الثـقــافــة

“يوجد نخبه رائعة ولكن يوجد الكثير من المتسلقين أو السارقين”

الكاتبة السورية مريام أحمد، تصرح لجريدة"البديل":

الكاتبة السورية مريام أحمد، إنسانة مكافحة محبه للحياة وصبورة، قوية وعفوية ومتسامحة. من النساء اللواتي ينشطن بحرية لا مثيل لهل في الفضاء الأزرق من خلال (الجروب) والمساهمة الفعالة في الجرائد والمجلات الإلكترونية الأخرى.

رغم تواضعها وبساطتها فإنها تفضل العمل في الظل لأنها تدرك مزاياه أكثر، وتحبذ مساعدة الآخرين وتشجيعهم والاستفادة منهم، إيمانا منها بأنه “يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر”، قناعة راسخة لديها بأن الفعل الثقافي عملية يساهم فيها الجميع وكل يدلي بدلوه ويترك بصمة لتتشكل اللوحة الثقافية أجمل وأرقى.

ـ ما هي التجربة الأدبية والإبداعية التي رسخت في ذهنك أكثر ؟

أكيد الشاعر “نزار قباني” صعب ننساه، ومن العصر الحالي أتابع الشاعر المهندس “سامر حسن” كتاباته مميزه جدا ومازال راسخا بذهني رد على قصيدة  كنت أقرأها للشاعر:

عندما أقرأ أبيات الشعر اهذي بصاحبها ولا اهتدي

يا ويلتي قد ابتليت بحب شاعرا عاشقا لشعر ولا بحالي يعتني

ـ هل الشعر يكتبك ويقولك أم أنها فقط لحظة صدق أبدية؟

أنا لا أكتب، ولكن حين يحضر إلهامي يكتبني وكثيرا لا أمتثل لرغبته في الكتابة.

ـ الفضاء الأدبي يفتقد إلى الحائط النقدي، ما الخلل برأيك؟

 

لأننا شعب عاطفي والجميع يخاف النقد مع العلم هو أهم طرق النجاح ، الحل يحتاج لمدارس وخرجين بشكل أكبر.

ـ هناك من يعتقد أن النشر والمهرجانات تصنع منه شاعرا أو أديبا، ما هو تعليقك؟

الأديب لا يحتاج غير القلم وبعض الأوراق ولكن المهرجانات توصل الشاعر الشهرة، إمّا أن ترفعه للقمة أو تهبط به، ولكن ليس كل شاعر ألقاه جيدا.

ـ هناك من يقول أن الأسماء الأدبية البارزة انزوت على نفسها وما عادت تخدم إلا نفسها وغير مبالية بالجيل الجديد من المبدعين، هل توافقين الرأي؟

لا أوافق لأن إنتاجهم الأدبي يطرح للجميع وليس محظورا لناس وناس. يستطيع الجميع النهل من فكرهم والاستفادة والاستمتاع

ـ هل صحيح مبدعونا على كثرتهم كسالى، لا يقرؤون؟

المبدعون ليسوا كسالى والدليل وصولهم للإبداع ممكن يقل إنتاجهم الأدبي لأن بعد عمر ما الشاعر يهمه جودة النص لا الكمية، فيك تقول المبتدئين كسالى

ـ ما هو تصورك للمشروع الثقافي البديل؟

يحتاج دعما للثقافة، ندوات شعرية وترفيهية، تشجيع لنشر الثقافة من جديد على أرض الواقع كي نبتعد قليلا عن شاشات الجوال، لأن الجيل مقيدا بعيدا جدا عن عالم الثقافة والترفيه بعيد عن الواقع

ـ بحكم تجربتك الأدبية، كيف ترين إبداعات الشباب؟ وما لنصيحة التي يمكنك تقديمها إليهم؟

توجد نخبة رائعة ولكن يوجد الكثير متسلق أو سارق هنا يضيع الكثيرون لعدم المصداقية، كتابة ومضة صحيحة خير من نص شعري بعيد عن مقومات القصيدة

ـ هناك من يكتب لنفسه، ولغيره، وللوطن، وهلم جرا.. أنت، لمن تكتبين؟

الوطن يستحق وكل كتابة عن الوطن هي جرعة عاطفة، أنا أكتب فقط مشاعري بصدق.

ـ معظم الكتابات الشعرية للجيل الجديد نجدها عموما في الغزل، كيف تفسرين ذلك؟

هذا بسبب الاقتباس من هنا وهناك وبسبب عدم التمكن وقلة المطالعة.

ـ ما هي أجمل ذكرى لا زالت عالقة بذهنك؟

حين التقيت الشاعر الكبير “عمر الفرا” رحمه الله.

ـ وجوه تشتاقين إلى رؤيتها بعد طول غياب، ممكن معرفة البعض منها؟

أكيد وجه أمي رحمها الله، واشتاق لكثير من أصدقاء المدرسة ولحضور الشاعرة الشامية “شيران الكردي” رحمها الله منذ فترة قريبة ودعتنا.

ـ ما هو آخر نص قرأته فشد انتباهك وتمنيت لو كتبت مثله؟

أكثر ما يشدني هي كتابات الشاعر “سامر حسن” من سوريا والشاعر “كنعان الموسوي” من العراق، وأكيد غير قادرة على مجاراتهم  والأماني قائمة…

ـ هل أنت راضية عما قدمته في المجال الشعري؟

نعم لأني لا أطمح بأكثر من هذا ولا عندي رغبة في الخوض أكثر، حاجتي للكتابة فقط لتفريغ مكنونات أجدها على الورق خير من أي مكان آخر كي لا تحرف إذا انتشرت كما انتشار الأسرار، أفضل أذن للاستماع هو الورق.

ـ بين العمل والبيت، أين محلك من الإعراب؟

ما بينهما كنت ناجحة في عملي وفي بيتي وفي تربية أولادي ومن الله كان التوفيق وتعاون الرجل.

ـ اطرحي سؤالا على نفسك كنت تخافين أن يطرح عليك، ثم أجيبي عليه؟

سؤال: هل أنت سعيدة؟ يلبكني جدا.. لأن كلما ازداد فهمنا للحياة فقدنا جزء من السعادة، وفقدان السعادة نفقد روح الحياة فينا.

ـ ما هي آخر التداعيات التي تختمين بها هذا الحوار؟

مع فائق الشكر والتقدير، اختم بالدعاء لله بحفظ الوطن العربي ويلم شمل العرب على الحب والتآخي واعتناق الإنسانية مذهب وحزب وشريعة لأن الإنسانية طريقنا إلى الله سبحانه.

كل الشكر والتقدير جريدة “البديل” بإدارة الأستاذ رامي حاج بالتوفيق والتألق.

أجرى الحوار: رامـي الـحـاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى