
أحيت ولايات الغرب الجزائري على غرار باقي ولايات الوطن، اليوم العالمي للماء، تحت شعار “الماء هو السلام”، بتنظيم عدة نشاطات تفسح المجال للحديث عن أهمية الماء في حياة البشرية، واستقرار الإنسان، وتوفير السلام له من خلال دور هذه المادة الحيوية في توفير الغذاء له، عبر سقي المزروعات والحيوانات وترطيب المناخ وتلطيف الجو، لحياة معتدلة وطبيعية. وضرورة الحفاظ عليه في ظل التغيرات المناخية الحاصلة وتأمين مستقبل الأجيال القادمة.
وفي هذا الشأن، فقد شهدت كل ولايات الوطن تظاهرات مهمة، جمعت الأطراف الذين لهم علاقة بقطاع المياهن وكذا المواطنين، مما سمح بتقريب الطرفين وتبادل المعطيات والنقاشات حول كيفية استغلال هذه المادة الحيوية دون تبذير، وإبراز جهود الدولة لتقديم خدمات أرقى في توفير الماء للمواطن، سواء للشرب أو سقي المزروعات، والآليات المتخذة للاستغلال الأمثل للماء.
والي وهران يؤكد أن محطة تحلية مياه البحر بالرأس الأبيض ستجهز قريبا
أكد والي وهران “سعيد سعيود”، أن محطة تحلية مياه البحر بالرأس الأبيض بعين الكرمة غربي وهران ستدخل مرحلة الاستغلال قبل نهاية السنة الجارية، منوها أنه سيتم الانتهاء من الأشغال في غضون الـ5 أشهر المقبلة، لتنتقل إلى المرحلة التجريبية، وهي المحطة التي يعول عليها، كحل من شأنه تزويد ساكنة الولاية بالماء، ورفع من الاحتياجات اليومية للماء الشروب .
وأضاف الوالي على هامش الاحتفال باليوم العالمي للماء، المنظم بمسجد “عبد الحميد ابن باديس”، تحت شعار “الماء هو السلام”، أن الولاية تضم العديد من المؤسسات الصناعية والأقطاب التي تحتاج لكمية هامة من المياه، وكذا الاستغلال المتواصل لسقي المحيطات الفلاحية، في ظل شح الأمطار وتراجع المياه بالسدود ونقص المياه الجوفية، ولهذا فإن الجهود منصبة على رفع التحدي من خلال الإستثمارات التي تبذل في سبيل توفير المياه بشكل دائم، مشيرا أن الكمية الحالية غير كافية ولا تلبي بالكاد الاحتياجات من خلال إنتاج محطة “المقطع” لـ400 ألف متر مكعب، و”كهرما” لـ50 ألف متر مكعب، وشط الهلال لـ120 ألف متر مكعب، لاسيما وأن هذه الحصة تشمل ساكنة ولاية معسكر. وشرح الوالي حاجيات الأقطاب الصناعية للمورد المائي، على غرار مجمع “توسيالي” للحديد الذي يستهلك 80 ألف متر مكعب يوميا، لعملية التبريد، فضلا عن وجود 16 شركة تابعة لمجمع سونطراك، وأقطاب صناعية أخرى تحتاج للماء بمختلف مناطق النشاطات. حيث أكد أنه بات لزاما البحث عن منابع أخرى موازية تسمح برفع القدرات، وهو ما دفع لوضع محطة “عين الكرمة” كمشروع هام بطاقة إنتاجية تقدر ب300 ألف متر مكعب، ستدخل الاستغلال قبل نهاية السنة الجارية. كما شدد الوالي ضرورة مساهمة المواطن في تفادي التبذير والاستهلاك المفرط للمورد الذي بات نادرا. حيث انصبت توجيهات رئيس الجمهورية حول استغلال المياه المعالجة في السقي الفلاحي، حيث تحوي وهران على محطتي بالكرمة وبوسفر لتصفية المياه المستعملة، لسقي محيطات بشرقي و غربي الولاية وتطوير قنوات نقل المياه لصالح المزارعين. وأشار بشأن تأهيل محطة الكرمة، أنه تم القيام باجراءات إدارية عقب المصادقة على دفتر الشروط، لتدخل مرحلة المناقصة الوطنية، لتعيين المقاولين لتنطلق في أقرب الآجال، بغية إعادة الاعتبار لها، ورفع القدرة الإنتاجية، علما أنها تعمل حاليا وفق حصة محدودة، في حين أنه يعكف حاليا على تجديد التجهيزات بالمحطة، وكذا القناة الناقلة لمياه للفلاحين، بعد دعم العملية من ميزانية الولاية لغاية الوصول إلى الهدف المنشود. وبشأن التموين اليومي للماه للمواطنين، أكد “سعيد سعيود”، أنه تمت مناقشة هذه الإشكالية بتوزيع عادل للماء الشروب، منوها أن الزلزال الذي ضرب ولاية معسكر مؤخرا، أثر سلبا على استغلال محطة المقطع، الذي اضطر لوقف استغلالها طيلة 5 أيام، لإصلاح الأعطاب، فضلا عن سوء الأحوال الجوية التي شهدتها عين تموشنت، ما اضطر الشركة المسيرة لها لوقف ضخ المياه، بسبب تكدس الرمال.
علما أن وهران تتزود بحصة تقدر ب400 ألف متر مكعب من محطة المقطع و120 ألف من عين تموشنت و50 ألف من محطة كهرما، مطمئنا الوهرانين بتحسين الأمور مستقبلا، لاسيما وأن بعض المناطق بها صعوبات حالت دون نقل المياه، بسبب هشاشة القنوات ما اضطر لتعويض النقص من خلال التزود بالصهاريج للتخفيف من المعاناة.
منصور.ج