
في خطوة جديدة تعزز سباق الابتكار في الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة “أوبن أي آي”، المدعومة من “مايكروسوفت”، عن إطلاق وكيل رقمي ذكي ضمن منصة محادثة الدردشة التي طورتها.يعد هذا الإعلان تطورًا نوعيًا. يهدف إلى تسريع وتسهيل أداء المهام اليومية المعقدة باستخدام تقنيات ذكية وتفاعلية. أصبح بإمكان المشتركين في الخطط المدفوعة تفعيل هذا الوكيل المتطور ابتداءً من يوم الخميس.
الوكيل لا يقتصر على الإجابة عن الأسئلة أو كتابة النصوص. بل صمم ليكون مساعدًا افتراضيًا متعدد المهام.يمكنه اتخاذ خطوات متسلسلة وتنفيذ قرارات مبنية على تحليلات دقيقة .يساعد في تنظيم حفلات وفقًا للطقس والملابس، تنسيق رحلات عمل، أو التسوق حسب ذوق المستخدم وميزانيته. يتم ذلك عبر بيئة افتراضية تتيح له أدوات متقدمة، تمكّنه من التفاعل مباشرة مع شبكة الإنترنت.
وكيل ذكي .. بيئة افتراضية متكاملة لتنفيذ المهام
الميزة الأبرز للوكيل الرقمي الذكي تكمن في قدرته على العمل داخل حاسوب افتراضي خاص به. يتوفر على أدوات لتصفح المواقع، قراءة البيانات، وربط التطبيقات الخارجية، مثل البريد الإلكتروني ومنصات البرمجة.هذه الأدوات تمنحه فهمًا أعمق لطلبات المستخدم وتنفيذًا أدق لها.
مثلًا، عند طلب ترتيب سفر، يمكنه مراجعة البريد الإلكتروني لاستخراج تفاصيل الرحلة. ثم يبحث عن الإقامة المناسبة وفقًا للموقع والتاريخ. وينسق الجدول الزمني بما يتناسب مع الأهداف.
هذا التحول نحو الذكاء الاصطناعي التفاعلي يفتح بابًا جديدًا للاعتماد على التكنولوجيا في الحياة اليومية.لم يعد المستخدم بحاجة إلى التنقل بين عشرات المواقع. بل يستطيع من خلال حوار بسيط الحصول على خدمة شخصية متكاملة.
تستند هذه الخدمة إلى مفاهيم كانت تعد خيالًا علميًا، مثل التخطيط التلقائي والتفاعل مع البيانات الحية.كما يمتلك القدرة على اتخاذ قرارات وفقًا لتغيّر الزمان والمكان.
استثمارات كبرى في سوق التقنية الحديثة
إطلاق هذا الوكيل يدخل ضمن منافسة شديدة بين كبرى شركات البرمجيات.تسعى هذه الشركات إلى ضخ استثمارات كبيرة في وكلاء الذكاء الاصطناعي تهدف إلى زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف وتحسين سير العمل.
شهدت الأشهر الأخيرة اندماجًا بين أدوات العمل التقليدية وهذه التقنيات الجديدة. أصبح الوكيل الذكي بمثابة المساعد الشخصي العصري. يتجاوز تطبيقات الأوامر الصوتية المحدودة.
اليوم، وكيل ذكي يمكنه التذكر، التعلم، وتحسين أدائه وفق سلوك المستخدم. يحسن فهم السياق. وينفّذ المهام المعقدة ذات الأبعاد المتعددة.
هذا التحول يغيّر أساليب العمل داخل المؤسسات ويعيد تعريف المهارات البشرية المطلوبة مستقبلًا. العالم يتجه نحو شراكة حقيقية بين الإنسان والآلة في الإنتاج والتخطيط.
هذا التحول يفرض مراجعة شاملة للبنية التحتية الرقمية , كما يستدعي تحديث التعليم والتوظيف , ويطرح تساؤلات حول دور الذكاء الاصطناعي في صياغة علاقات مهنية واجتماعية جديدة.
بن عبد الله ياقوت زهرة القدس