رياضة

هيرفي رينار خليفة “الساحر الأبيض” الذي خطف الأضواء من مدربي أمم إفريقيا

أمسى المدرب الفرنسي، هيرفي رينار، في السنوات الأخيرة حلماً للعديد من المنتخبات الأفريقية، مثلما هو الحال بالنسبة للمنتخب الجزائري الذي أنهى ارتباطه بالمدرب جمال بلماضي، أو منتخب كوت ديفوار الذي عبر مسؤولوه عن رغبتهم في استعارته من الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، من أجل إكمال المسيرة مع منتخب “الأفيال” في نهائيات كأس أمم إفريقيا الحالية.

ورغم أنه مرتبط حالياً بمنتخب سيدات فرنسا المقبل على خوض أولمبياد 2024 المقررة الصيف القادم في باريس، إلا أن هيرفي رينار يصنع الحدث بقوة وسط الإعلام الفرنسي، وكذلك الصحافة المتخصصة في شؤون الكرة الإفريقية، حتى إنه خطف الأضواء من قبل مدربين آخرين متألقين في العرس القاري مع منتخبات أخرى، مع الإشارة إلى أنه وجد خلال الفترة الأخيرة بأبيدجان لمتابعة بعض مباريات البطولة القارية، وهو ما زاد الشائعات أكثر حول مستقبله.

تألق إفريقي يتطلب خبرة “الثعلب”

حقق هيرفي رينار (56 سنة) نجاحات كبيرة في إفريقيا، ما يجعله مطلباً عند كبار المنتخبات في القارة السمراء، على غرار تتويجه بلقب أمم إفريقيا لكرة القدم عام 2012 مع منتخب زامبيا وفي مفاجأة مدوية، قبل أن يُكرر نفس الإنجاز عام 2015 مع ساحل العاج الذي استعصى على جيله الذهبي مثل هذه الألقاب، وصولاً إلى قيادته منتخب المغرب صوب كأس العالم 2018 في روسيا، وبعد انتظار دام 20 عاماً.

ومعروف أن الكرة في إفريقيا وبالأخص بطولات “الكان” تتطلب تمرساً وتعاملاً خاصاً من قبل المدربين والمسؤولين، والمدرب الفرنسي، هيرفي رينار، أو “الثعلب” مثلما يُلقب على الساحة العربية، تتوفر فيه هذه الشروط بعد تجاربه العديدة ما يجعل تزايد الطلب على خدماته أمراً عادياً، ودون شك أن الأمر لن يتوقف عند الاهتمام الجزائري وكذلك العاجي، بل هو مرشح أن يشمل منتخبات كبيرة أخرى من المنتظر أن تقوم بالتغيير على مستوى الجهاز الفني، على غرار منتخبي غانا وتونس، إضافة إلى أن الشكوك تحوم حول بقاء خوسيه بيسيرو مع نيجيريا وريغوبرت سونغ مع المنتخب الكاميروني.

فضل “الساحر الأبيض”!

يُعتبر هيرفي رينار لاعباً متواضعاً في عالم كرة القدم، بحيث لم يصل لتلك الشهرة العالمية كونه لعب مدافعاً لأندية فرنسية مغمورة، لكن اجتماع واحد عام 2001 مع مواطنه الشهير في عالم كرة القدم الأفريقية، كلود لوروا أو “الساحر الأبيض” مثلما يُلقب جعله يشق طريقه صوب عالم التدريب، وعن ذلك قال رينار في تصريح لقناة “بي. آن سبورت” الفرنسية عام 2022: “كنت مسؤولاً عن تدريب فريق دراغوينان في القسم الوطني الفرنسي الثالث، وبعد ذلك، قررت التوقف وافتقدت كرة القدم، وصدفة التقيت كلود لوروا في مدينة أفينيون وانتهى بي الأمر بأخذي معه”.

وبعد فترة معه كمساعد للخبير في القارة الإفريقية، كلود لوروا، على غرار عملهما معاً في منتخب غانا 2008، قرر رينار شق الطريق بمفرده صوب تدريب المنتخبات، حيث قاد منتخب زامبيا في فترة أولى من 2008 إلى 2010 ونافس الجزائر ومصر على ورقة الترشح لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، ثم تجربة قصيرة مع منتخب أنغولا لم تُكلل بالنجاح.

أما المفاجأة، فصنعها نادي اتحاد العاصمة الجزائري الذي تعاقد مع هيرفي رينار لتدريبه عام 2011، لكن كان هناك بند في عقده يسمح له بالمغادرة في حالة تلقيه عرضاً من منتخب إفريقي، وهو ما حدث عندما تلقى اتصالاً للعودة للمنتخب الزامبي لقيادته في كأس أمم إفريقيا 2012 في غينيا الاستوائية والغابون، والأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل قاد منتخب “الرصاصات النحاسية” للتتويج باللقب القاري.

وتبقى مشكلة هيرفي رينار هي فشله على طول الخط في مشواره مع الأندية، مثلما كان الحال في تجربته مع نادي سوشو الفرنسي عام 2014 ثم ليل سنة 2015، لكن بينهما هناك إنجاز تاريخي لخليفة “الساحر الأبيض”، وهو قيادة كوت ديفوار للفوز بلقب أمم إفريقيا 2015 في غينيا الاستوائية، ثم عاد كذلك لتحقيق نتائج جيدة مع المنتخب المغربي الذي أعاده للواجهة العالمية خلال فترته مع “أسود الأطلس” من 2016 إلى 2019.

وسار رينار بنجاحه صوب القارة الآسيوية وبالضبط إلى المنتخب السعودي الذي قاده لكأس العالم 2022 في قطر، وصنع الحدث بقوته التكتيكية بعد تجاوز منتخب الأرجنتين حامل تلك النسخة (2-1)، ما رفع اسمه أكثر في عالم التدريب، وجعل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يتعاقد معه لقيادة منتخب السيدات في أولمبياد باريس 2024، لكن السؤال الذي أمسى متداولاً بقوة في الأيام الأخيرة خاصة لدى الجماهير الجزائرية، هل سيتنازل “الثعلب” عن مشاركته في الأولمبياد مقابل استلام دفة تدريب منتخب الخضر؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى