
تحت شعار “لا تسرف في الماء، ولو كنت على نهر جار”، عقد صبيحة أمس والي ولاية سيدي بلعباس ندوة تحسيسية إعلامية بالتنسيق مع مصالح الموارد المائية ووحدة الجزائرية للمياه، حول ترشيد استهلاك المياه بالولاية سيدي بلعباس.
وفي كلمة ألقاها لدى إشرافه على افتتاح فعاليات هذه الندوة، أوضح الوالي أن ولاية سيدي بلعباس استفادت من تسجيل عملية هامة للتزويد بالمياه الصالحة للشرب، انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر بشط الهلال بولاية عين تموشنت، وقد تم تسجيل هذه العملية الهامة الأسبوع الماضي في إطار الجهود المبذولة لتأمين احتياجات الولاية من هذا المورد، لاسيما في ظل نقص التساقطات المطرية وانخفاض مخزون السدود التي تدعم تموين الولاية بالمياه الصالحة للشرب، وأشار ذات المسؤول أن عملية تزويد ولاية سيدي بلعباس انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر بشط الهلال بولاية عين تموشنت تمتد على مسافة 54 كلم، مضيفا أنه سيتم كذلك جلب جزء من المياه المحلاة من محطة الرأس الأبيض بولاية وهران في السنة المقبلة بغلاف مالي يقدر بـ 9 ملايير دج حتى تضمن الولاية أريحية تامة في التزود بهذا المورد الحيوي.
كما دعا الوالي بالمناسبة إلى تضافر جهود كافة الفاعلين من أجل التحسيس بأهمية المحافظة على المياه التي تمثل مورد استراتيجي هام من خلال ترشيد استخدامها مع تجند الجميع من أجل اقتصاد الموارد المائية، لاسيما من خلال استغلال المياه المستعملة ومكافحة التبذير، منوها بأهمية دور الإعلام في أعمال التوعية والتحسيس حول موضوع المحافظة على المياه، مع ضرورة إشراك كل القطاعات من إطارات وفعاليات المجتمع المدني في هذه الحملات والحرص على تربية النشء في المدارس والمنابر ومختلف المؤسسات على كيفية المحافظة على مياه الشرب والتحذير من مخاطر ندرة الماء.
أما في شقه التقني وبلغة الأرقام، أوضح مدير الموارد المائية أهم الهياكل والمشاريع التنموية التي تدعم بها القطاع والتي سيتدعم بها مستقبلا، والتي هي قيد الدراسة وبعضها قيد الإنجاز، هذه المشاريع التي من شأنها التخفيف من حدة الأزمة، إذ تمت العديد من التنقيبات الجوفية وإعادة الاعتبار لشبكة المياه الصالحة للشرب التي تعرف تسربات كثيرة جراء اهتراءها وتشييد الخزانات المائية وغيرها من الإنجازات.
من جهته، عرض مدير وحدة الجزائرية للمياه برنامجه المعتمد في التوزيع، والذي يعتمد بنسبة كبيرة على نظام 1/3، معرجا في الوقت ذاته على مناطق الضعف لشبكة التوزيع، والتي تتمثل في قدم بعض الشبكات المصنوعة من مادة البلاستيك(pvc) والحديد (plomb, Galvanisé ) ، والتي تعد غير مطابقة للمعايير المعمول بها حاليا ، كما تشهد تسربات وانسدادات متكررة.
وقد أوضح المدير أن وحدة الجزائرية للمياه، تقوم بمحاربة الإيصالات العشوائية والتي يبلغ عددها 571 إيصالا غير شرعي سنة 2023، في حين بلغت 235 إيصالا عشوائيا خلال السداسي الأول من السنة الجارية.
وقد عرف اللقاء مشاركة أساتذة جامعيين وأئمة، تناولوا أهمية هذا المورد الحيوي وضرورة الحفاظ عليه وعدم الإسراف في استخدامه حسب ما تقتضيه تعاليم ديننا الحنيف ومقاصد الشريعة الإسلامية، ومن جهة أخرى فقد خلص اللقاء إلى مجموعة من التوصيات تمثلت في اقتراح تأسيسي جمعية ولائية ذات بعد وطني مستقبلا لمكافحة تبذير المياه والمحافظة على الثروة المائية، وتنظيم قوافل تحسيسية جوارية للتعريف بأهمية المياه واقتصادها علاوة على تكثيف التدريب التوعوي وسط الصحفيين والأئمة والمجتمع المدني من أجل ترشيد الاستهلاك والتوعية بأهمية المورد المائي، مع التحسيس على مستوى وسائل الإعلام لاسيما الإذاعة المحلية والصفحات الرسمية من خلال ندوات يؤطرها مختصون في المجال إلى جانب تفعيل ومضات إشهارية هادفة، وكذا تفعيل دور المساجد من خلال تقديم دروس في هذا الصدد.
تجدر الإشارة، أن منسوب المياه بسد سيدي العبدلي الذي يمون 18 بلدية من سيدي بلعباس، قد انخفض إلى حجم 2.5 مليون متر مكعب من طاقة استيعاب قدرها 106 مليون متر مكعب، بسبب تغير المناخ وشح الأمطار، ما اضطر المسؤولين إلى استجلاب كمية 18 ألف متر مكعب يوميا إلى الولاية، للحفاظ على معدل التوزيع لأطول فترة ممكنة، في هذا الصدد دعا والي ولاية سيدي بلعباس مواطني ولاية سيدي بلعباس إلى ضرورة الحفاظ على المياه و عدم الإسراف في استعمالها والحد من مظاهر التبذير المنتشرة في شوارع الولاية من طرف بعض المواطنين، في انتظار عودة المغياثية وارتفاع منسوب السدود والمياه الجوفية.
ع.الصولي