء أهمية خاصة لتمويل هذه

المؤسسات ومرافقة الشباب في خطواتهم الأولى لتأسيس مشاريعهم خاصة نوعية المشاريع

المستحدثة.

وفي سبيل تجسيد هذا المسعى الطموح، عكفت الجامعات الجزائرية والسلطات المعنية على الدفع

بالشباب الجامعي على تجسيد مشاريعهم بمواكبة أحدث التقنيات الحديثة والتكنولوجية، وفي هذا

الصدد قدم قطاع التعليم العالي  في عدة مناسبات مواكبته عمله الدؤوب على تجسيد تعليمات

وتوجيهات الرئيس، بانتهاج سياسة تجعل الجامعة مساهما في خلق الثروة حيث يحصي القطاع  أرقاما

هامة في طريق تعزيز كيانات البحث والتطوير والتثمين الاقتصادي المتواجدة عبر المؤسسات

الجامعية والبحـثية.

استراتيجـيات 2025…تحوّل جذري في آفاق صناعة الحليب بالجزائر

تتبنى الجزائر خططا طموحة لتجاوز التحديات المستمرة في قطاع الحليب، ما استدعى اتخاذ تدابير

فعّالة لضمان توفير هذه المادة الأساسية للمستهلكين، وفي هذا السياق، أعلن وزير الفلاحة والتنمية

الريفية، يوسف شرفة، عن مجموعة من المبادرات الجديدة التي تهدف إلى تعزيز إنتاج الحليب وتحسين

شبكة توزيعه في البلاد، وتتضمن هذه المبادرات تشغيل مصانع جديدة في ولايات متعددة، بالإضافة

إلى استراتيجيات شاملة لتعـزيز الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية الأساسية.

هـذا وقـد وضعت سنة 2024 أسس متينة للإقتصاد الوطني، فلا يخفى على المتابع والمهتم بالشأن

الاقتصادي بالجزائر أن سنة 2024 عرفت خطوات جبارة، حيث تشكل المحطات المهمة على وضع

الأسس للإستراتجية الوطنية المخطط لها لتجسيد نمط اقتصادي متنوع قائم على استغلال ثرواته

وتطويرها بسواعد جزائرية ورفع تحدي ولوج كبرى الأسواق العالمية وخوض غمار المنافسة القوية

دوليا.

الخطوات الجبارة التي حققها اقتصادنا الوطني كانت نتاج الرؤية المستقبلية التي جاء بها رئيس

الجمهورية عـبد المجيد تبون منذ توليه سدة الحكم، حيث عكف فيها على  إخراج الاقتصاد الجزائري من

التابعية، بوضع الميكانيزمات والآليات الحديثة التي تعمل على تجسيد الرؤية الطموحة للرئيس.

أمـيـر. ع

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى