الجهوي‎

وقائع وأحداث هامة إبان الثورة التحريرية

ذكرى معركة جبل القادوس تيرني بني هديل تلمسان

شهدت بلدية تيرني بني هديل بولاية تلمسان وقائع وأحداث هامة إبان الثورة التحريرية، من بينها هذه المعركة التي وقعت أحداثها في يوم 24 من شهر نوفمبر 1956 بجبل القادوس، الذي عرف العديد من الوقائع والأحداث خلال الثورة المسلحة الذي يقع ضمن السلسلة الجبلية التي تمتد إلى الجنوب من مدينة تلمسان وعلى بعد حوالي 18 كلم.

وقد كانت الوحدة مشكلة من فوجين تعدادهم بين 22 و30 مجاهدا، يتولى قيادتهم المجاهد “شواري بومدين” وبمساعدة المجاهد “ميلودي” المدعو “التونسي”، وكانت بحوزة الفوجين قطعة جماعية من نوع 24/29 وبنادق فردية آلية من أصناف مختلفة، وكانت قوات العدو مشكلة من وحدات للقوات البرية تدعمها طائرات حربية ذات المهام المتعددة وأرتال من المدرعات والعربات العسكرية، تم تجميعها من المراكز العسكرية المنتشرة عبر المنطقة.

ومن أسباب وقوع معركة جبل القادوس، العمليات العسكرية للثوار عبر كامل الناحية، منها عملية قطع أسلاك الهاتف وتخريب الطرقات والهجمات المتكررة على مراكز العدو العسكرية بمنصورة، والمركز المتواجد بمزرعة أحد المعمرين.

وبعد هذه العمليات تحركت قوة جيش التحرير الوطني جنوبا وتمركزت بجبل قادوس للاستراحة وضبط أمورها، حيث إن العدو كان يرصد تحركات الثوار ويستعد لمهاجمتهم بعد انتشار أخبار عملهم العسكري عبر كامل المنطقة، مما أثر سلبيا على معنويات جنوده وخاصة المعمرين الذين سلبوا الأراضي الفلاحية الخصبة، وهذه هي الأسباب التي أدت إلى نشوب هذه المعركة ورصدت الحراسة تحركات للعدو في نقاط عدة من المناطق المحيطة بالمركز، تبين بأن جيش الاحتلال يتوجه نحو الجبل من مسالك مختلفة الأمر الذي يستدعي الحيطة وأخذ التدابير اللازمة قبل تطور الوضع ويصبح صعبا.

وفور إعلام هذه الأخيرة بالمستجدات والأوضاع على الساحة، أسرعت في إعادة انتشار قوتها والتمويه بالموانع الطبيعية، حسب المنطقة استعدادا للقتال الذي أصبح أكيدا، بعد ظهور طائرات الاستكشاف في سماء المنطقة بحثا على المجاهدين وتحديد مواقعهم. وبعد عدة طلعات لم يتمكن العدو من تحديد مواقع المجاهدين، وبطريقة مفاجئة بدأ جيش التحرير القتال ومن خسائر هذه المعركة استشهاد 14 جنديا من صفوف جيش التحرير الوطني. أما في صفوف العدو، أصيب بخسائر هامة في صفوف جنوده تتمثل في عدد كبير من القتلى والجرحى ونظرا لظروف الحرب حال دون معرفة عدد القتلى والجرحى، غير أن عدد الطلعات التي قامت بها العموديات في اليوم الموالي للمعركة أكد على أن عدد القتلى كبير.

جرفاوي. ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى