محطات

ورشات للخط العربي ضمن شهر التراث

تلمسان

سطر المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي بتلمسان برنامجا ثريا ومتنوعا بمناسبة شهر التراث، يتضمن العديد من النشاطات والمعارض الخاصة بفن الخط العربي وفن الحروفية.

وفي هذا الإطار، فقد نظم المتحف ورشة للخطّ العربي وفنّ الحروفية من تأطير الخطاط “محسن كشكاش”، من ولاية قالمة بقصر الثقافة بتلمسان، حيث عرفت الورشة حضورا لافتا لعشاق الحرف الذين استمتعوا بأجمل اللوحات والجداريات الجميلة، بما في ذلك معرض الحروفي “نور الدين كور”، الذي حمل أسماء الله الحسنى بلمسات مميزة، وتحت شعار الخط العربي فن إسلامي عريق، ستعرف التظاهرة ورشات ورسم جداريات ضمن سلسلة الأنشطة التي تقام على هامش شهر التراث. وهي التظاهرة التي يسعى من خلالها المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي بتلمسان إلى العودة لفنون الخط العربي وجماليته الفنية، وعلاقته التاريخية بورشات وجداريات متنوعة ومنبر حوار بعنوان الخط العربي حضارة وعراقة تحت إشراف مجموعة من أساتذة الخط. وأكد مدير المتحف “أحمد لصنوني”، أن النشاط يدخل ضمن شهر التراث، وفي إطار النهوض بالخط العربي الذي يعتبر إرثا حضاريا وثقافيا وتاريخيا ورمزا من رموز الهوية الحضارية الجزائرية وإبرازه بوصفه فناً قائماً بذاته، يعكس العمق الثري للثقافة العربية ذات الجذور الحضارية والموروث الثقافي العربي الإسلامي المتأصل، مؤكدا أن تلمسان ستكون حاضنة للخط العربي وراعية له ورائدة في دعم خطاطيه إبرازاً لما يمثله هذا الموروث العربي الأصيل المتجذر في التاريخ.

… ومعرض حول رمزية أقواس مآذن تلمسان

في إطار إحياء فعاليات شهر التراث الذي جاء هذه السنة تحت شعار “التراث الثقافي وإدارة المخاطر في ظلّ الأزمات والكوارث الطبيعية” تتواصل على مستوى قصر الثقافة “عبد الكريم  دالي” بإمامة تلمسان معرض رمزية أقواس مآذن تلمسان الذي ينظمه مركز الفنون والمعارض، حيث تعد المآذن والأقواس من أهم العناصر المعمارية في العمارة الإسلامية، ويذهب البعض في تعريف المئذنة إلى أنها عبارة عن بناء وظيفته الأساسية هي النداء إلى الصلاة،  وقد تطور هذا العنصر ليتخذ مجموعة من الأشكال من بينها القلمي والدائري والمربع، هذا الأخير الذي ظهر في تلمسان مع ظهور الزيانيين من خلال مئذنتين جامع الكبير وجامع أقادير اللذان تم بنائهما من طرف السلطان يغمراسن، حيث تم تزينهم بمجموعة من المعينات والعقود تحمل التأثيرات الأندلسية، وقد كان لهذه المآذن دور دفاعي يتمثل في مراقبة محيط مدينة تلمسان خاصة وان هاته فترة عرفت صراعات مابين الزيانيين والمرنيين والحفصيين.

هذا وتتوفر تلمسان أيضا علي مآذن بنيت في الفترة المرينية كمنارة المنصورة التي تعتبر من أطول المآذن في العمارة الإسلامية ومئذنتي سيدي بومدين وسيدي الحلوي، كما لا يخلوا ريف تلمسان من هذا النوع من العناصر المعمارية في المساجد الريفية ببني سنوس مثل مسجد تفسرة ومسجد ثلاثا ومسجد الخميس التي تحمل بصمة الحرفي في عالم القروي، أما العقود فهي تعتبر من بين العناصر المعمارية التي تكمل وظيفتها في حمل تقل السقف والقباب، كما تزين بها واجهات المآذن ويعتبر المسجد الكبير بتلمسان أحد العمائر المهمة الذي يحتوي على طرز العقود تعود للفترة المرابطية مثل الأقواس المفصصة، وكذلك العقود النصف الدائرية المزدوجة والمنكسرة المتجاوزة، وهكذا تظل تلمسان مصدر الهام المعماريين في العالم الإسلامي لما تحتويه معالمها من التأثيرات الأندلسية، أما الغاية من وجود الأقواس بالمئذنة لم تكن جمالية فحسب بل كانت لها دلالة هامة للمصليين، حيث كانت هناك مآذن تحتوي على قوسين وثلاثة وأربعة وخمسة وستة أقواس فما فوق، ولكل واحدة رمزية ومدلول خاص، منها المئذنة ذات قوسين تدل على أن هذا المسجد موجود في قرية معزولة، والمئذنة ذات ثلاثة وأربعة أقواس تدل على أن هذا المسجد هو مسجد الحي تصلى فيه الصلوات الخمس، أما المئذنة التي تحتوي على خمسة أقواس تدل على أن هذا مسجد جامع للمدينة أي تصلى فيه الصلوات الخمس إضافة إلى صلاة الجمعة على غرار مسجد الحي، فيما تدل المئذنة ذات ستة أقواس فما فوق على أن هذا المسجد هو مسجد ملكي كانت تقام فيه كل الصلوات إضافة إلى كونه مكانا للتشاور في الأمور الدينية للدولة وإقامة الحفلات الدينية.

ع. أمــيـر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى