
مازالت عملية الحصاد متواصلة بولاية وهران على غرار ولايات الوطن، وسط ظروف مناسبة (طبيعية ولوجيستية)، بمتابعة من الجهات الوصية بالولاية من أجل إنجاح موسم الحصاد، الذي تراهن عليه السلطات الجزائرية عليه، من أجل تحقيق اكتفاء ذاتي للأمن الغذائي والوصول إلى الاعتماد على استهلاك ما تنتج أرضنا والتخلي عن الاستيراد تدريجيا.
وفي هذا الشأن، فإن السلطات بوهران تتابع عن كثب عملية الحصاد والدرس، بعدما كانت قد انتهت من مرافقة الفلاحين خلال موسم الحرث والبذر، لتنطلق في شهر أفريل الفارط، في القيام بخرجات ميدانية إلى الحقول المزروعة، لاسيما المزارع النموذجية، حيث تم الوصول إلى استشراف حجم الكمية المزمع تحصيلها خلال عملية الحصاد، والتي قدرت بـ 46 ألف قنطار من الحبوب، بعدما تم زراعة 23500 هكتار بالحبوب بأنواعها الأربعة (قمح لين، قمح صلب، شعير وخرطال)، سمحت بتحديد مساحة تقدر بـ5300 هكتار للحصاد، منها الشعير على مساحة 2129 هكتار، أدت إلى إنتاج 16665 قنطارا، فيما تم زرع القمح الصلب على مساحة 225 هكتار خلصت إلى تحديد 2250 قنطارا، بينما زرع القمح اللين على مساحة 1054 هكتار وفرت 12560 قنطارا، إلى جانب مساحة هامة للخرطال. وفي ذات السياق، فإن باقي الحبوب التي لم تصنف مع الكمية السابقة للتخزين، فإنها ستوجه للإعداد كأعلاف للأنعام.
السقي ساهم في تعويض نقص المغياثية
وأمام النتائج الزراعية المحققة للموسم الفلاحي 2024/2026، فإن الدراسات المناخية الاستشرافية التي قامت بها المصالح المختصة خلال موسم البذر والزرع، سمحت باتخاذ التدابير اللازمة من أجل إنقاذ الموسم الفلاحي في حال شحت السماء عبر اللجوء إلى نظام السقي.
وفي هذا الإطار، فقد التزمت السلطات المحلية بتوفير السقي للمزروعات، لاسيما تلك الخاصة بالمزارع النموذجية، على غرار مزرعة سي الميلود بوادي تليلات، حيث ساهم السقي المحوري المتبع إلى ضمان إنتاج بذور جيدة النوعية، خاصة وأن الحبوب تتطلب 400 مم سنويا، بينما هذا الموسم لم تتجاوز 163 مم، في حين كانت النسبة خلال السنوات الخمس الأخيرة لا تتعدى 200 مم، في الوقت الذي قدرت عدد أيام التساقط بـ20 يوما بصورة غير منتظمة.
يذكر أنه تم دعم 70 فلاحا مباشرة بالسقي المحوري معظمهم بالمزارع النموذجية على غرار مزرعة سي الميلود بوادي تليلات، وحتى من يملك 0,5 هكتار من الأشجار المثمرة يستفيد من الدعم. إلى جانب دعم الفلاحين بـ30 بالمائة من المكننة، على غرار توفير 26 آلة حصاد تحت تصرف الفلاحين من أجل إنجاح عملية الحصاد في آجالها، ناهيك عن توفير مخازن الحبوب، في انتظار الانتهاء من إنجاز 7 مراكز تخزين بالبلديات قبل نهاية السنة الحالية 2025.
حيث بلغت نسبة إنجاز مخزنين للحبوب ببلدية السانيا 41 و48 بالمائة، على أن يسلم مطلع شهر سبتمبر القادم، في حين ينتظر تسليم مخزنيين ببلدية الكرمة شهر أوت القادم، بعدما وصلت الإنجاز بهما 48 و58 بالمائة على التوالي، بينما سيسلم المخزن الذي يجري إنجازه ببلدية بوتليليس شهر سبتمبر، بعدما وصلت نسبة إنجازه 42 بالمائة ، في الوقت الذي بلغت نسبة الأشغال بمخزن بلدية حاسي مفسوخ 42 بالمائة، على أن يتم تسليمه شهر أكتوبر المقبل، بينما وصلت نسبة إنجاز المخزن الجواري ببلدية وادي تليلات 40 بالمائة، والذي سيتم تسليمه شهر سبتمبر القادم، في الوقت الذي تتواصل الأشغال للانتهاء من إنجاز صومعة لتخزين الحبوب بسعة 1 مليون قنطار، بينما تبلغ سعة المخازن البلدية السابقة الذكر 50 ألف قنطار لكل مخزن، ليصبح مجموع قدرة التخزين الكلي لولاية وهران عبر المخازن السبعة المذكورة 1 مليون و1350 قنطار.
يشار إلى أن عملية تنقية وتطهير البذور تتواصل إلى غاية شهر أوت، على أن ترسل إلى المخبر الجهوي للتحاليل بولاية سيدي بلعباس، من أجل إتمام المصادقة عليها 100 بالمائة، بعد الانتهاء من عملية الحصاد التي تتم بمرافقة تعاونية الحبوب والبقول الجافة، مصالح مديرية الفلاحة والمحطة الجهوية لحماية النباتات بمسرغين التي تكفل للفلاح التعرف على حالة المزروعات، من خلال المراقبة والقيام بالتحاليل لمعرفة مدى تعرضها للحشرات والأمراض، من أجل تحديد العلاج الخاص بها والتصدي لانتشار الأمراض قبل فوات الأوان. مع العلم أن هذه السنة لم تسجل أية تهديدات للمنتجات الفلاحية لقلة الرطوبة، التي عادة ما تساعد على انتشار الفطريات.
ميمي قلان