
يُتداول يومياً نحو 50 ألف سبيكة ذهبية، تزيد قيمة كل منها على 650 ألف دولار بين البنوك الأربعة الكبرى المسؤولة عن تسوية المعاملات بأحد أقدم أسواق العالم في لندن. كما يتضمن ذهباً مخزناً تبلغ قيمته 500 مليار دولار، بالعمل بنفس الطريقة مع تغييرات طفيفة على مدى أغلب العقدين الماضيين، فيما يرى (ديفيد تايت)، رئيس مجلس الذهب العالمي، جماعة الضغط الرئيسية لشركات التعدين، أن الوقت حان لإصلاح شامل. يحاول المصرفي الاستثماري السابق الاستمرار بإحداث تغييرات يأمل أن ترفع الطلب بشكل كبير، ومن بينها بناء قاعدة بيانات باستخدام تقنية “بلوكتشين” لتتبع كل سبيكة ذهب حول العالم تقريباً. يتوقع أن يسهل بمجرد تشغيل ذلك النظام إنشاء رمز رقمي مدعوم بذهب حقيقي يُمكن تداوله بسهولة أكبر. كما يتشكك المشاركون في السوق، الذين يجتمعون في مؤتمر هذا الشهر بشأن بدء الإصلاح المقترح قريباً، حيث باءت محاولات سابقة لإجراء تغييرات صغيرة في السوق بالفشل، في الوقت الذي أصبحت فيه حزمة التغييرات، التي أُطلق عليها اسم “الذهب على مدار الساعة طيلة الأسبوع” أكثر إلحاحاً. بدأت الإصلاحات التي شهدتها البنوك عقب الأزمة المالية بالتأثير على سوق الذهب هذا العام بعد عدم قدرة المشاركين في السوق على التأكد من إمكانية تداول الأصل بسهولة في الأوقات العصيبة. بعدما أصبحت القواعد الجديدة نافذة، أصبح احتفاظ البنوك بالسبائك أكثر تكلفة، ما أدى لتقلص العوائد التي تجنيها البنوك من تداول هذه السلعة وهي ضئيلة بطبيعتها، ما أثار مخاوف من انكماش حجم السوق، خاصة في ظل منافسة متزايدة شهدها الذهب خلال العقد الماضي من العملات المشفرة لجذب المستثمرين الباحثين عن بدائل للأسهم والسندات والنقد، وقد بلغ الأمر حداً أن بعض داعمي “بتكوين” سموه “الذهب الرقمي”.
رقــمــنـة الــذهــب
يرى (دفيد تايت) أن الرقمنة ستجعل اقتناء المعدن أسهل لنطاق أوسع من المستثمرين، حيث يقول العضو المنتدب السابق في “كريدي سويس”: “هناك عدد كبير من القطاعات وعديد من المؤسسات التي لم تقترب من ذلك المنتج في الماضي. إن قمنا بالأمر بشكل مناسب ستتاح لهم الفرصة لذلك”. يُعاني المستثمرون الأفراد من صعوبة الوصول مباشرةً إلى سوق الذهب، وهي تشابه في ذلك عديداً من أسواق السلع التي تخضع لمعايير متباينة باختلاف الأماكن. تستخدم لندن سبائك 400 أونصة في التداول، بينما يشيع استخدام السبائك 100 أونصة في السوق الأولية لتداول العقود الآجلة في الولايات المتحدة. حتى السبائك الأصغر تزيد تكلفتها عن 160 ألف دولار، لذا يضطر المستثمرون الأفراد لشراء سبائك وعملات أصغر من التجار، وغالباً ما يحمل ذلك علاوة كبيرة، لذا يعتقد تايت أن إنشاء الرموز المميزة التي يمكن استبدالها بسهولة بسبائك فعلية يمكن أن يكون حلاً لتلك المشكلة.
ق.ح/ وكالات