الثـقــافــة

10 سنوات على إطلاق المكتبة المتنقلة بوهران

آفاق واسعة في تفوق وتنمية إبداعات الأطفال والطلبة

  • وزارة الثقافة  تمنح الشاحنة المتنقلة بوهران 3780 نسخة تتضمن 332 عنوان خلال السنة الجارية

 

 المكتبة المتجولة أو المتنقلة  التي تجوب مناطق الظل بوهران  هي أحد أصناف المكتبات حيث يكون رصيدها من الكتب على شاحنة أعدت للغرض وتقوم بجولة في المناطق النائية في أوقات منتظمة لتتصل بالمستفيدين على عين المكان، وقد تشمل جولاتها بعض المدارس النائية حيث يكون جمهورها من التلاميذ وطبقة من المثقفين والتي ينهل منها المتلقي ويشحن رصيده العلمي تلقائيا.

المكتبة المتنقلة بوهران والتي يمر على تأسيسها عقدا منذ 2014 لا تزال تواكب التطورات وتعزز دورها بالرغم من الاستعمال الواسع لوسائل التواصل والهاتف وغيرها إلا أن ما تزخر به المكتبة المتنقلة يستحق المقروئية لاسيما بمناطق الظل التي تفتقد للمكتبات والتي تساهم في تثقيف الأطفال والطلبة وتشجيعهم على المطالعة وتساعدهم في تحسين فصاحة اللسان. ومع مرور عقد على نشاط الشاحنة وتسجيلها لحضور قوي لاسيما بالاقامات الجامعية التي شرع في استغلالها لأول مرة لتعزيز المكتبات الجامعية والاستفادة من العناوين التي تقدمها وزارة الثقافة والفنون كمكسب ثري يقوي البحوث، تمكنت من توسيع دائرة المنتسبين للمكتبة بمناطق الظل من خلال نشاطها الجواري، لاسيما تزامنا مع الدخول المدرسي .

كشف جلاطة محمد رئيس مصلحة الفنون والآداب بمديرية الثقافة والفنون بوهران أن وزارة الثاقافة، قامت بتعزيز المطالعة من خلال دعم المكتبة المتنقلة للولاية بـ 45 ظرف يضم 3780 نسخة تحوي 332 عنوانا في  شتى العناوين العلمية والأدبية والروايات وكتب “البراي” لفائدة ذوي الهمم والاحتياجات الخاصة والتي ضمت وغيرها، من المشنورات التي يتم طبعها من طرف الجهات  حصة سبقتها حصص أخرى من رصيد التشكيلة التي يتم منحها من طرف  وزارة الثقافة والمحافظة السامية للأمازيغية، وهي الحصة 11 التي استفادت منها الولاية مؤخرا لتعزيز المطالعة وإعادة دور المكتبات التي من شانها أن تعيد وهج القراءة في الأماكن العامة ومناطق الظل وغيرها، منوها أن المكتبة المتنقلة  سمحت بانضمام فئات متنوعة إليها واستقطاب شرائح متنوعة، مبرزا أن المكتبة المتنقلة تضم حاليا زهاء 5433 كتاب، حيث دخلت المكتبة الخدمة منذ 2014  والتي تنتقل بناء على طلبات المؤسسات سواء الثقافية أو الأكاديمية والجامعية وغيرها، إلى جانب اشتراكها في التظاهرات الثقافية والعلمية والأدبية، يضيف مسؤول قسم الآداب والفنون.

ويتم صيانة للكتب دوريا والاطلاع على وضعية العديد منها، حيث يتم تحرير محاضر لاتلاف الكتب المتضررة، وذلك في إطار متابعة للمكتبة المتنقلة وإحصاء الكتب وإعادة ترتيبها بالمكتبة الشاحنة، حيث أفاد أنّ الحافلة الواحدة تضم 5433 عنوان، وأكد أنّ المكتبة تولي عناية فائقة بنشر ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع ويأتي مشروع (مصادر التعلم المتنقلة) بوصفه أحد برامج المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصّلة بالكتب التي توجد في الحدائق والمتنزهات والساحات ويردف: تمثل أحد آليات المكتبة لنشر المعرفة وتحفيز مرتادي أماكن التنزه على استغلال أوقاتهم في ممارسة نشاط القراءة والاطلاع.

 

مشروع المكتبة القطاعية في خبر كان ومطالب بتفعيلها

لا يزال مشروع المكتبة البلدية في خبر كان ليظل المشروع مجمد منذ سنوات،  والذي يعد أول مشروع لتجسيد المكتبة البلدية بوهران، وناشد رئيس المصلحة الوزارة الوصية لتفعيل العملية التي من شانها تعزيز دور المكتبة القطاعية، إلى جانب الكتدرائية التي تعد المكتبة الوحيدة بوهران، في وقت لا تسير مديرية الثقافة أي مكتبة،  منوها أن وهران لا يوجد بها مكتبات قطاعية  فاعلة بالرغم من كونها ثاني مدينة تستحق تجسيد مشاريع مكتبة، وهو ما يتطلب إعادة النظر في المشروع المجمد منذ سنوات يضيف المتحدث. وما يجدر الإشارة إليه، أن  وهران بها مكتبات بلدية متعددة على غرار مكتبة البلدية شادلي بن قاسمية جيلالي التي تعد أحد أهمّ الموارد الثقافية في المدينة، حيث تُوفّر مجموعة واسعة من الكتب والموارد الأخرى للمجتمع المحلي، وتُنظّم المكتبة أيضًا العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية مثل الندوات وورش العمل، وذلك تعزيزًا للمعرفة والتواصل الثقافي في المجتمع، بالإضافة إلى مكتبة علولة، التي تعد كذلك  فضاء ثقافي وعلمي وهي مكتبة تحتوى على أزيد من 6 ألاف عنوان في مختلف المجالات العلمية والثقافية والأدبية والدينية وغيرها.

كما لازالت المكتبة البلدية “بختي بن عودة”، المعروفة بـ”الكاتيدرائية” سابقا، والواقعة بوسط مدينة وهران منبر يتطلب الرعاية، والتي تفوق 80 ألف كتاب، معروض برفوفها، التي يصعب البحث بينها، كون المشرفين عليها ليسوا متخصصين في علم “المكتبيات”، رغم أن بعضهم وعلى قلتهم قد خضعوا لتكوينات في هذا المجال. في وقت تستقبل فيه عشرات الزوار يوميا، سواء من الداخل أو المنطق الجهوية وحتى الأجانب، والتي تعد بالإضافة إلى كونها مكتبة فإنها أيضا منبرا سياحيا ورمزا للعمارة التاريخية بقلب وهران. وحسب القائمين عليها ، فإن هذا الفضاء التراثي، الثقافي والفكري يبقى أهم محل لزيارة السياح داخليا وخارجيا، وباعتبارها أول بناية بنيت بالخرسانة “الاسمنت المسلح” بمدينة وهران، فهي تؤثر على كل فضولي يحب المعمار، نظرا لأسلوبها المعماري البيزنطي الذي يحيل الناظر على الذاكرة والتاريخ ويشعره باللقاء الحضاري التاريخي بين الشرق والغرب.  فهي قديمة حسب مسؤولي القطاع، فقد بنيت في بداية القرن الماضي سنة 1903 وانتهت في 1913، ودامت 10 سنوات لأنها بنيت بتبرعات المسيحيين، وقد صممها “بالي”، بينما أنجزها الأخوين “بيري” وهؤلاء من الأقدام السوداء بالجزائر، وقد كانا أول من جلب تقنية البناء بالخرسانة. وقد سميت بـ “الكاتيدرائية” لأنها “مكان للعبادة”، بقيت تؤدي وظيفتها الدينية والروحية حتى أواخر السبعينات، حينما بدأ عدد التواجد المسيحي يتضاءل بوهران، ففكر الجزائريون في تحويلها إلى فضاء ثقافي وفكري تنويري للانتفاع الجماهيري، وكانت الفكرة هي مكتبة بقاعة مطالعة كبيرة علما أن الانطلاقة الفعلية في تقديم نشاطاتها الفكرية، كانت في جانفي سنة 1985، حين استقبلت أول دفعات القراء، ودامت تهيئتها سنتين تقريبا “1983 ـ 1984”.

منصور.ج

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى