بكل صراحة

هل سيتشكل المشهد السياسي من جديد؟

بـكـل صـراحـة

أربع سنوات مرت على انتخاب السيد عبد المجيد تبون رئيسا للجزائر، ومن يومها لم نعد نسمع ركزا للطبقة السياسية التي وإن كان ظهورها في غالب الأحيان مُحتشما على غير عادتها قبل الانتخابات الرئاسية السابقة حتى خ4يّل للمواطن الجزائري أنّ تلك الأحزاب التي كانت تملأ الساحة صخبا ولغطا قبل الحراك المبارك قد اختفت تماما. مؤشرات التفاعلات السياسية في الوطن بدأت تلوح في الأفق بعد ركود ط ويل لهذه الأحزاب ونخص بالذكر منها (أحزاب التحالف) الذي منذ ولادته لم يأت بالجديد للساحة السياسية، بل كان مجرد واجهة للحكم السابق وسدا منيعا امام كل حزب ينوي فقط التطاول عليها. (الأفلان، الأرندي، حمس) أصبحت تتحرك أحاديا ولكن على نطاق ضيق وأصبحت مرشحة للجديد خاصة قبل عام من الانتخابات الرئاسية المقبلة، وعليه بدأت العديد من الأحزاب تتابع عن كتب ما يجري في قصر المرادية وتترقب الجديد وبحذر شديد للمتغيرات، كما تحلل كل ما يرد إليها عبر مصادرها الرسمية وتدقق أيضا في الأخبار التي تأتيها من بعيد أو قريب عبر قنوات أخرى، وأحيانا حتى في الإشاعات التي يتداولها الشارع الجزائري. كما أن معظم الطبقة السياسية تنتظر ما سيقوله الرئيس عبد المجيد تبون في كل خطبه ومداخلته في المناسبات، ومن ثمّ تعيد النظر في خريطة الطريق التي رسمها كل حزب لنفسه أو يعيد ترتيب أوراقه الداخلية تحسبا للرئاسيات المقبلة، لكن يبقى الهاجس الأكبر للطبقة السياسية في الميكانيزمات الفعالة والآليات المؤثرة والخطاب المقنع في تأسيس قواعد نضالية حقيقية من الآن يمكن الاعتماد عليها في الانتخابات المقبلة، لكن الواقع لا يزال يؤكد أن المجتمع المدني قد اكتسح الوطنية بقوة بل أصبح القوة الضاربة والمعول عليها مستقبلا في أي استحقاقات كانت، لأنه وبرأي المحللين السياسيين قد أخذ  المواقع الحساسة التي تركتها معظم الأحزاب خلال أربعة أعوام، وأصبح للشباب منبرا خاصا به بعيدا عن مظلة الأحزاب بل واكثر من ذلك فإنّ لمواطن الجزائري لمس بأمّ عينيه التحولات الجذرية والإيجابية على كل الأصعدة ومناحي الحياة منذ مجيئ رئيس الجمهورية إلى قصر المرادية، وكيف كانت الجزائر؟ وكيف أصبحت.، لأنّ همه الوحيد هو تحسين ظروف حياته اليومية ويعرف حقا من استمع على انشغالاته وهبّ لحلّها وتحسين ظروف معيشته، أما الشأن الحزبي ما عاد من اهتماماته بل وأسقطه من أجندته، ليبقى السؤال الذي يؤرق الأحزاب عموما، كيف يمكن تغيير هذ الرأي لدى المواطن وكسبه لصالحها وبالتالي ضمانه في وعائها الانتخابي المقبل؟ فهل ستقف الأحزاب على قدميها مجددا وسط متغيرات قد  تجاوزتها وحراك مبارك غيّر كل الذهنيات والأفكار وأفرز جيلا جديدا لا يحلم إلا بجزائر جديدة . إن غدا لناظره قريب.

بقلم: رامــي الـحـاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى